الثالث والاربعون

1.6K 43 0
                                    

تنظر لمياه البحر و تتخلل الرمال اصابع قدمها بينما المياه تصتدم برفق بهم
كانت عيناها بها سحابة من الدموع تأبى النزول
لما الأن تقع تلك الحصون التى سعت فى بنائها طوال حياتها لما الان يدق قلبها لهذا الذى اختطفها قبلا
تعلم جيدا أن مع الحب معاناه فيكفى أنها عانت طوال حياتها بسبب حب والدتها المبالغ فيه لوالدها فبمجرد أن رحل والدها مع أحداهم انتحرت والدتها وأصبحت وحيده فى تلك الحياه
لقد بنت تلك الحصون حولها حتى لا تقع فى حب أحدهم ولكن تلك الحصون أوشكت على الانهيار لا انها حقا انهارت الان وهى أيضا وقعت فى الفخ واحبته

اخذت نفسا عميقا ثم تحركت للمنزل المواجهه للمياه الذى يخص  والدة صديقتها قمر
أخرجت هاتفها واتصلت بقمر لترد عليها
قمر.ازيك ياسيرين
تكلمت بصوت يخرج باختناق
سيرين.تعبانه
قمر.مالك ومن امتى بتسافرى لوحدك
لم تجيب فى بادئ الأمر إلى أن قالت قمر
قمر.سيرين
سيرين. حاسه انى بحبه
انتفضت قمر من جلستها.
قمر.امجد
سيرين.ايوه.
قمر.كنتى هتحبيه اوى لو شفتى الطريقه اللى خطفنى بيها ولا شكل وشى لحد لما قاسم رجعنى
بلعت سيرين غصه فى حلقها
سيرين.بس ....انا حسيت رغم سوء الموقف بخوفه عليا لما قلت له انى تعبانه ..اول مره اشوف حد خايف عليا حتى لما كنت بضربه كان الأول بيحاول يصد ومش راضى يأذينى وحذرنى
قمر.وفى الاخر ضربك فى جنبك
صمتت
سيرين.طيب ماانا اللى ابتديت
قمر.بتحبيه
سيرين.اوى
قمر.طب مستخبيه منه ليه
سيرين.خايفه  بس مش منه خايفه من الحب ياقمر
صمتت قمر فصديقتها محقه فأكثر ما يؤرقها الان هو حبها لقاسم وأكثر ما تسبب لها فى ألم نفسي هو اهماله لها
قمر.طيب أهدى وفكرى كويس ومتخافيش
اخذت سيرين نفسا عميقا
سيرين.حاضر
انهوا سويا المكالمه لتجلس قمر تفكر فى حالها تشعر أنها هى من تخاف حقا تخاف أن تخسر تلك الفرصه التى اتاحت مجددا بينها وبين قاسم
مر يومان على الجميع بهدوء عدا امجد الذى كان يشعر أنه فاقداً لروحه لقد فكر كثيرا فى طريقة ليجدها واخيرا وجد طريقا واحدا قد يصل به إليها ولكنه طريقا من المؤكد ليس بالسهل
اما قاسم وقمر فكانوا يذهبان سويا للعمل ويعودون دون جديد تشعر من داخلها أنه لم يفعل معها شيئا حتى الآن يجعلها تنسى ما فعله
لم يبذل جهداً هكذا كانت تفكر عندما سمعت طرقا على باب غرفتها لتجد قاسم
ليجلس بجانبها
قاسم.قولى لى هنفضل كتير كل واحد فينا بينام لوحده
أشارت بيدها بطريقه هزليه
قمر .هو انا منعتك تنام هنا
رفع إحدى حاجبيه
قاسم.يعنى انام جنبك وانتى بتبصى فى وشى بالعافيه
نظرت فى أعينه لتجدهم ممتلئين بالحزن لقد رق قلبها لمظهره رغم كل شئ
تعلم جيدا أنها تحبه ولكنها حزينه من داخلها أنه لم يحاول أن يحسن الوضع بينهم
تشعر أنه كان ولابد من أن يفعل ما هو أكثر وضوحاً ليجعلها تعفو عنه
