١٠

14 2 3
                                    

الـ8 مساءً | وتيـن

بعد حفلة الأمس وترتيب غرفة نومي، عادت كل واحدة من الفتيات لمنزلها وذهبت للنوم بعد أن أُرهقت.

واليوم ذهبتُ صباحاً للعمل وإستلمتُ جائزة مالية لأنني كنتُ الأفضل السنة الفائتة وأخبرتهم بأنني سأعملُ بجدٍ هذهِ السنة أيضاً.

وبعد إنتهائي من العمل توجهتُ نحو منزل جابر لأُرجع لهُ ماله، وحال دون ذهابي، حتى زوجته أخبرتني بأنها أشتاقت لأيامنا وعليّ المكوث حتى الغداء لأتناول الطعام معهم.

ولم أرفض فأنا سيئة في تحضير الطعام حقيقةً ولم أطبخ لنفسي شيئاً.

ثم ذهبتُ لزيارة الجدة التي كانت جارتي، كانت مُشتاقةً لي وأنا حقاً إفتقدتها، بعدها عدتُ للمنزل مُتعبة من اليوم وأنا الآن أُحدق في سقف غرفتي التي طليتُها وألصقتُ بعض النجوم المُضيئة عليه حتى لا تُظلَم غرفتي تماماً.

تنهدتُ بملل، لقد أنجزتُ كُل شيءٍ كان على عاتقي وأنا الآن أُحدق بسقف غرفتي فقط.

على الرغم من أنني لا أطيقُ مثل هذهِ الأيام الفارغة من العمل، إلا أنني أحمدُ الله أيضاً ، فالأيام الهادئة المُسالمة أفضل من ضجيج المشاكل والمصائب.

نهضتُ بتملل، ألقيتُ نظرةً على ساعتي لأجدها مُتوقفة..

دبَّ الحماس بجسدي، ماذا سيحدث؟ من سألتقي؟

أدرتُ مُقلتي على النافذة حينما سمعتُ أنيناً وشهقاتٍ متفرقة، لم أكن أُجيد معرفة الأصوات لكن حينما توجهت لنافذتي وفتحتها رأيتُ طفلاً صغيراً يقف بجانب باب منزلي ويبكي بصمت.

إنها تُمطر!

لا والرعدُ والبرق أخذا من المكان مأخذاً، فلما هذا الطفل الصغير يجلسُ هنا وحيداً لا أحد معه!

لم أحتمل أنينهُ وبكائهُ ذاك لهذا هرعت لتغيير ملابسي وإرتداء حجابي وإتجهتُ نحوه.

لا تفهموني خطأً، لا أُطيف الأطفال مهما بلغ سنّهم ، لكن حينما أرى طفلاً يبكي لا أحتملُ فكرة تجاهله .

عندما خرجتُ من منزلي مُتجه إليه، نظرتُ يميناً ويساراً علّي أجدُ طيف إنسان يأتي ليأخذه.

لكن دون جدوى..

مشيتُ نحوه وتوقفتُ أمامهُ تماماً ثم أنزلتُ بجسدي ليصبح وجهي مقابلاً لوجهه، ليس لوجهه تماماً فهو كان يضم رأسه لحُجره، أنا حتى لم أرى وجهه للآن.

سألتهُ بهدوء " ماذا بكَ يا صغير؟ " رفع رأسهُ ليجعلني أُصعق بزُرقة عيناه ووجهه الصغير الجميل ، حدقَ في لثواني ثم تحولت ملامحُ وجهه مُستعداً للبكاء وبكى وهو يقول " رباط حذائي مفكوك ولا أعرفُ كيف أعقدهُ".

تصنمت مكاني، أيبكي الطفل بكل هذهِ الحُرقة فقط لأنه لا يعرف كيفية ربط الحذاء؟!

لم أُصدقه لكنني تماشيتُ مع وضعه ولم أهطل عليه أسئلتي الأُخرى، يكفي هطول المطر فوق رأسنا، كنتُ قد شتمتُ نفسي لأنني لا أملكُ مظلة أقيه من ضربات المطر الموجعه.

البوصلـهWhere stories live. Discover now