DANGER | VK • مُكتمِلة

𝙋𝙖𝙧𝙩 26

فوت + كومنت ~

___________________

في مَمرات المَركز كانا يسيران متجاورَين يَحمِل كُل منهما جهازه اللاسلكي في يده الذي يَصدح منه صوت تعليمات النقيب سوكجين بتكليفهم بمهمات جديدة بعد انقضاء هُدنة استراحة الظهيرة

وكونهما معاً في ذات المُهمة الحالية فتلك كانت فُرصة للأكبر حتى يحاول التوصّل إلى ما بخاطِرَة الغُرابي كونه يَلحَظ عليه كثرة الشرود بمُعدل غير اعتيادي مؤخراً ، فلابُد وأن هناك سبباً يكمن وراء ذلك بكُل تأكيد

سبباً لئلّا يرتاح الآخَر بالبَوح به بكل بساطة أمام الجميع ، فهو يفهمه جيداً

وَصَلا معاً حيث موقع مُهمتهما والذي يكون إحدى نقاط التفتيش المرورية فهُنالكَ لديهما ساعتان متواصلتان من العمل قبل أن ينتقلا للمهمة التي تليها

استقرّا سوياً متجاورين بالكرسيان اللذان جلسا عندهما حالما تمُر إحدى المَركبات ليقوما بعملهما وخلال تلك الأثناء لَم يستطع الغرابي محاربة شروده الذي أخذهُ بعيداً عن أرض الواقع لبعض الوهلات الهادئة والتي لَم تخلو من مراقبة جيمين له بحِرص راصداً ذلك الشرود الذي انخرَط فيه مجدداً

عقله لازال يعمل بتفكير عن حال رفيقه وعمّا يُشغل ذِهنه في الفترة الأخيرة ليسلب منه وعيهُ لما حوله أغلب أحيانِه ، ما الذي يجعله بذِهن مشغول طيلة الوقت بهذا الشكل؟

وضع جيمين كفّه فوق فخذه ضارباً إياه بخفة بغتة ليصدر عن ذلك صوتاً نجح في إنقاذه من الغرق أكثر في ذلك الشرود المُريب ليحرّك يده ماسحاً فوق فخذ الآخر طولياً بهدوء حتى إلتفتَ نحوه ناظراً له أخيراً

"ما بك؟" تمتم سائلاً إياه ليعقد جونغكوك حاجبيه بخفة مُستغرباً لسؤاله ومتسائلاً أيضاً عمّا يُلاحظه جيمين به ليدفعه للتساؤل بغتة

"ما بي؟"

"بِتّ مشغول البال كثيراً ، أمَا مِن خطب؟" تنهيدة هادئة خرجَت من المَعني عند ذِكر الآخَر لذلك فيبدو أن صِراع أفكاره الداخلية ينعكس عليه خارجياً أيضاً ليَلحظهُ هو

فكيف يُخبره بكُل شيء وذلك أكبر ما يؤرقه؟ مواجهة الآخرين بالحقيقية هي ما يستحوذ على خلايا عقله ليُشغلها بالتفكير المستمر ، علاوةً على أن جميع الأمور الأخرى تتنافس على أخذ الحيز الأكبر من عقله وتفكيره كاملاً ، فيَالهُ من حال

"لن أكون صادقاً إن أخبرتكَ بـ لا"

"أعلمُ ذلك" رَدّ الأكبر مُثبتاً لعَيناه داخل خاصتا الغرابي وحوارهما الهادئ يميل للصراحة أكثر تدريجياً بهدوء ، بادَلهُ جونغكوك النظر داخل عيناه بعدما كان يتحدث أثناء الشرود في الأرضية بتعابير فارغة رغم أنها مُحمّلة بالكثير من التشتت الملموس بين تقاسيمه