DANGER | VK • مُكتمِلة

𝙋𝙖𝙧𝙩 12

فوت + كومنت ~

______________

قِيل أن النّفس بذاتها قد تكون أشدّ أذىً لصاحبها قَبل أعدائها ، النفس البشرية الأمّارَة بالسوء

ساعات قصيرة فقط انقضَت ، الأوضاع والأحاسيس الحالية تتغير كل دقيقة مع مَجرى الحديث الذي يُهال على المَسمَع بطريقة تَكشِف عن حقيقة مَخفية جديدة مع كل كلمة تُنطَق

وجميع تلك الحقائق التي كُشِفَت خلال ذلك الحديث تتنافس في أيّهم الأكثر مأساوية وإيلاماً

على مسامع ودواخل ذلك المستمع بل المُنصِت بكل حواسه قد سُردَت حكاية مَن حمَل عنه جُلّ الفضول للمعرفة عمّا يُخبأ داخله ؛ بحَدَثٍ يتلو آخَر وحقيقة تتبَع الأخرى ها قد انكشَف المَكبوت

كل ما يَستعجِب منه هو قوة الآخَر في استطاعته بسرد تلك القصة كاملة عليه بل وتحمّله ليعيشها وهو بسِن صغير لَم يَبلُغ الرُشد حتى ، كان مراهقاً يافعاً حين بدأت الحياة بالتكشير عن أنيابها في وجهه

كيف استطاع مجابهة واقعُه والصمود فـ غَيرهُ كان قد لجأ للانتحار فوراً دون تفكير ، كيف لمراهق بسِن الثامنة عشر أن يستطيع مواجهة الحياة بعد مَقتَل جميع أفراد أسرته بوحشية أمام عيناه وانعزاله عن الدنيا وحيداً بعدها لتتوقف رحلته التعليمية بعد أن كان على وشك التخرج وبدء حياة جديدة

بدا ذلك مُحالاً في ذِهنه فور وقوعه على مسامعه ، الأصغر الذي يسرد له كل شيء بجمود وكأنه يحكي قصة خيالية أو أنها ليست خاصته ، وكأنها ليست حياته ، وكأنها ليست حكايته التي يسردها بينما تمُر أصغر تفاصيلها على ذِهنه في الوقت الحالي

كَم مِن شعور قاتل قد جابههُ لتُقتَل دواخله حتى أصبحَت بهذا البرود والجمود؟ الوقت الذي مَرّ على جميع ذلك ليس كافياً لجعل لهيب دواخله يَهمَد ، لازال مشتعلاً يأبى الانطفاء ولن يفعل

ما دام حياً وحتى بعد مماته ، لن ينسى كيف قاسى العذاب الذي لا يستحقّه بهذا الشكل ، لن يَغفِر للبشر الذين جعلوه يُعاني ويتألم لدهرٍ طويل ، جعلوه يتمنى الموت ويحاول الانتحار مراراً ، جعلوه يتأذى

لكن الشيء الوحيد الذي تم استثناؤه من الحدوث هو جَعلِه ضعيفاً ، رغم جميع ما حدث له إلا أنه لَم يَتّسِم بالضعف أو يستسلم له

اختطفوا عائلته ، قتلوهم أمامه ، قاموا بتعذيبه شنيعاً بفعلتهم ليجعلوه حبيساً في مَسكَنه لشهور طويله بعدها ، لا يقوى على الخروج والتعايش مع الحياة ولا على فعل أي شيء ، توقفَت دراسته وتوقفت حياته رغم استغراب الآخرين الذين افتقدوه في مدرسته إلا أن اتصاله بهم قد انقطَع كلياً فأضحى مَنسياً بعد دهرٍ طال