السابع عشر

1.9K 41 0
                                    

عادت قمر للعمل فى اليوم التالى لقد قررت أن تمر على مكتبه وتلقى الصباح
وبالفعل طرقت باب مكتبه ودخلت لينظر لها بوجه مبتسم ،لقد كان غاية فى الوقار بالإضافة لكونه وسيم أيضا لا تعلم لما نبض قلبها نبضات غريبة عن قلبها وكأن قلبها يطرق بابا لتدخل لمنطقه مسحوره ترى فيها وسامته فقط.....
حاولت أن تظهر طبيعيه لتلقى الصباح وكادت أن تغادر من توترها بسبب تلك المشاعر التى تملكتها
قاسم.استنى ياقمر
لفت له قمر وهى مبتسمه ليقوم قاسم من مكانه ويتوجه إليها ويقف أمامها
قاسم.عامله ايه
قمر. الحمد لله
قاسم.صباحى قمر بيكى
ابتسمت بخجل أن من يراه بوقاره ووقفته حيث يضع يده فى جيب بنطاله لا يعتقد ابدا أنه يغازلها بكلماته البسيطه
قمر .شكرا
وأشارت بيدها لمكتبها متوتره وقالت
قمر.انا هدخل مكتبى بعد اذنك وكادت أن تغادر من الباب الرئيسى للمكتب ليوقفها قاسم ويقول
قاسم.قمر على فكره فى باب بين مكاتبنا ممكن تدخلى منه
هزت راسها دون النظر له وعادت متوجه للباب المشترك بين المكتبين ودخلت لمكتبها
استندت بظهرها على باب مكتبها من الداخل وأخذت نفسا عميق وتسالت ماهذا الذى يحدث معها هل حقا سيفوز بقلبها كما قالت والدتها من وسط الجميع ولكن كيف؟ كيف لها  أن تكون مشاعرها مضطربه دائما لقد شعرت بانجذاب لادهم ثم تملكها احساس أن قلبها ملكا ليوسف ومازالت تشعر بأن ليوسف مكانا خاصاً فى قلبها وسيظل محتفظ به  والآن تشعر بأن قاسم يجذبها له من وسط الجميع.....
وضعت الحقيبه الخاصه بها على مقعد أمام مكتبها وتوجهت لمكتب الرسومات الهندسيه وجلست على المقعد المرتفع الخاص بهذا المكتب الذى يوجد عليه لوحه لمخطط هندسي قد بدءت فى رسم ما بها
حاولت استجماع افكارها ومشاعرها المبعثره وقررت أن تبتعد بأفكارها عن الجميع عدا قاسم فهو يستحق أن يحظى بها رغم عدم فهمها له فى بادئ الأمر.
بدءت فى العمل والقت بكل افكارها عرض الحائط واقتربت بعد مرور عدة ساعات على إنهاء المخطط الهندسي
قررت أن ترتاح قليلا وتطلب من عامل البوفيه قهوتها لتجدد نشاطها الذهنى..
وضعت فنجان القهوه على المكتب الذى عليه المخطط الورقى وقبل أن تبدء فى احتساء قهوتها جائتها مكالمه هاتفيه لتمسك هاتفها فتجد أن يوسف هو المتصل
ياالله أنها توصلت لتوها أنها لن تفكر فى يوسف مجدداً وستصب كل اهتمامها على قاسم
حسها قلبها أن ترد عليه وتعرف أخباره أنها مجرد مكالمه هاتفيه وهم اتفقوا على أن يكونوا اصدقاء
ردت عليه وبمجرد أن سمعت صوته زاد نبض قلبها حد الجنون لم تنتبه لمعظم كلماته أنها كانت تحاول أن تفسر ما بها صوت دقات قلبها تصل لاذنيها أغمضت عيناها وابعدت الهاتف عن أذنها وأخذت نفسا عميق وعادت لتحاول أن تنتبه لما يقول وتتكلم بتماسك
قمر.معلش يايوسف كنت بتقول ايه
صمت يوسف قليلا وظن أنها لن تعتري مكالمته الإهتمام
يوسف .كنت بقولك انى
فى حقيقة الأمر أنه كان يقول لها أنه افتقدها أنه يشعر أنه يريد قربها على الرغم من وجود نور بجانبه
ولكن لربما لحسن حظ كلاهما أنها لم تسمع لتلك الكلمات ليقول كلمات مختلفه تماما عن ما تفوه به منذ قليل
يوسف.يعنى حاسس انى كويس والأمور استقرت بينى وبين نور
قد يكون صادقاً فى أن الأمور استقرت بيه وبين نور ولكن مشاعره لم تستقر بعد فهو يتوق لتلك الأيام التى كان يقضيها مع قمر ....
