الثانى عشر

2.2K 46 0
                                    

لف لها بعد أن أغلق باب منزله وعلى وجهه ابتسامه ساخره
لم يعتريها اى اهتمام وتوجه لتلك الاريكه المبتعده قليلا فى بهو منزله وجلس بأريحية ثم نظر لها ليجدها تمسح دموعها
لقد رق قلبه فى تلك اللحظه وضاعت ابتسامته الساخره وتحولت نظرته بنظره متعاطفة سند بكوعيه على قدميه
قاسم.قمر ....
نظرت له بضجر وظلت واقفه مكانها متوتره باكيه
تكلم بصوت غير ساخر لربما به حنو
قاسم.هتفضلى واقفه عندك كتير تعالى هنا
بلعت غصه فى حلقها فلا مفر من أن تطيعه وخاصتا وهى تشعر بثقل أرجلها ليس فقط من التوتر المبالغ فيه وانما من الإجهاد الشديد الناتج عن ركضها المسافه كبيره
تحركت بتعثر وجلست بجانبه
ابتسم بحنو لها وقال
قاسم.انتى بتعيطى ليه دلوقتى
قمر.واحده مخطوفه المفروض تعمل ايه
ضحك رغما عنه وقال بهدوئه المعتاد
قاسم.اولا انا مش هأذيكى علشان تعيطى لانى ببساطه بحبك
نظرت له غير مصدقه لما يقول هل يخطفها ليخبرها عن حبه لها
قاسم.ثانيا بصى حواليكى فى واحد خاطف واحده يجيبها فى بيت تحفه زى دا
نظرت حولها فهو محق المنزل أقل ما يقال عنه تحفه فنيه بديكوراته وألوانه الرائعه وتلك الحديقه التى تحيط المنزل
قمر.طيب انت جايبنى ليه طالما مش خاطفنى
تكلم بمشاكسه وتسليه ايضا
قاسم .بسلى وقتى
نظرت له بضجر
ليضحك ملئ فمه
قاسم.عايزه الصراحه
قمر.ياريت
قاسم.حابب اوريكى انا ممكن اعمل ايه يعنى أنا اخدتك من المستشفى ومن صاحبتك فى عز النهار وجبتك هنا تخيلى لو فعلا عايز اخطفك هعمل ايه
بصى ياقمر انا بحبك ومش هتنازل عنك وعايز اتجوزك هتوافقى كان بها الأمور هتمشى ببساطه هتعترضى هتتعبى نفسك معايا لانى زى ما قلت لك مش هتنازل عنك وممكن اعمل اى حاجه يتخيلها عقلك علشان اخليكى ليا وأبسط دليل على اللى بقوله دا انى عملت لصحبتك غسيل مخ وخليتها تفتح شنطتك وتاخد موبايلك واقنعت الدكتور اللى كتب إذن خروجح لوالدتك انهارده أنه يقولك أنها هتمشي بكره مع العلم أن زمانها فى بيتها دلوقتى وان والدتك عارفه انى واخدك معايا ومعترضتش بيتهى لى دا دليل قوى انى هعمل اى حاجه علشان اخليكى ليا
إن تصدق ما تسمع لقد تأمر الجميع معه عليها وبقدر غضبها منه بقدر إحساسها أنه يستحقها فقط لتمسكه به فكل من تعرفت عليهم لم يتمكنوا بها يوما كما فعل هو فأدهم تنازل عنها بسهوله ولم يفكر حتى فى تغير طباعه ليحصل عليها أو يفكر فى أن يعترض على رأى والدتها ويوسف تمسك بزوجته ولم يفكر فى اى طريقه ليتمسك بوجودها فى حياته.
