١٢

10 2 3
                                    

بيـان..

كنتُ أُمدد جسدي أمام منزلي، أُجدد نشاطي في هذا الصباح الباكر، وبينما أتثائب وأسير بالأرجاء صادفتُ وتين التي كانت تتثائب أيضاً بينما تُغلق باب منزلها خارجة.

يبدو بأنها تعشق الأسود، فمُذ معرفتي بها لم أرى سوى هذا اللون يحتضن جسدها النحيل.

سرتُ نحوها بخطواتٍ خفيفة، أتسللُ لها لأُخيفها فتصرخ بخوف لأضحك عليها وهي تمسكُ قلبها وتُعيد تهدأة أنفاسها قائلة "أجُننتِ يا حمقاء؟ لما كل هذا الرُعب صباحاً!" فأجبتها "لا لشيء، فقط أردتُ فعل ذلك" لتهمس بلا حول لها " حمقاء..".

جائنا صوت طفلٍ باكي لألتفت بجزء جسدي العلوي للخلف، بينما وتين مالت برأسها يساراً كأنها قطة وأنا الجدار الذي يقف عائقاً لها.

رأينا يعقوب الصغير مُقبلاً علينا ودموعهُ تسبقه، وصل عندنا فصرخ بوجه وتين قائلاً "إلى أين أنتي ذاهبة!" ، قامت وتين بالرمش لثواني كي تستوعب سؤال الطفل.

ثم ابتسمت وأنزلت بجسدها لمستواه قائلة "للعمل حبيبي، لما؟ أتودُ المجيء؟" لمعت عيناهُ ومسح دموعهُ بيديه الصغيرتين وقال "نعم نعم نعم" لنسمع معتز من الخلف يقول "كلا كلا كلا".

عبس وجه يعقوب الصغير وألتفت لعمهِ قائلاً "عمي، أرجوك دعني أذهب" فأجاب مُعتز قائلاً "كلا.." لتتدخل وتين سائلة "لما؟" توتر مُعتز قبل أن يُجيب "آه، سوف يُسبب لكِ الكثير من المشاكل أنتي لا تعرفيه جيداً بعد".

علقت أنا قائلة " بالفعل وتين، أنتي لا تعرفين يعقوباً بعد، هو مزعج بعض الأحيان" لتُجيب وتين بعد أن رأت جريان دموع الطفل بصمت " بلى، أعرفهُ.." نظر جميعنا لها لتُكمل " إن يعقوباً، لو طلبتُ منه الهدوء سيفعل، صحيح؟".

لمعت عينا الطفل بسعادة للمرة الثانية وصرخ بفرح "بالطبع سأفعل.." ثم أكمل بينما عانق وتين " سأفعل سأفعل".

حملتهُ وتين وأخبرت مُعتز بأنها ستأخذه معها، لكن يجب أن نأخذ موافقة والده، وعندما تم سؤال والده أشترط أن يذهب أحدٌ يعرفهُ معهم، فـ وتين لا تزال غريبةً على الحي.

رفعتُ يدي لأُخبره بأنني أنا من سيذهب معهم، فأنا لا أفعلُ شيئاً طوال اليوم وهذهِ ستكون مغامرة جيدة.

وبالفعل قامت وتين بإصطحابنا معها، لم يكن لديها سيارة، لقد إستأجرت سيارة للوصول لعملها.

كنتُ قد ناقشتها عن سبب عدم إمتلاك سيارة وهي تعيش في منزلٍ تملكه، ولديها وظيفة، فأخبرتني بأنها ستفعل ريثما تُرتب أمورها فهي حصلت على المنزل للتو.

عندما وصلنا للشركة، إندهشتُ من كبر حجمها وجمال إطلالتها وبنائها الفخم، أهذهِ شركة أم قصر؟

ضحكت وتين على وجهي لأضحك معها أيضاً، ثم أمسكت بيد يعقوب ودخلت معهُ للشركة لأقوم باللحاق بها.

البوصلـهWhere stories live. Discover now