بلعت غصه فى حلقها واعتبرتها اشاره من الله أن تبدء بدايه جديده مع قاسم
قمر . كويس يايوسف انا اتمنالك كل خير 
يوسف.انتى عامله ايه مع قاسم
لم يكن مجرد سؤال من يوسف كان يتمنى من أعماقه أن تقول له أنها مازالت غير مرتاحه للأمر كما كانت تقول دوما ولكنها خذلته
قمر. مش عارفه حقيقة مشاعرى
لقد كانت صادقه تماما فهى لا تعلم حقيقة مشاعرها سواء ليوسف أو لقاسم فكيف لقلبها أن يدق بجنون لسماع صوت أحدهم بينما يدق بجنون أيضا عندما يقترب من اخر
فى تلك الأثناء قرر أن يدخل قاسم لها ليطمئن عليها فهى على مايبدو لم تأخذ راحه الظهيره فتح باب مكتبها لقد كانت مغمضة العينان وتبعد الهاتف عن أذنها تاخذ نفس عميق وكأنها تصارع نفسها كانت تضع يدها  الأخرى على قلبها وكأنها تواسيه
أنها تكلم المدعو يوسف .....
هل تنهى علاقتها به لا يعلم ولكنها متأثره للغايه وكلماتها عن حقيقة مشاعرها جعلته يشعر بالضيق فأي كان المقصود بتلك المشاعر سواء يوسف أو هو فهو مستاء فإن كانت لا تعلم طبيعة مشاعرها ليوسف إذن فهى قد تكون تحبه وهذا مخذل لقاسم وإن كان المقصود بمشاعرها قاسم فهذا أيضا يؤرقه اى أنها لا تحب قاسم هكذا فسر قاسم كلماتها وهو يقف مستنداً على باب مكتبها وهى لا تزال لاتشعر به كان يراقب يدها المرتعشة توترها كونها تغمض عيناها وتفتحها لتنظر لأعلى وكأنها تستنجد بالله لينقذها من مشاعر لا تعلم هويتها لقد فسر كل شئ وهو يتأملها فاق على صوتها
قمر.تمام يايوسف هبقى أكد عليك ميعاد الفرح
أنها تدعوه لفرحهم
أغلقت قمر الهاتف والقت به بعنف فوق مكتبها وضعت يدها على رأسها ثم مدت يدها لتأخذ فنجان القهوه وتحتسى منه ولكنها  أوقعت الفنجان دون قصد على المخطط الذى رسمته فانسكبت القهوه وتلف المخطط لتقف سريعا واضعه يدها على فمها لقد كانت واجهه مكتب التخطيط المرتفع جانبيه لباب المكتب الذى يفصل مكتبها عن مكتب قاسم فلم تلاحظ وجوده الا عندما سمعت صوت قاسم
قاسم.وياترى بقى الشغل باين منه حاجه بعد ما القهوه وقعت عليه
انتفضت وهى مازالت واضعه يدها على فاها ونظرت لقاسم
توجه لها وعيناه غاضبه لم تعرف لما بعيناه كل هذا الغضب ولكنها قالت بتوتر ملحوظ
قمر.اسفه انا هعيد الرسم تانى
هز رأسه بهدوء ولكن على ما يبدو عيناه غاضبه للغايه
قاسم.تمام انتى فعلا هترسمى المخطط من الاول تانى واحب اقول انك مش هتروح انهارده غير لما تخلصي
كادت أن تعترض ولكنه تكلم بأسلوب جاد لا يقبل اى نقاش
قاسم .كلامى واضح مفيش مراوح غير لما تخلص شغلك
ثم رمقها بنظره مشتعله بالغضب وإن كانت النظرات تقتل لكانت من المؤكد قتيله الآن وغادر بهدوء
لم تعرف سببا لغضبه كم هو قاسي هل ستظل تعمل حتى أن تنهى هذا المخطط سيأخذ وقتا طويلا حاولت أن تعترض ولكن أسلوبه الجاد جعلها تبتلع كلماتها باعتراضها
شعرت بالاختناق الشديد ولم يكن يوسف سببا فى اختناقها وانما طريقه قاسم الجافه الجاده ونظراته والتى جعلتها تتبلع كلماتها
جلست أمام الاوراق وقررت أن ترسم المخطط مره اخرى بدءت بالفعل والقت بكل تركيزها  فى الورق الذى أمامها وظلت ترسم وترسم وترسم إلى أن  اقتربت من الانتهاء من المخطط نظرت خلفها عبر الحائط الزجاجى لترى أن الظلام قد حل فنظرت فى ساعة يدها لتجد أن الساعه أصبحت الثامنه
ياالله لم تنتهى من المخطط بعد
قامت من هذا المقعد المرتفع وابتعدت عن مكتب التخطيط وجلست على مقعد وثير خلف مكتبها  الآخر الذى عليه جهاز كمبيوتر وبعد الملفات
