الخامس و الأربعون

4.3K 64 3
                                    

نظر أمجد لقاسم الذى يجلس بأريحية ومن ثم نظر لقمر وقال لها بصوت يشوبه بعض التحدى لقاسم
امجد .ممكن خمس دقايق يامدام قمر
هزت راسها بالايجاب ومن ثم نظرت لقاسم وكادت أن تنصرف معه
ولكن شعر قاسم بأن هناك ما لا يعرفه فى الأمر كما أن صوت امجد زاد غيرته أو بمعنى أدق زاد غضبه
وكاد أن يتكلم باندفاع ولكنه حاول أن يخرج كلماته مسيطرا على غضبه فقط حتى لا يجعل قمر تشعر أنه لا يثق بها
قاسم.خير يا امجد
نظر له امجد رافعا إحدى حاجبيه واضعا يده فى جيب بنطاله الذى يخص زيه العسكرى وقال بصوت يشوبه السخريه وقد تكون أيضا كلماته مدروسه فقط ليزيد من غضبه
امجد . غريبه هى مدام قمر ما قالتش ليك انا عايزها فى ايه
فهم قاسم مقصده ليرد عليه بنفس طريقته ولكن بعد أن رمق قمر نظره فهمتها هى فقط
قاسم.طالما انت عايزها فى حاجه متوقع أنها قالت لى عليها يبقى عايزها خمس دقايق على انفراد ليه
بلع امجد غصه فى حلقه و تراجع عن فكرة محاولة اغضابه
امجد.مش حابب اعطلك عن شغلك
اقوم قاسم من كرسي مكتبه ومن ثم يتوجه ليقف مستندا على مكتبه ووجهه لهم قم أشار بيده له وكأنه يسمح له بالكلام
ولكن ما اثار فضوله هو ما فعلته قمر عندما اخرجت ورقه منطويه من جيب بنطالها واعطتها لامجد
لينظر امجد بطرف عينيه له ومن ثم شكرها وغادر
ابتسمت قمر بدهاء وجلست على المقعد بجانب زوجها المستند بالقرب منها
نظر لها بطرف عيناه وكأنه يفهم أنه تعرضه فى اختبار على سبيل المثال لعدم اخبارها بأمر امجد ولكنه ليس من يوضع تحت الاختبار وسيجعلها تخبره كل شئ بطريقته
التفت لمكتبه وأخذ مفاتيح سيارته ومن ثم قال بهدوء يتنافى تماما مع تلك النيران التى بداخله
قاسم.انا ورايا مشوار احضرى الاجتماع مع العميله وابقى قولى الاخبار بالتليفون هعدى عليكى اخر اليوم علشان اروحك
لم ينتظر أن تعقب على كلماته وغادر فى هدوء مما جعلها تستشاط غضبا
الم يهتم لما فعله امجد الان لقد توقعت أن يغار أو يظهر عدم ثقه بها وهذا ما كانت تنوى أن تواجهه به ولكن كانت صدمتها برد فعله الثلجى كما أسمته
لقد غادر بهدوء بعد أن رمقها بنظره لم تفهمها
لا تعلم كم الوقت مر وهى تجلس تفكر فى رد فعله ولكنها انتبهت لأن إحدى افراد السكرتاريه تدخل المكتب بعد أن طرقت الباب لتخبرها أن العميله التى تنتظرها فى الخارج
لتطلب منها أن تدخلها قاعة الاجتماعات وتاخذ بعد الاوراق وتدخل قاعه الاجتماعات لمقابلتها
لقد نالت ما تريد من هذا إلاجتماع وانهته سريعا أرادت أن  تهاتف قاسم ولكنها لم تفعل لتعود لمكتبها تنتظر أن ينتهى اليوم لتقابله وترى رد فعله الذى فسرت اخيرا مغادرته للمكتب حتى أن يخفيه
انا قاسم فغادر المؤسسه وهو يشعر بالضيق متملك منه أراد أن يسألها ماذا تفعل ولكنه يعرف جيداً أن هناك إختبار له منها
فتح باب سيارته وركب ثم قادها فى بادئ الامر لا يعلم إلى اين سيذهب ولكنه سرعان ما انتبه لإحدى المقاهى
لينزل من السياره ويدخل المقهى ويطلب فنجان من القهوه ومع اول رشفه له تذكر تلك الورقه التى أعطتها لامجد ليشعر بالضيق ويكون التساول  الاهم الان ما الذى بينهم
هو يعلم جيدا أنها لا تحبذ شخصيته ويعلم جيدا أنها من المؤكد تكرهه وخاصتا أنه من اختطفها قبلا وصفعها وبلا رحمه
اذن فماذا يحدث الان، اى حماقة تحدث الان امام
ناظريه هل تقصد أن تشعل نيران الغيره به ولكنها تعلم انه يغار إذن هل تريد أن ترى ما إذا كان يثق بها إم لا
وكأن تساؤله الاهم الان هل من المفترض أنه كان يغادر بهذه الطريقه
نعم لانه وببساطة كان من الممكن أن يغضب عليها لأنها لم تخبره من قبل بما يريده امجد منها
هل تقبلوا قبلا دون أن يعرف ...
