التاسع عشر

1.7K 38 0
                                    

كانت تشعر أنها كأحدى أسيرات الحرب التى سيزج بها فى سجن فهو يمشي خلفها ومن الواضح أنه يتوعد لها
هل هى عروس؟ تلك البهجه التى كانت تملئ قلبها ذهبت مع توعد قاسم لها والذى لم يعطيها فرصة للدفاع عن نفسها هل سمع حوار يوسف كامل معها هل رآهم وهم يحتضنون بعضهم ولكنه هو من سحبها لحضنه ولكنها أيضا لم تعترض نظرت له نظره جانبيه وهى تسير بجانبه قبلها غصه فى حلقها عندما رأت نظره التوعد تملئ عيناه
لقد كانت كل الامور تسير على خير ما يرام إلى أن أتى يوسف ....
وصلت اخيرا لتلك الحجرة التى ستجهز له كعروس بها
دخلت لتجد ريماس تنظر لها مبتسمه
ريماس.كنتى فين ياحبيبتى اتاخرتى كدا ليه
لاحظت ريماس لون وجهها الزهرى الذى يدل على توترها لو غضبها
ريماس.مالك ياقمر
أرادت من أعماقها أن تحكى لريماس كل شئ ولكن لم يحدث قاكيدا لن تجعل فرحة ريماس تختفى من على وجهها
قمر. ولا حاجه مجهده شويه بس
ريماس.حبيبتى طيب اقعدى علشان البنات يخلصوا وانا هجيب لك حاجه تشربيها
انصاعت قمر لوالدتها
ادخلها قاسم حجرتها وأسند على الحائط بجانب الحجره يشعر أنه فى حيره يريد أن يعرف كل شئ والان يريد أن يعرف هل تحب يوسف أم لا والى اى مدى كانت علاقتهم تصل ؟
ما طبيعة تلك الصور التى تجعل زوجه يوسف تنسحب من حياته هل هى صور مخله للاداب
اشتعلت عيناه بالنيران عندما وصل لتلك الفكره
ستقتل نعم وبيده إن كانت لشخص آخر قبله
استغفر ربه ونفض تلك الأفكار وقرر أن يهدء من روعه
لقد كان شاردا تماما مستندا على الحائط عندما خرجت ريماس من الحجره لتاتى بمشروب لابنتها
ريماس .قاسم.....قاسم
لقد كان فى عالم آخر غارقا فى افكاره ولكنه فاق على صوت ريماس
قاسم . معلش مكنتش سامعك
ضاقت عين ريماس فمن الواضح أن ما يجعل قمر بوجه محتقن بالدماء هو نفسه ما يجعل قاسم هائما فى عالم آخر
ريماس .مالك يا قاسم
قاسم .ولا حاجه قولى لى اقدر اساعدك ازاى شكلك محتاجه حاجه ....
عادت ريماس بعد القليل من الوقت لتعطى لقمر مشروبا
ريماس . خدى ياحبيبتى قاسم اللى جابهولك لما عرف انك تعبانه
نظرت قمر لريماس هل حقا هو من اعد لها هذا المشروب الن يستشيط غضبا منها الآن
اخذت منها المشروب البارد وتناولته ....
وبعد مرور عدة ساعات
لقد أصبحت العروس جاهزه خرجت من حجرتها مع والدها لتجد فاروق والد قاسم يقف بانتظارها وقال بمحبه لقمر
فاروق.ماشاء الله ياقمر
ومد يده ليمسك بها وأكمل
فاروق.والدك لو كان موجودا كان هو اللى هيوصلك لعريسك وانا صاحبه وهيبقى شرف ليا لو اعتبرتينى زى والدك وسمحتى ليا انى اوصلك لقاسم
أدمعت عين قمر من كلمات فاروق أنه حقا رائع وكلماته البسيطه لمست قلبها فرغم كل ما كان يحدث بين والدها ووالدتها إلا أنها حقا كانت تحتاج له فى يوم مثل هذا
شكرت قمر فاروق وامسكت بيده لقد تمنت فى تلك اللحظات وهى تتحرك بجانبه أن يكون والدها بجانبها الان وأن يكون بهذا الحنو الذى يتسم به فاروق وأن يكون مصدر ثقه وأمان لها وأن يحميها أن عصف بها قاسم يوما
بدأت تنزل تلك الدرجات التى زينت باحترافيه لقد نظرت أسفل الدرج لتجد قاسم ينتظرها يقف مرتديا بدله رائعه تزيده وسامه فوق وسامته مبتسم ابتسامه هادئه لها تتنافى مع ما حدث بينهم منذ عدة ساعات
اشتبكت عيناهم لتشعر أن هناك قوه مغناطيسيه تجذبها لها هل هى قوة الحب التى تكنها عيناه لها أم سحرا ما بداخله
شعرت بالدفئ يصل إليها عبر تلك الدرجات فقط من النظر لعيناه
يالله أنه هو مصدر الثقه والأمان كيف لها تنتظر أبا يكون أمانا لها منه
اما قاسم فبمجرد.رؤيتها فى هذا الفستان الرائع تملكه احساس أنها اميره خارجه لتوها من إحدى الروايات
كانت أقل ما يقال عنها غابه فى الجمال بهذا الفستان الذى يخصها هى فقط فكأنه صنع يوما فقط ليكون لها
نظر لعيناها ليقرأ الحب بهما يعلم أنها لربما تحبه ولكن هناك سر فى أمرها مع يوسف ويتمنى أن أعماقه أن تكون تلك العلاقه بينهم علاقه عابره وانتهت بتلك الكلمات التى سمعها جيدا من يوسف منذ ساعات انتهت الدرجات اخيرا ليمد يده لها بثقه وعينان هادئتان غير مقروئتان بالنسبه لها الان
لتضع يدها بين يده لتشعر بتلك الكهرباء التى تسرى فى جسدها بمجرد تلامسهم
أمسك بيدها ولفها لتصبح مندثره تحت كتفه وتحرك معها على هذا الشريط الحريرى أسفل قدميهم إلى أن دخلوا القاعه
لقد كانت القاعه أقل ما يقال عنها رائعه بتزينها بتلك الزهور
لقد كانت تشعر أنها تدخل من باب قاعه مطله على أجواء من إحدى الاساطير الخياليه
جلسوا فى الكوشه سويا لقد كانت تشعر بالسعاده ولكن كلما تذكرت توعده لها تهرب تلك السعاده منها