سمعت طرق على باب المكتب الخارجى ،لم تتخيل أن هناك أحدا قد يكون فى الشركه سوى بعد المهندسين فى المبنى الرئيسى ومن المؤكد أن قاسم قد غادر العمل الساعه الرابعه
سمعت الطرق مره اخرى
قمر.اتفضل
دخل قاسم ومازالت ملامح وجهه غاضبه
قاسم .خلصتى
قمر .انت (كادت أن تسأل عن سبب انتظاره ولكنها بلغت كلماتها فمازال وجهه غاضب )....انا قربت
وقف أمام المخطط الذى حاولت أن تنتهى منه سريعا ليشير بيده لها بأن تقترب فقامت بتوتر
وقفت بجانبه ونظرت له وهو ينظر للمخطط الذى أوشك على الانتهاء
مسك بالقلم الرصاص ووضع بعد علامات  وأسهم وقال بأسلوب به بعض المحاسبه
قاسم .يعنى  بعد كل الوقت دا فى غلط فى المخطط
بلعت غصه فى حلقها ولا تعرف بما ترد عليه رفعت عيناها بعد أن نظرت للمخطط لتنظر لعينيه الجاده ثم هربت بعيدا بعينها وقالت بتوتر وتلعثم
قمر.انا كنت رسمه المخطط اللى فات مظبوط بس لانى اضغط فى الوقت .....ممكن يكون دا سبب غلطى
كان يشاور بيده كأنه يقول لها أن تقول كلماتها التى لم يقتنع بها
صمتت بعد أن أنهت كلماتها
قاسم .انتى مخك مش فى الشغل مخك فى يوسف اللى كنتى بتكلميه
قمر.يوسف!....هو انت بتقف تسمع مكالماتى ليه
لم يجيب على تساؤلها ولكنه نظر لها نظره لم تفهم معناها
قاسم.يالا علشان اروحك
تحركت معه دون كلام كثير وغادرت معه بهدوء
كادت أن تركب سيارتها ولكنه وضع يده على باب سيارتها ليمنع ركوبها إياها وبنبرة صوت جاده
قاسم. انتى هتركبى معايا
نظرت له وقبل أن تعترض رفع حاجبه وقال
قاسم.خايفه ولا ايه تركبى معايا
قمر لا بس هسيب عربيتى ليه
قاسم.ابقى روحى بيها بكره
توجهت معه لسيارته وهى تشعر بالخوف يتملك منها لا تعلم سببا لهذا الخوف الذى يتملكها
بدء قاسم بالحديث معها
قاسم.لتانى مره بسالك يا قمر انتى بتحبى اللى اسمه يوسف دا
قمر.لا لا لأ احنا بس اصدقاء
ابتسم ابتسامه جانبيه ساخره
قاسم.هحاول اصدقك
لم تتكلم لباقى الوقت ولا تعلم كم من الوقت مر لتجد نفسها أمام منزلها نزلت من السياره وتكلمت من زجاج السياره المفتوح
قمر . انا مش عايزه اجى بكره الشغل
قاسم.الساعه تمانيه بالدقيقه تكونى قدامى
ونظر لها نظره محذره وجلس بأريحية وأشار لها بأن تدخل لمنزلها
ضربت الأرض بارجلها وغادرت من أمامه غاضبه داخله لمنزلها
لما حظها هكذا معه لما يستمع دائما لمكالماتها التى لا يجب أن يستمع إليها
هل أخطأت عندما لم تخبره بأنها. ....يوسف لا لا هى فى حد ذاتها لا تعلم إذا كانت تحب يوسف أم وجدت به ما افتقدته طوال حياتها وهى أن تشعر بالسعاده المطلقه ،تشعر بالامان ،تشعر أيضا بعدم خوفها
تنهدت والقت بحذائها بإهمال والقت بذاتها على سريرها لم تقدر على تغير ملابسها فهى تشعر بالاجهاد وبالتوتر من أسلوب قاسم معها لما لا يستمر معها كما كان أمس....
اما عند يوسف لقد كان يجلس أمام التلفاز ولكن عقله مع تلك التى تناست تلك الأيام التى لن ينساها يوماً فاق على صوت نور لينظر لها فيجدها تنظر له بأعين ضيقه وكأنها تحاول أن تقراء بما يفكر
نور .بتفكر فى ايه يايوسف
تنهد يوسف ونظر لها وتسأل فى عقله لما دائما يبحث عن ما هو ليس له من البدايه ،تامل جمال نور الذى يتمناه كل رجلا قد يراها وتسأل فى عقله مره اخرى
لما لا أشعر بالراحه مع تلك الجميله
جلست بجانبه نور ووضعت يدها فوق يده
نور .قوم اتغدى علشان متتأخريش على العياده بتاعتك كفايه انك اعتذرت امبارح
هز رأسه ودون أن يتفوه بكلمه قام ليتناول الطعام مع نور وأولاده عمرو ومريم.

