𝙋𝙖𝙧𝙩 43

3.5K 179 23
                                    





فوت + كومنت ~

_________________

شمسٌ بزَغَت بتوهّج لِصباح هذا اليوم الذي أشرَق بالكثير من الحيوية وبنَقيض ما قَد سبقهُ من الأيام الفائتة المُنقضية ، رَونق الصباح والجمال الذي يحملهُ معه قد كان مُميزاً هذه المرة بوضوح وانفتاح

فما أجَلّ مِن أن يُشرق هذا النهار وكلاهما يَنعمان بأسمى أوقاتهما ولحظاتهما ، حيث يجمعهما مساحة ضيقة للغاية فوق السرير الفسيح ينعَمان بأهنأ لياليهم وأهنأ نومٍ لهما على الإطلاق منذ أيام طِوال بالفِعل

يعدمان المساحة بينهما باحتواء كُل منهما للآخر بقدر إمكانه ، لكن كما العادة دوماً ينتصر الأكبر على صغيرِه البُندقي كما في كُل مرة باحتوائه جيداً ودَفنه بين أحضانه وصدره تماماً حتى لا يكاد يَظهر منه شيئاً وذلك يعود بالطبع لِتبايُن أحجام جسديهما بفارِق لا يفشل في كونه مُتناسقاً يليق بهما

وبعد انقضاء تلك الليلة التي مِن حقّها أن تُخلّد في التاريخ لِما حملَته قَد استفاق الغُرابي من نومه العَميق الذي لَم يحظى به منذ وقتٍ طويل ، حتى أنهُ لا يدري كم ساعة استغرقها في النوم بجانب بل باحتضان فتاهُ بعُمق والذي لا يبدو أنهُ استفاق حتى الآن

زفير هادئ قَد أخرجهُ من رئتاه بهدوء بعدما استيقَظ عقله بالكامل واستيقظَت جميع حواسه وإدراكه لِما حوله وتلقائياً قد تسلسل إلى عقله تفاصيل ليلة البارِحة وكيف قضياها بإشباع لهفتهما لبعضهما حتى سقطا نائمين دون إدراك ودون شعور ، كان ذلك يستحقّ الرجوع إليه بتفكير مُفصّل بالفِعل وهاهو ينخرط به داخل عقله

تمددت شفاهه بابتسامة صغيرة أثناء غرقه في تفاصيل تلك اللحظات التي دارت بينهما إلى أن وصل بعقله للتفكير في هذه اللحظة الحالية ، كان الوضع يدعو بقوة للتفكّر فيما هُم عليه الآن مِن حال مُغاير تماماً لما سبق من الليالي المَريرة

كون حبيبُه بين أحضانه غارِق في النوم بسلام والدِفء والأمان يُحيطانه بوَفرة يجعلهُ مُمتناً للغاية للإله على ذلك فيعود ليسمح لنفسه عندئذٍ بالغرق في تأمّل النائم بكُل ملائكية يُريح رأسه على عرض صدره العاري ويتشبّث في خصره بواسطة ذراعيه بقوة

كل ذلك كان يدفعهُ للابتسام أكثر والغرق دون انتهاء في تأمّلاته المُتعمّقة دون حدود حتى رفع إحدى كفّيه بهدوء يمسح برِقّه بالِغة على تلك الخُصل البندقية المُبعثرة التي تزيد من منظرِه بهاءً وسط عَيناه العاشِقتَين

وكثافة تحديقاته الهائمة في زاد ، يُحيط بُندقيّه بذراعيه بكُل دفء فلا مَهرَب يُرجى من بين ذلك الحِصار المُحبب الذي يُحاصِر به كُل منهما الآخَر ويستمر الغرابي بالمسح براحَة كفّه على خُصلات شعرِه بكُل حُب إلى أن انتقل بأنامله يُمررها بهدوء بين ملامحه ويتلمّس رِقّة بشرته الصافية بعطفٍ شديد

DANGER | VK • مُكتمِلةWhere stories live. Discover now