عندما وصل بافكاره لهذه النقطه كان قد أنهى قهوته لينتفض غاضبا بعد أن ترك الأموال على الطاوله وغادر عائدا للعمل ليراها
ركب سيارته وأخذ نفسا عميقا حاول أن يهدء من غضبه ولكن دون جدوى فكون أنهم قد تقبلوا قبلا يجعله يستشاط غضبا
ولكن لربما تواصل معها بطريقه غير المقابله ولكن لما لم تخبره هى بذلك
اسئله كثيره واجابتها لديها اذن ليذهب لها ويسألها دون أى مقدمات
ولكن هل ستظن به  أنه لا يثق بها
فى حقيقه الأمر أنه يثق بها وبشده ولكن ببساطه لا يثق بالمدعو امجد والاهم أنه لم يفضل كونها لم تخبره بكل الامور .
عاد للعمل ليجدها فى مكتبها تقرأ بعد الاوراق رفعت عيناها له محاوله أن تقراء من ملامح وجهه ما بداخله
جلس أمامها وتسأل ببساطه
قاسم .قولى لى
قمر.اقولك ايه
ابتسم بدهاء
قاسم.عملتى ايه فى الاجتماع
فتحت اعينها وكأنها حقا مصدومه هل حقا لا يهتم بالأمر
قامت من مقعد مكتبها لتجلس أمامه
قمر هو دا بس اللى انت عايز تعرفه
قاسم.يعنى انتى متوقعه مثلا انى هكون عايز اعرف امجد باشا كان عايزك فى ايه
قمر. المفروض يعنى
اقترب منها بعد أن أستند بكوعه على ركبتيه
قاسم. لا المفروض كنتى تقولى من غير ما اسال
بلعت غصه فى حلقها فنظراته غامضه للغايه
قمر. كنت هقولك على فكره بس ملحقتش
قاسم .مطلبتش منك مبررات ياقمر
قمر . يعنى انت مش زعلان ولا شكيت فيا
ضاقت عيناه فلقد فهمها منذ البدايه
قاسم.لا ياقمر انا مش بشك فيكى بس بصراحه مش ضامن اللى اسمه امجد دا
قمر.طيب ببساطه هو عايز يعرف سيرين فين
قاسم.وانتى مالك بالحوار
قمر.هو بيحبها وهى كمان بتحبه
قاسم.حلو وانتى بقى بتوفقى راسين فى الحلال
قمر.لا هو سالنى عن مكانها لانى صاحبتها
قاسم .و الورق
قمر.دا كارت دخول المدينه هناك
جلس باريحيه
قاسم.ومقولتيش ليا ليه
قمر.بصراحه
قاسم.ايوه انا عايز الصراحه
قمر.الاول خفت اقولك أنه كلمنى وبعدين قلت أقابله قدامك وبصراحه
قاسم.ايوه اقولك انا بقى بصراحه كنتى عايزه تشوفى رد فعلى صح
احمرت خجلا من موقفها
قمر بصراحه اه
قاسم.طيب وايه رد الفعل اللى كان هيريحك
قمر.بصراحه مش عارفه بس مكنتش عايزه احس انك ممكن  تشك فيا
قاسم.انا مش بشك فيكى بس مش بثق فى أن اى حد يقرب منك وخصوصا لو حد زى امجد أو ادهم
قمر .تمام انا اسفه
ضاقت عيناه
قاسم .ببساطه كدا
قمر.مش فاهمه
أشار على إحدى وجنتيه وغمز لها لتخمر خجلا ومن ثم اقتربت منه وطبعت قبله على وجنتيه سريعا وكادت أن تغادر ليمسك بمعصمها ويجذبها إليه ويقبلها بشغف
كادت أن تقطع الأنفاس اثر قبلته وزاد نبض قلبه إلى أنه من المؤكد وصل لمسمعه
واقترب من اذنها
قاسم.انا رأى بلا شغل بلا اجتماعات احنا نروح البيت ونقضى شهر عسل للمره التالته
وغمز لها ثم سحبها من يدها ليغادروا الشركه فى سعاده من المؤكد ستدوم طالما هناك تفاهم ووضوح بينهم
على الجانب الآخر كان كل من سلمى وادهم أصبحوا اقل ما يقال عنهم احبه فأصبحوا متفاهمين للغايه وقرروا اخيرا العوده للقاهره لتحسين الأمور مع العزاز وبدء حياتهم كزوجين حقيقين
وفى الساحل الشمالى....