ارتفعت الموسيقى ليمد يده لها ليبدءون بالرفض سويا،مدت يدها بين يديه لتتمكن منها تلك الكهرباء اللطيفه
تحركت معه إلى تلك المنصه المتوسطه القاعه ليمسك بإحدى يديها ويضعها بجانب قلبه وبيدها الأخرى يشدها لتقترب منه
كان ينظر أعينها ويتمنى من اعماقه أن يكون ظنه ليس فى محله وان تكون علاقتها بيوسف علاقه عابره ليس إلا
اما هى فكانت تحاول أن تترجم ما بعينيه ولكن على ما تعتقد أن ما بعينيه ماهو الا ترجمة لتوعد مخيف
هربت بعينيها بعيدا عن عيناه
انتهت الرقصه وهى مازالت لا تستطيع أن تنظر بعينيه ومن ثم انتهى حفل الزفاف كانت عين ريماس مليئه بالسعاده
وبقدر شعور قمر بالسعاده بالاجواء بقدر خوفها مما هى مقبله عليه فهى لا تعلم كيف سيكون حساب قاسم لها وإلى مكان سياخذها
خرجوا من القاعه سويا ومن ثم المبنى بأكمله وسط التصفيق والأزهار التى تلقى عليهم وقفوا أمام سياره مفتوحه السقف ياالله أنها تعشق مثل تلك السيارات كما أنها أحبت تلك الأجواء التى انتهت لتوها ياليت يوسف لم ياتى لها فلقد كانت استقرت عاطفياً واقتنعت لتوها أنها تحب قاسم لما ظهر يوسف الأن لتنقلب أحوالها ويتوعد لها قاسم فمن المؤكد سيجعل ليلتها ليست كما تخيلتها معه
ركبت بجانبه السياره ولا تعلم لما شعرت بانقباض قويا فى قلبها لقد كانت والدتها وبجانبها فاروق وسيرين يلوحون  لها لوحت لهم
ياليتهم لم يغادرون المنتجع نظرت له نظره جانبيه لتجده يجلس بأريحية فى مقعد سيارته وكأنه ينتظر أن تنهى توديعها لهم
ثم جلس باعتدال وأمسك بمقود السياره
قمر .هو احنا رايحين فين ......ممكن نفضل هنا
ظهرت ابتسامه جانبيه على شفتيه ابتسامه ساخره جعلت قلبها ينقبض مجدداً
قاسم. لا ياقمر و ممكن تقولى كدا خاطفك ولكى أن تتخيلى معنى أن راجل يكون خاطف مراته
ثم نظر إليها وأكمل
قاسم.تخيلى كدا هيكون خاطفها فى مكان شكله ايه

وقاد سيارته سريعاً مما أدى إلى ارتفاع صوت الصفير احتكاك العجل مع الارض
شعرت بالخوف من كلماته وزادت ضربات قلبها 

فى تلك الأثناء قرر يوسف بعد أن غادر وترك قمر أن يتصل بصديقه نور ليخبرها أنه سيأتى لنور
وبالفعل هاتف صديقة نور التى بدورها حاولت اعطاء الهاتف لنور لتتحدث إلى يوسف ولكن نور رفضت التحدث إليه فطلب يوسف من صديقتها أن تفتح مكبر الصوت لتسمع نور له
يوسف.نور انا عارف انى غلط فى حقك بس انتى بالنسبه لى روحى  وانا مش هقدر اعيش من غيرك منكرش انى غلطان انى وجهت مشاعرى فى اتجاه غلط وانى كنت بدور على اللى محتاجه بعيد عنك بس متنسيش انك انتى اللى عملتى المسافه اللى بينا من الاول ....ارجوكى يانور انا خسرت قلبى مرتين ومعنديش استعداد اخسر روحى كمان و....
ثم انقطعت كلماته لتسمع نور صوت اصطدام قوى وصوت زجاج ينكسر وصغير لعجل سيارة يوسف ناتج عن احتكاك العجل بالأرض بقوه مما يدل على وقوع حادثة طرق
صرخت نور بعد أن أمسكت هاتف من صديقتها
نور .يوسف.....يوسف....يوسف رد عليا
لم ينتبه يوسف أثناء قيادته وكلامه مع نور من تلك الشاحنه التى صدمت سيارته ليصطدم عدة مرات فى رأسه اثر دوران سيارته الناتج عن الاصطدام فى مقود السياره
كان يسمع صوتا خافتا يعلوه صوت صفير فى أذنيه احداهن تنادى باسم يوسف
رفع رأسه من على مقود السياره ليرى المقود غارقا بالدماء وعلى مايبدو أن هذه الدماء من رأسه
شعر بدوار شديد بعد أن نظر حوله وهو لا يعرف اين هو أو مااتى به إلى هذا المكان ثم بدء الظلام يسحبه بعيدا عن واقعه المرير وتشتت مشاعره وخسارته لكل الاحبه لقلبه...
سحبه الظلام بعيدا.......
تتبع

مالك القمرWhere stories live. Discover now