𝙋𝙖𝙧𝙩 47 (The End)

6.5K 214 162
                                    




فوت + كومنت لختامية دينجر~

___________________

قد يكون تصديق كذبة سمِعتها ألف مرة أسهل من تصديق حقيقة لَم تسمعها من قَبل

ورغم أن الحقيقة قد تحررَت بالفعل من مرحلة الانطواء والتخفّي إلا أنها لا زالت تصفع العقول بمُجرّد محاولة الانخراط في استيعابها حتى

فمَا عادَت الحقيقة مُستترة ولكنها ما انفكّت عن كونها هائلة الشأن بداخل الأنفُس والأذهان

فالحياة سريعة الوتيرة ، والأيام تتسابق كالجياد والأحداث والوَقائع تتلاحَم وتتداخَل لا تتوالى وحَسب ، فالمَرء لا خِيار لديه سوى أن يُجاري سرعة هذه الحياة ليَعيش ، ليَمضي في دُنياه دون توقّف ، فـ حتى الماء الراكِد يأسَن

وعند مُفترَق الطُرق قد وُضِع حالُه ، إمّا أن يمضي بمُخاطَرة كبيرة جداً وإمّا أن يُنهي طريقهُ بالتراجُع والانسحاب ، بعدما قطع شوطاً كبيراً للغاية ، بعدما أعاد إليه بصيص الأمل شيئاً مِن بَصيرته

أفكار متواصلة لا تنقطع مع مُواصلته بالتحرك بسيارته دون وِجهة مُحددة ، لقد تشتتَ لوهلة وضاع كُلياً في تلك الثواني التي وُضع فيها بين ذلك الخيارَين المَصيريان

وقَد زاد على تلك اللحظات اتصال جيمين الذي ورَدَهُ على هاتفه حينها أمّا هو فلا يزال باقٍ في مَكانه مُتجمّد مع تجمُد أفكاره حتى هَمّ بالتحرُك بعد وهلة ليرُد على ذلك الاتصال مُلتزماً الصمت ومُستمعاً لما يُخبره به الآخَر بشرود

"الجميع يُحذّركَ جونغكوك أشدّ التحذيرات ، إياكَ والذهاب إلى هناك الآن فالمكان ليس آمِناً البتّة ، إياك"

بلجهة تحذيرية ومُتوجّسة نطق ، لا يكاد يتخيّل حجم المأزق الذي سيبيتُ الغرابي فيه إن ذهب إلى هناك بالفعل لِوَحدِه قبل وصول القوّات الخاصة

"لن نخسَر تايهيونغ صدّقنِي ولا نريد أن نخسركَ جونغكوك ، أرجوكَ كُن واعياً لِما يجري مِن حَولك"

ترجّاهُ حين استمرّ الغرابي بصَمته الذي لا يعكس شيئاً واضحاً مما يدور في رأسه تزامُناً مع إيقافه لسيّارته على جانب الطريق ذو الوجهة المَجهولة ، يَشعر بأنهُ بين وعيٍ و لاوَعي معاً ، بين صوابٍ وخطأ في ذات الوقت

هل كلمات جيمين صائبة حقاً؟ هل سيكون مَوقفه صواباً إن تركَ بنفسه المُجازفة لغَيرِه؟ هل اعتمادِه على الآخَرين في هذا الموقف قد يكون شيئاً صحيحاً أساساً؟

وهل ما يُعاكِس كُل ذلك هو الصواب حتى؟

لا يَعرِف ، لا شيء يعرفهُ الآن سوى أن التشتت هو سيّد هذه اللحظات ، التشتت قاتل وعقله يتآكَل لأجله شيئاً فشيئاً

DANGER | VK • مُكتمِلةWhere stories live. Discover now