كانت تجلس سلمى على الشاطئ وقد بدأت تستقر نفسيا ولا تعلم سببا لذلك لربما لهروبها بعيداً عن كل ما يؤرقها
كانت تجلس ووجهها لمياه البحر وبجانبها إحدى المعلبات تاكل منها
لتسمع صوت من خلفها
امجد.الجميل مش خايف يتخطف وهو قاعد لوحده كدا
انتفضت عند سماعها لصوت تعرف صاحبه جيدا لتقف وتفتح عيونها على مصراعيها وكأنها رأت ملاك الموت
أمجد . شفتى عفريت ولا ايه
لا تعلم الان حقيقة مشاعرها فنبض قلبها يتسارع مع الزمن وصوت انفاسها ارتفع إلى أن وصل لمسامعه
هى تعلم جيدا أنها تحبه ولكنها لا تريده الان وهنا
لم تجيب عليه فى بادئ الأمر وقررت الهروب من أمامه لداخل الشاليه الخاص بوالده قمر والتى هى مختبئه به منذ فتره
لتحاول أن تغادر من أمامه دون أن تتفوه بكلمه ليمسك بها من معصمها ويشير برأسه نافيا وكأنه يخبرها أنه لا مفر أو هروب منه
امجد.يعنى انا جاى المسافه دى كلها ومفيش حمد الله على السلامه
بلعت غصه فى حلقها وحاولت أن تفك معصمها من بين أصابعه ولكن دون جدوى
امجد.عيب بقى انتى نسيتى ان مش انا اللى ينفع تقفى قدامه
ثم غمز لها وأكمل
امجد.بس واحشنى لعب الكونج فو معاكى
تكلمت اخيرا
سيرين.انت عايز ايه
ترك معصمها ووقف أمامها وكأنه يحاول أن يكون حائلا لها فى طريقها الشاليه ثم اخذ نفس عميقا
امجد .  عايزك ياسيرين عايز ابقى معاكى انا من اول مره شفتك وانتى مش بتروحى من دماغى طول الوقت صورتك قدامى وبقيت بدل ما كنت يراقب صحبتك وجوزها براقبك انتى لانى ببساطه قضيتى دلوقتى اللى انتى سرقتيه منى
سيرين.انا....انا سرقت منك! ....سرقت منك ايه
وضع يده على قلبه واقترب خطوتان منها لتعود للخلف بتلقائية ليمسك بها من كلتا كتفيها ويقربها منه ومن ثم يقترب من اذنها ويهمس
امجد.قلبى
أغمضت عيناها وأخذت نفسا عميقا وكأنها تستنشق عطره لترسخه فى ذاكرتها
ثم اكمل همسه بجانب اذنها
امجد.انا بحبك ومستعد اعمل اى حاجه علشان تبقى معايا أو بمعنى ادق تبقى مراتى
كانت كلماته كفيله بجعلها تنطق بالموافقه فعقلها وقلبها وبمعنى أدق كل حواسها تحت تأثير اقترابه منها الان ولكنها أخرجت كلماتها بهدوء يتنافى تماماً مع ما بداخلها من نيران تشعل قلبها لقربه
سيرين.بس انا منفعش ياامجد ليك
ضاقت عيناه بعد أن نظر فى عيناها وأخرج كلماته بحذر
امجد.ليه بتقولى كدا ليه
حاولت أن تفك كتفيها من بين أصابعه وبالفعل اطلق صراحها لتتحرك ومن ثم هو خلفها لتنظر للمياه وهو يقف خلفها ينتظر تفسيرا بكلماتها
سيرين.ايه ياسيادة الرائد عندك واستعداد ترتبط بواحده مالهاش أهل امها انتحرت وماتت كافره حزنا على ابوها اللى خان امها ولا عندك استعداد تتجوز واحده زى الرجاله زى ما كل الناس بتقول عنها ولا عندك استعداد تتجوز واحده من اللى شافته طول حياتها من وحده قافله على قلبها بقفل مفتاحه صدا....
