DANGER | VK • مُكتمِلة

𝙋𝙖𝙧𝙩 1

ونقول بسم الله

لا تنسوا فوت + كومنتز بين الفقرات

________________

أن تكون إنساناً لا يَستبعِد أن تكون مُتجرداً من المشاعر والعاطفة

وأن تكون مُتجَرّداً من المشاعر والعاطفة لا يستبعِد مُعاناتكَ مع الحياة في جميع الأحوال

وكونكَ تعيش على وجه هذه الأرض وفي هذا العالم فهذا يَستلزم استخدام ما لديك من صلابة وقوة بحِكمة وصواب

لأن هذا العالم ليس مَكاناً أو مُستَقَرّاً للضُعفاء

وكوننا نَخوض حياةً في هذا العالم يُثبِت تماماً أننا لسنا ضُعفاء ، بل يختلِف الأمر مِن حِكمة كل شخص في استعمال قوّته وإدراك نقاطها

أُغادر بعد انقضاء بضع ساعات ذلك الموقع الذي لا يحوي إلا الأرواح والجُثث التي تُعانِق التراب أسفله ، حيث المكان الذي ستكون فيه نهايتنا الأولى وبدايتنا الجديدة التي تختلف بين نعيم وجحيم

انتهت تلك الجنازة التي تعود لإحدى زملائنا ، زَمالة خَمس سنوات أو أكثر قد دفنتُها بيداي مع جُثته وبمساعدة من كانوا دائماً في العَون وسَنداً في الظَهر

رغم انتهاء العُمر به ورحلة حياته معنا إلا أن جميع ما كان بيننا استُثنى من الدفن مع جثته ، لأن مكانه خالداً مُخَلّداً في الصميم

واسَينا بعضنا لمُفارقة صديق دَربِنا بعد دَهر أمضيناه رُفقاء ، الموت لا يُفَرّق بين نَفسٍ ونَفس ، هو مَصيرنا جميعاً ومُستَقَرّنا

بالهدوء والعقلانية أنهينا إجراءات الجنازة بسلام بعيداً أشَد البُعد عن النحيب والعويل على روحِه التي ترقُد بسلام كما قد يَفعل البعض لمُفارقة أرواح أُناس آخَرين

سحبتُ خطواتي مع البقية لخارج المقابر بصمت ومسامعي لازالت تلتقط كلمات العَزاء يتبادلها الآخرين برَزانة ووَقار

"أتُخَطط للذهاب لمكانٍ آخَر خلال اليوم؟" سأل الذي وضَعَ كَفّه فوق كتفِي لأرفع أنظاري التي كانت تستقر على الأرضية أراقب خطواتي ناظراً نحوه فخاطبتُه ولازلنا نستكمل خطواتنا

"كَلّا إيان ، سأقضي اليوم في المنزل أنا أتوق للراحة حقاً"

نبستُ مُجيباً إياه بما كان يجول بخاطري فأنا لا أخطط إلا للبقاء في منزلي بقية اليوم راجياً ألّا يَحدُث أي استدعاء طارئ يُفسِد تلك الهُدنة القصيرة التي أحاول أن أحظى بالراحة خلالها في يوم عُطلة نهاية الأسبوع