٢١

18 3 4
                                    

الراوية..

لقد حضينا جميعاً وتعمقنا بقصص الفتيات الأربع، والشخصيات الأخرى التي تداخلت معهن وأكملت المغامرة .

وقد آتى دوري لأُنهي ما بدأن، نبتدأ بوتين التي عاشت لوحدها وتحملت عبئ المسؤولية كاملةً، وقد عانت كثيراً بسبب عائلة والديها الذين لم يدعوها وشأنها وأغرقوها بشتى أنواع الكلام البذيء.

فكرة أن تعيش فتاةٌ لوحدها في منزلٍ كبير كان غير لائقٍ أبداً في عقولهم.

لكن مُعتز كان خير سندٍ لها وأحال حزنها فرحاً في كثيرٍ من الأوقات، لكنها وضعت حدود بينهم فهي لم ترغب أن تدخل بعلاقة جدية بعدما حظيت من قصص علاقات فاشلة كثيرة.

ولم ترغب بأن تترك قلبها يقرر وينطق تلك الكلمة كلما فعل مُعتز شيئاً لطيفاً لها.

كانت دوماً ما تترك عقلها يُقرر في أسوء الظروف، فإن إختارتهُ حينها فهو المُختار كما يقولون في الروايات.

..

بينما ودق عاشت بسعادة مع مرتضى، لكن في كل زواج ستكون هنالك مشاكل، وقد حاربوها وبقيا سوياً .

وحينما لم تعثر على أصدقاء مقربين لسنينٍ لا تُعد، أضحت الآن صديقة مقربة للفتيات جميعهن، والكل يحبها ويحترمها.

وزوجها كان خير الصديق لها ولم يجعلها حزينة يوماً وبقى بقربها، هذا ما تمنتهُ ودق وهذا ما تتمناه جميعُ الفتيات.

رجلٌ يغدو سنداً لها حين الضُعف، يُسعدها لا يُبكيها، يستمعُ لها لا يسمعُ عنها، يقفُ معها ويهتم لتفاصيلها الصغيرة لا يتجاهلها وينعتها بالغبية طوال الوقت.

والأهم أن لا يُقلل من شأنها ويجعلها أميرة، وسترون كيف ستجعلكم نسائكم ملوكاً.

..

بينما زُمرد التي عانت كثيراً بسبب إخوانها الذين يرفضون أن تتنفس أحياناً، ويضربونها أحياناً أخرى ويقللون من شأنها كثيراً جاعلين إياها كالخادمة.

كانت تشتكي لخالقها دوماً، وتدعو أن يأخذ بحقها لكن أن لا يمس أخوانها الضرر.

فتزوجوا جميعاً وراحت نسائهم يفعلن بهم ما فعلوا بها يوماً، وكانن يعاملنهم بطريقةٍ سيئة، لم تقبل زُمرد بذلك ودافعت عنهم مراراً لكنهم كانوا يصدونها ويخبرونها بأن لا شأن لها بذلك.

عجباً لهؤلاء القوم.

وبعدما إنتهت من دراستها، قاموا بتزويجها هي أيضاً، لم تكن ترغب بذلك وقد جُبرت، لكن حمداً لله بأنها رُزقت بزوجٍ صالح قد خافَ الله بها.

وهذا ما أشعل غيرها غيرة، فزوجات أخوانها لم يتركنها وشأنها وراح أخوانها ينهالون عليها بالشتائم وأرادوا تطليقها من زوجها، لكنه لم يقبل بذلك وكان دوماً ما يصدهم ويقف بوجههم.

كان يخبرهم بأن الله قد ترك أمانته عندكم، ألا وهي زُمرد وها قد ردّها الله إليه وهو لن يُسلمها لهم مجدداً أبداً فقد أسائوا معاملتها كثيراً ولم يستوصوا بها خيراً.

وحينما بلغ سوء الزوجات مبلغاً عظيماً، قام زوج زُمرد بأخذها وسافروا بعيداً عنهم ليحظوا بعيشٍ هانئ وحدهم، حتى لو كان هذا سيبعدهم عن الوطن.

فقد كان زوجها دوماً ما يُخبرها بأنها وطنه وكل عائلته، فلن يحتاج لغيرها.

..

أما سمراء فقد غيرت من نمط حياتها بالفعل وغدت تعمل بجهد بشركتها التي أصبحت رائجة والجميع قد وصلهم صيتها.

على الرغم من أن عائلتها لم ترضى بذلك بسهولة، والجميع قد وقف بوجهها إلا أنها سعت وأجتهدت لأجل الوصول إلى مسعاها.

وكانت بيان دوماً بجانبها لا تُفارقها أبداً وقد خطبها أحمد الذي بدوره كان لديه شقيق قد وقع بحب سمراء لكنها تصدت له ولم تقبل بأن تدخل بعلاقة أخرى.

فهي تحملت وعانت من جنس الذكر ما تحملت فلم تستطع أن تدخل بعلاقة أخرى، لكن الشاب كان يريدها فعلاً على سُنة الله.

وبعد مرور الأيام والزمن، قبلت به زوجاً لها، وكان دوماً ما يغير عليها بسبب سمارها الفتّان وجمال ملامحها العربية، ولا ننسى الغمازة التي تسكن وجنتها اليمنى.

..

وبهكذا نختم ما قد رويناه سابقاً، ونطلب من الرجال كانوا أم ذكوراً أن لا يعصون الله في نسائهم، أياً تكن الرابطة.
فجميعهن لهن حقاً عليك، أهتموا بهن وأرعوهن، فوالله لم نستحق ما خلفتموه من مشاعر قد فاضت وانفجرت في أعماقنا وصمتنا.

لا نستحق الخذلان أو الشتم أو الخيانة أو الضرب أو حتى قسوة الكلام، كونوا لنا سنداً نكن لكم عوناً ومحبة .

وليتذكر الإنسان أنهُ كما تدين تدان، ليس فقط بالقسوة والظلم، بالمحبة واللطف أيضاً، فربما تُعامل شخصاً بلطف فيأتي يومٌ شخصٌ آخر ويعاملكُ بلطف في وقتٍ محتاجٌ فيه للعطف واللين.

كونوا لُطفاء، محبين، متسامحين، فوالله إن الدنيا زائلة، فانية وغيرُ نافعة أحياناً، وبالحُب واللين تكمن السعادة.

.
.
النهاية.

البوصلـهWhere stories live. Discover now