وقف بجانبها ومن ثم أحاط كتفها بيده وقال ببساطه
امجد.انا مالى بأمها أو ابوها انا ليا بيها هى وبعدين شبه الرجاله ازاى انتى مش بتشوفى نفسك وفى المرايه انتى زى القمر مسترجله صحيح بس ملكة جمال ..وبعدين بقى عيب ياكابتن سيرين انك تكدبى
كانت كلماته بلسم لقلبها فهل حقا لا يهتم لأمر أهلها هل حقا يراها جميله أو كما قال ملكة جمال ولكنها استفسرت اخر كلماته
سيرين انا كدابه.... ليه بتقول كدا
ابتسم وتكلم بثقه
امجد .لان ببساطه انتى قلبك مفتاحه معايا ومش مصدى ولا حاجه قلبك معايا ياسيرين
قال اخر كلماته وكأنه يؤكد على مسمعها انه يعلم أن قلبها له
التفتت اخيرا لتنظر له لعينيه وتكلمت بصوت يبدو به الضعف
سيرين.اخيانا بحس انى مشاعرى مشوهه
امجد.مينفعش جميله زيك مشاعرها تبقى مشوهه لأن ببساطه جمالك من جوا طالع عليكى بره
احمرت خجلا من كلماته فلربما كانت هذا الإطراء هو بالنسبه لها اول غزل فى حياتها
لم تعرف من الكلمات ما يجب أن تعقب به ولكنها ابتسمت وببساطه هى من أمسكت يداه واستندت برأسها على كتفه
لقد كان كلاهما ينظران لمشهد الغروب الذى أصبح شاهدا على اول مشهد لتوثيق حبهم..
لقد اصبحت الأمور بين نور ويوسف على خير ما يرام أو بمعنى أدق لقد اصبحت الأمور بينهم تسير بطريقة مثاليه لسير الأمور
مر عاما لتضع قمر اول مولودا لها ولقد اسمته يوسف والغريب فى الأمر أن قاسم لم يبدى اى اعتراض بل رحب بالاسم
أما نور زوجة يوسف فهى فى الشهر الثالث من حملها
أما سيرين وامجد فلقد تم خطبتهم فى وجود كل من قمر وقاسم وادهم وسلمى بعد أن عادوا القاهره و رفع العزاز رايات استسلام عندما علم بحب ابنته لادهم
الان....فى حفل زفاف سيرين وامجد
كانت تقف تلك الجميله إمام مرأتها خلفها صديقة عمرها قمر ووالدتها ريماس يحاولون تثبيت الطرحه مع مصفف الشعر
كانت تنظر لذاتها غير مصدقه أنها حقا فى فستان زفافها لقد.كانت ترى دائما أنه من المستحيل أن تدخل بقلبها فى علاقه عاطفيه قد يخونها فيها زوجها كما فعل والدها
مر أمام أعينها شريط حياتها كيف كانت تتجنب اى شخص يحاول التقرب منها كيف اجتهدت فى بناء قلعه خبأت بها قلبها
وابتسمت ابتسامه رقيقه عندما تذكرت نزاعها مع امجد يوم محاولته لاختطافها
والغريب فى الأمر أنه هو من حطم جدران تلك القلعه  لينال بقلبها فبالرغم من أنها كانت مختطفه من قبله إلا أنها رأت فى عيناه الخوف عندما ادعت أنها مريضه لقد رأت خوف لم تراه فى عين أحدا يوما لربما كان هذا اول ما هدم اولى جدران تلك القلعه اللعينه التى خبأت قلبها بها
هذا الإحساس بأن هناك أحدا يخاف عليها هناك أحدا بالقرب منها يحملها على كتفيه ويهلع بها لأقرب مستشفى
تذكرت كيف كان يتقرب منها وياتى لها فى كل مكان
أنها تحبه لقد اكتشفت ذلك ولكنها لم تتوقع أنها ستكون له
خرجت من شردوها على صوت قمر
قمر.يلا امجد مستنى يلا
تحركت مع صديقتها لتفتح قمر باب الحجره لوحده أمامها
ياالله أنه حقا وسيم للغايه ولاول مره ترى تلك السعاده بعينيه وكأنه فاز بكنز كان يبحث عنه
نظر لها ملامحها المزينه بالقليل من مستحضرات التجميل ثم نظر لفستانها الذى يشبه فساتين إحدى الاميرات
أنها حقا تشبه اميره خرجت لتوها من إحدى العصور الملكيه امسك بيدها ومن ثم امسك بكف يدها ليضعه بين كتفيه وصدره العضلى اقترب من اذنها وهمس
امجد.اعتبرينى من انهارده ابوكى كحمايتك واخوكى كسندك وجوزك كرفيق دربك انا بحبك اوى ياسيرين
لم تحتمل كل تلك السعاده لتترقرق عيناها بالدموع
امجد.لا ياسيرين دموع لا
نزلوا سويا لقد أعدت القاعه وكأنها قاعه فى إحدى قصور الملكات
كانت تشعر بالسعاده وهى تتراقص معه ويحيط بها صديقتها قمر مع قاسم زوجها وادهم صديقه مع زوجته سلمى التى نمت بطنها السفلى ما يدل على وجود مولود جديد للحياه
تمت....

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 11 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مالك القمرWhere stories live. Discover now