لتتكلم بتوتر يشوبه تسأل واضح
قمر.انت عايز ايه دلوقتى
جلس بأريحيه
قاسم. دلوقتى حالا مش عايز حاجه بس عايز ايه عمتا عايزك انتى
بلعت غصه فى حلقها من ثقته الزائده
لمعت عيناه بمشاكسه طريفه بعد الشئ
قاسم.قولى لى بقى انتى عايزه ايه
تكلمت باندفاع
قمر .عايزه اروح
ابتسم بسخرية
قاسم.ببساطه كدا
لا تعلم لما شعرت أنها ستبكى مجدداً تشعر بضعفها أمامه تشعر أنه متسلط للغايه تشعر أنها على وشك أن تترجاه ليعيدها لمنزلها
لاحظ لمعه فى عيناها وكأنها ستبكى مجدداً
قاسم.هتعيطى ليه دلوقتى
شعرت أن كلماتها ضاعت أمامه هربت بعينيها بعيداً عنه
قام قاسم من مكانه وغاب دقائق ثم عاد بكوب من المياه ومد يده لها
قاسم.اشربى ياقمر
مدت يدا مرتعشه وشربت المياه
نظرت له لتجد عيناه جاده ممتزجه ببعض الحنو
ابتسم بهدوء وعاد ليجلس بجانبها
قاسم.ممكن تهدى شويه
قمر .انا عايزه اروح لو سمحت
ابتسم بسخرية
قاسم .اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش وانتى بتطولى لسانك وانتى فى العربيه معايا
شعرت بالضيق الشديد ونزلت دموعها مجددا وأخرجت كلماتها بدون ترتيب
قمر.ليه كل دا انت عايز منى ايه ....ليه يعنى ايه تعمل انت وامى وصحبتى عليا مؤامره .... مش متخيله ازاى امى تسلمنى ليك بالشكل دا...... ازاى تبقى عارفه انك خاطفنى وتسيبنى......ازاى صحبتى تقف معاك ضدى.....ازاى .....وليه اصلا ليه يعنى هو انت خاطفنى ليه .....المفروض كدا انى اوافق على جوازنا.....مش فهناك
أخرجت كلماتها من وسط بكائها بتلعثم يظهر توترها المبالغ فيه
قاسم. اولا والدتك متعرفش انى خاطفك هى فاهمه انى هوريكى بيتنا المستقبلى
ثانياً صحبتك بتحبك اوى على فكره ومش ضدك ولا حاجه
ثالثا بقى ودى اهم حاجه انتى هتوافقى على جوازنا لو كنتى عايزه فعلا تروحى
قمر .مش فاهمه
قاسم.يعنى زى ما جيتك هرجع بس بشروط
بلعت غصه فى حلقها
قمر .ايه هى وهترجعنى امتى
قاسم.الاول تعرفى الشروط.... تانى يوم من رجوعك لبيتك هتبقى قدامى فى الشركه تستلمى شغلك تانى ممكن تقولى حابب تبقى تحت عنيا الشرط التانى هنكتب كتابنا اخر الشهر دا بعد ما والدى يجى يقرأ الفاتحه مع والدتك
قمر.بس انا
قاسم .مفيش بس وافقتى هاخدك اروحك حالا اعترضتى خلينا قاعدين هتحبى البيت هنا خصوصا الجراچ اللى هتتحبسى فيه لحد ما تغيرى رايك
زادت دقات قلبها حتى أنها شعرت للحظات أن قلبها سيتوقف عن العمل اى هراء تسمعه الان هل أن لم توافق على الزواج به سيحبسها
ياالله كم هو متسلط كيف لها أن تعيش معه بعد ذلك
ولكن لامفر أمامها الان وقبل أن تكمل ترتيب افكارها
قاسم.مفيش رجوع فى قرارك لانى مبحبش شغل العيال ولو انتى عيله وبترحعى فى كلامك فانا اعرف ازاى اربى العيال الحلوى اللى زيك
فى حقيقة الأمر لا تعلم بما تجيب تريد من أعماقها أن تنتهره ولكن من المؤكد اى كلمه غير مدروسه الان قد تؤدى إلى عواقب وخيمة معه
قاسم.عايز اسمع صوتك هاه هتروحى ولا اخدك افرجك على الجراچ
قمر.روحنى
قاسم.افهم من كده أن شروطى متوافق عليها
هزت راسها بالايجاب لا تعلم هل هى وافقت لانه لامفر من شروطه فى نهاية الأمر لم لأنها لربما تجعله يعدل عن رأيه بطريقة أو بأخرى
قام قاسم واشار لها بأن تتبعه
قاسم. طيب يلا علشان اروحك لان فعلا كفايه كدا عليكى انهارده
غادرت معه خارج المنزل بهدوء واستسلام وركبت سيارته التى قادها سريعاً وعلى وجهه ابتسامة إنتصار
لقد تذكرت الان تلك الابتسامه المليئة بالثقه التى كانت تزين وجهه عندما ركبت معه السياره بمجرد خروجها من المستشفى لقد فهمت معناها الان من الواضح أنه كان يثق أنه سينتصر فى نهاية الأمر....