قاسم.بصى انا مش هقولك نروح المنتجع نغير جو لا انا هوديكى مكان مختلف يمكن هناك تنسى شويه من اللى جواكى
قمر.هنروح فين
اقترب قاسم من اذنها وهمس
قاسم.هفاجئك.
هزت راسها بالموافقه
قاسم .بعد كم يوم هنبتدى رحلتنا اللى هنقضى فيها احلى ايام اوعدك انها هتكون احلى ايام عدت عليكى
ابتسمت أخيراً
قمر.لما نشوف
ابتسم قاسم لطريقتها
قاسم .هنروح بكره وبعده الشغل عادى ويوم الجمعه نجهز شنطنا والسبت نسافر
قمر.تمام
قفز قاسم على الفراش بخفه وغمز لها
قاسم.انام بقى هنا ممكن
قمر .براحتك
قاسم.ايه رايك نتعشى سوا بره انهارده
لا تعلم قمر هل هو قرأ افكارها ام ماذا أنه يحاول أن يجعلها تنسى أو بمعنى أدق يحاول أن يجعل الأمور تسير بينهم على خير ما يرام
وفى حقيقة الأمر فهو يكفيه شرف المحاوله...
قمر.تمام بس اريح شويه لانى تعبانه
قاسم.ياه ننام نفسي جدا وتمدد على الفراش وأشار
لها بأن تأتى لتنام بجانبه
ولكنها نظرت له نظره جانبيه تعنى أنها لم تفعل
تمددت على الفراش ولكن فى أقصى يمينه
ليضحك ويتكلم مشاكسا
قاسم.كفايه أنك معايا حتى لو بينا مسافه
لقد كانت كلماته الاخيره البسيطه بمثابه مفتاح سحرى لقلبها
لتبتسم ابتسامه جانبيه ساحره فهو معه حق يكفى وجودهم سويا حتى وإن كانت هناك مسافه تعلم جيدا أن وقت لقاء عيونهم العابر يجعلها سعيده من داخلها وان لم يكن هناك بينهم كلمات تتداول
كما أنها متاكده أنه يعى كل كلمه تفوه بها الآن
لاحظ صمتها ليسأل
قاسم.نمتى
قمر.لا
قاسم.هتنامى
قمر .اه
قاسم.طيب نامى بسرعه ومتفكريش علشان ننزل بليل نتعشى سوا زى مااتفقنا
انصاعت له واغمضت عيناها وبالفعل نامت سريعا
استيقظت بعد ساعتين تقريبا على همس فى أذنها
قاسم.بحبك اوى ياقمر ومهما طال بينا الخصام لا يمكن نستمر فى البعاد
فتحت أعينها وهى تتوقعه بجانبها ولكنه لم يكن إذن من كان يهمس فى اذنها
ابتسمت وقامت لترتدى إحدى فساتينها لا تعلم لما أرادت أن ترتدى اقصرهم لربما أرادت أن تراه وهو يغار لا تعلم ولكنها ارتدت هذا الفستان ذهبى اللون القصير بعض الشى ولكنه ذو اذرع تصل لنصف ذراعها لم يكن مفتوحا عند الصدر ولكنه مجسم بعض الشئ
يظهرها أكثر انوثتا ورقه ايضا
وضعت بعضا من مساحيق التجميل التى تنعكس مع هذا اللون وطرقت لشعرها العنان
كانت تتوقع وهى تنزل من درجات المنزل أنه سيوقفها أو ينتهرها ربما يغضب لا تعلم ولكنها لم تكن تتوقع هذا الصفير الذى سمعته ونظراته الممتلئة بالاعجاب
قاسم.ايه القمر دا ياقمرى
عبست بوجهها لم تكن تتخيل أنه سيغازلها
قاسم.هو القمر لما بيتعاكس بيزعل
لم تكن تستوعب أنها حقا أظهرت عبوسا لكونه لا يغار ولكنها فى نهاية الأمر ابتسمت لمغازلته
انتبهت أيضا لما يرتدى أنه حقا هو الآخر وسيم للغايه

مالك القمرWhere stories live. Discover now