اما نور نظرت للهاتف الذى تركه يوسف على الاريكه وامسكته بيدها لتتصفح الرسائل والمكالمات وتبحث فى بعض الصور.....
لم ينتبه تماما يوسف لها لقد ذهب لحجرة الطعام وعقله فى مكانا آخر
تاخرت على الجلوس على مائدة الطعام لتناوله معه ومع أطفالهم عدة دقائق ثم دخلت وجلست بجانبه وهى دامعة العينين
يوسف.مالك يانور
نور .مفيش انا كويسه يلا كل علشان متتأخريش على العياده
انهوا طعامهم ليذهب يوسف لعمله
بينما ظلت نور تفكر فيما رأت بقلب حزين
مر باقى اليوم على الجميع دون جديد إلى أن أتى صباح اليوم التالى استيقظ يوسف فلم يجد نور اعتقد فى بادئ الأمر أنها غير موجوده لربما تشترى بعض احتياجات المنزل أو نزلت النادى
ولكنه اعتاد فى الفتره الاخيره أنها تستيقظ قبله لتعد له الفطور
دخل لحجرته ليفتح دولاب الملابس لاحظ اختفاء الكثير من ملابسها
ما معنى هذا مسك هاتفه وحاول الاتصال بها ليجد هاتفها مغلق
حاول التهدئة من روعه ليذهب لحجرة عمرو ومريم ليجدهم يغطون فى نوما عميق
إذن اين هى من المؤكد لن تترك اولادها واختفى لقد كانت الأمور تسير بينهم على خير ما يرام إذن ماذا حدث
اتصل بوالدة نور ليسالها عنها ليعرف منها أنها لم تذهب لوالدتها مما جعله يهلع اين ذهبت .....
أما قمر فاستيقظت باكرا ونزلت لتركب سياره اجره وتذهب بها للشركه لم تمر دقائق على مغادرتها حتى أن جاء قاسم لمنزلها أملا أن يأخذها معه للعمل ولكنه عرف انها غادرت بسياره اجره
وصلت قمر قبل وصول قاسم ودخلت لمكتبها وبدءت تعمل على تلك الرسمه التى افسدتها أمس والقت بكل تركيزها وحواسها بعملها...
سمعت طرق على باب المكتب لتسمح للطارق بالدخول لم يكن سوى قاسم الذى كان ينظر لها بعينين أكثر هدوءا من اليوم السابق
كان مستندا على الباب يتأملها وهى رافعه لخصلات شعرها الطويله لأعلى وممسكه بقلم تحبير بين شفتيها الكرزيه المكتوبه لون احمر قاتم ناتج عن إحدى أدوات التجميل واخيرا عيناها الزائغه
كان حقا أقل ما يقال عنه وسيم بهذا القميص الأزرق الذى يبرز عضلات صدره الممشوق وتلك الابتسامه الجانبيه التى لا تستطيع أن تفسر ما إذا كانت ساخره ام أكثر منها ساحره...
هزت راسها بالنفى وكأنها تهرب من أفكارها التى ستجعلها تجن قريباً
قاسم.ياترى الصغيره خلصت اللى وراها ولا لا
قمر.صغيره
ضحك قاسم ملئ فمه
قاسم.كل ماافتكر شكلك وانتى بتضربى الأرض برجلك اتاكد انى هتجوز عيله

هل يراها طفله تذكرت مظهرها بالمنامه الكرتونيه من المؤكد يتذكر مظهرها الطفولى هكذا إذن....
ضحك قاسم ملئ فمه وقال لها
قاسم.ركزى فى شغلك واعملى حسابك هنتغدى سوا انهارده فى وقت الراحه
وغمز لها بمشاكسه وكاد أن يخرج من مكتبها ولكنه لف وقال لها بجديه تتنافى تماما مع موقفه منذ لحظات
قاسم.ياريت شغلك يخلص صح
علشان بوجهها وهو يغادر
حقا لاتستطيع تفسير مايحدث معها غير مفسره لمشاعرها تجاه  يوسف  وتلك المشاعر التى تمتلكها عندما تكون فى حضرة قاسم ولكنها متاكده أنها لم تحب يوسف وانما وجدت به ما تفتقده وما لا يستطيع قاسم أن يفعله وهى السعاده المطلقه التصرفات الغير مدروسه الانطلاق والضحكات الكثيره فبقدر إعجابها بقاسم إلا أنها تشعر برهبه فى حضرته توتر مبالغ فيه وخاصتا تلك الكهرباء التى تسري بجسدها فقط عندما يلمس يدها........

مالك القمرWhere stories live. Discover now