وها هو يعود بها منتصر كما تمنى ياله من وغد متسلط
هكذا كانت تفكر وهى تنظر له ولا تعلم كم من الوقت مر وهى تتأمل تلك الابتسامه البغيضه من وجهة نظرها، فاقت على صوته اخيرا
قاسم.ياترى القطه بتفكر فى ايه
خرجت كلماتها بغضب
قمر.بتفكر تخربش
ضحك ملئ فمه وقال
قاسم.اللى يشوف القطه دى من شويه وهى بالعه لسانها ميشوفهاش دلوقتى وهى عايزه تخربش
ثم عاد ليضحك مجدداً ملئ فمه
مما زاد من غضبها واحراجها أنها حقا لا تنكر أنها كانت مرتعبه منه ولكن لا يحق له أن يسخر منها فهو من تسبب فى الهلع لها بسبب اختطافه لها والذى من الواضح أنه كان مخطط له
ولكن ياترى هل كان مرض والدتها أمرا حقيقياً ام كانت ضمن مؤامرته  لتسأل دون تفكير
قمر.هى ماما تعبت بجد ولا تعبها من ضمن لعبتك
قاسم.المفروض تكونى اكتر واحده تحس بمامتها انتى رأيك ايه مامتك ممكن تمثل عليكى التعب
قمر.لا مش ممكن تمثل عليا التعب بس واضح انها ممكن تسمح لك تخطفنى عادى
تكلم قاسم بتبرع مؤنبه
قاسم.بيتهى لى انى قلت لك أنها مكنتش تعرف انى هخطفك
قمر.ومبررك ليها كان هيبقى ايه لو كنت رفضت شروطك
ضحك قاسم ملئ فمه
قاسم. انتى اذكى من انك ترفضى شروطى وتقبلى انك تتحبسي فى جراج
نظرت له بضجر وتفوهت بكلماتها بغضب عارم دون تفكير
قمر. انت مغرور ومتسلط جدا على فكره
قاسم.لا ياقمر انا لا مغرور ولا متسلط انا بس متمسك بيكى بزياده
قمر.متملك مش متمسك
قاسم .وبعدين فيكى ياقمر بكره الصبح تبقى قدامى فى المكتب الساعه تمانيه ولو مامتك تعبانه ممكن تيجى بعده بس عرفينى برساله
وقف بسيارته أمام منزلها وهو يقول جملته الاخيره
قمر.مش لما يبقى معايا موبايلى
قاسم.موبايلك هتلاقيه فى اودتك صحبتك سابيتهولك
نزلت من السياره وأغلقت الباب بعنف ونظرت له بضجر
هل يريد أن يخبرها أنه يعرف كل شئ
دخلت المنزل لم تجد والدتها فى مكانها المعتاد شعرت بانقباض فى قلبها وصعدت لغرفته والدتها
ابتسمت ريماس بحنو لقمر التى نظرت لها مؤنبه ولكنها لم تتكلم
تكلمت ريماس بتعب
ريماس. طمنينى عملتى ايه مع قاسم
قمر.....سيبك منه دلوقتى انتى كويسه
ريماس.حلو البيت بتاعكم قالى انه هيفرجهولك ويحاول يقنعك بالارتباط بيه وبيتهى لى أنه نجح
قمر ....
أرادت من أعماقها أن تخبرها أنها مجبره على الموافقه عليه ولا تعلم هل لانه توعد لها بأن يادبها أن غيرت رأيها فى قبول شروطه أم لأنها حقا تشعر أنه لا مفر منه.....
هزت قمر راسها بصمت وحاولت تغير مجرى الحوار لتخبرها أنها ستعود للعمل معه وبالطبع رحبت ريماس بالفكره بشده فقط لان قمر ستكون مع قاسم....
وبالفعل وجدت هاتفها فى حجرتها كما قال لها لقد توعدت لصديقتها ولكن ليس الان
مر باقى اليوم وقررت أن تذهب فى اليوم التالى  للعمل
توجهت لمكتب قاسم الذى أمر السكرتاريه بدخولها له فور وصولها كان وجهه هادئ كالعاده ولكنه أيضا غير ساخر وهو الغريب فى الأمر
جلست أمامه ووضعت قدما فوق الأخرى فلقد توصلت لفكره جيده امسا وهى أن تجعله هو من يتركها لحالها
ابتسم بمكر ودون ان يتكلم كما هى فعلت قام من مكتبه وأشار لان تتبعه وفتح باب مكتب وواشار لها بأن تدخل هذا المكتب قامت بعجرفه ودخلت المكتب الذى انبهرت لتوها به
قاسم.نصف ساعه وهاجى اقعد معاكى اقولك هتشتغلى ازاى الفتره اللى جايه
لم يمر من الوقت خمسة عشر دقيقه ليرن هاتفها برقم يوسف
فى بادئ الامر لم تريد ان ترد عليه فلو أنه رد عليها أمس وساعدها فى نقل والدتها للمستشفى لما كانت وقعت فى يد قاسم الان
ولكنها ردت اخيرا اتفقوا سويا أن يتقابلوا فكلاهما لديهم الكثير ليحكونه
أنهت المكالمه ولفت ورفعت راسها بعد أن ابتسمت ابتسامه هائمه لفكرة مقابلة يوسف لتجد أمامها قاسم الذى ضاقت عيناه مستفسرا عن هذا الاتفاق الذى سمعه للتو
ياالله هل خلق ليستمع لمكالمتها
تتبع

مالك القمرWhere stories live. Discover now