الثانى والاربعون

1.6K 42 0
                                    

لا تعلم كيف وجدها ولكن بقدر خوفها من رد فعله لصفعها له إلا أنها ممتنه لوجوده الان
اقترب منها خطوتان بعد أن انتهى من كلماته التى حاول إخراجها مسيطرا على غضبه
لترجع للخلف وتمد يدها أمامها وكأنها تحاول أن تأمن مسافه بينهم لأنها وببساطة لا تعلم كيف سيكون رد فعله
ليمسك بيدها ويسحبها فى أحضانه كادت أن تبتعد ولكنها شعرت فى لحظات بهذا الامان الذى تجده فى حضن العزاز ولربما أيضا يفوقه أمانا أغمضت عيناها وشعرت بالهدوء للحظات
كان هو يفكر كيف يشعر أنه مسير لمشاعره لقد صفعته لتوها وفرت منه كاللصوص ابتسم ساخرا حيث اكتشف أنه وعلى الرغم من كونه ضابط شرطه إلا أنه لم يجرى بهذا الشكل قبلا خلف لص فكيف يجرى خلف زوجته الصغيره بهذه الطريقه
أبعدها عنه وأحاط وجهها الصغير الجميل بين كفيه برفق وتكلم بصوت جاد يشوبه الغضب مما أعاد خوفها لقلبها مجدداً
ادهم.انا اتاكدت بس دلوقتى انى متجوز طفله بس الطفله دى لازم تتحاسب على اللى عملته
بلعت غصه فى حلقها فشكله جاد للغايه ومن الواضح أنها ستنال عقاباً منه حاولت أن تبعد يده عن وجهها ولكن عيناه ضاقت بطريقه اخافتها أكثر
تخيلت للحظات أن هذه اليد التى تلمس وجهها بحنو يتنافى مع ملامحه الغاضبه قد تصفعها بقوه فى لحظات لتتعالى صوت أنفاسها من الخوف الذى تحاول اخفائه
ولكنه لم يفعل بل ترك وجهها وامسكها من كتفها برفق وتحرك بها للسياره التى تنتظرهم
شعرت باستسلام غريب بداخلها وتحركت معه بهدوء لتركب السياره معه تريد من أعماقها الان وبعد تأكدها أنها ستعاقب على ما فعلت ان تهرب مجددا ولكنها ببساطه لا تملك الطاقه لتفعل ما فعلته مجدداً
كانت تنظر لهذا الوريد الذى ينتفض فى عنقه ويديه المتكورتان وكأنه على استعداد للكم أحدهم
فى تلك اللحظه لم تستطيع أن تكتم بكائها أكثر من ذلك لتبكى بصوت مكتوم وصل له لينظر لها محذرا بأن تكف عن بكائها لتمسح دموعها بظهر يديها كالاطفال مما يجعله يبتسم ابتسامه جانبيه لم تفهم سببا لها
وفى غضون دقائق عاد بهم السائق للفندق
نزل ادهم وفتح لها الباب لتنزل بهدوء واستسلام يتنافى تماما مع فرارها منه منذ قليل
دخل معها الفندق وهو يشعر بالاحراج الشديد فهناك بعضا من الجالسين ينظرون لهم
صعدت معه للحجره حيث فتح باب الحجره وانتظر دخولها ثم دخل خلفها والتفت ليغلق الباب على ما يبدو بكارت الكترونى ثم وضع الكارت فى جيب بنطاله وحاول فتح الباب من الداخل وكأنه يتأكد أنه لم يفتح الا بعد أن يرفع الغلق الالكترونى بالكارت الذى بجيب بنطاله
وبالطبع فهمت ما يفعل ليزداد الخوف بداخلها
عادت للخلف عدة خطوات وهى تدعو إلى الله فى أعماقها أن لا يتطاول عليها
التفت لها ووضع يده فى جيب بنطاله
ادهم. القطه خايفه ليه
لم تستطيع اخراج كلماتها فهى متاكده أنها ستنال عقاباً لن تحتمله
أخرج يديه من جيب بنطاله وتحرك اتجاهها لترجع للخلف بخوف حتى أن كادت تتعثر بمقعد فامسكها ليمنع وقوعها
ثم ترك كتفها وأمسك كف يدها بإحدى يديه ثم فتحه بيده الأخرى ونظر لكف يدها الصغير
ادهم.بصى كدا على وشى
رفعت أعينها لوجهه ولقد كان فارق الطول بينهم كفيلا بجعلها تشعر بضئالة جسدها بجانبه
كانت تنظر لعيناه لتحاول أن تقراء أفكاره ولكنه أشار بأصبعه لوجنته مكان الصفعه لتنظر للمكان الذى يشير له إصبعه بعد ان بلعت غصه فى حلقها
ادهم.قولى لى بقى فى اثر للالم بتاعك
هزت راسها بالنفى
ادهم.طيب تخيلى بقى لو انا وما ادراكى بكلمة انا ضربتك ألم زى اللى انتى ضربتيه بايدى مش بايدك الصغيره دى
ثم اقترب من اذنها وتكلم ساخرا
ادهم .الم ظباط بتشوفيه فى الافلام.... ولا تحبى تجربيه عملى احسن
ثم اعتدل وتكلم بصوت جاد مرتفع قليلا
ادهم .ردى ....تحبى تجربى
هزت راسها بخوف بالنفى وادمعت عيناها مجدداً
ادهم . بيتها لى الصغيره عمرها ما اتضربت من العزاز صح
هزت راسها بالايجاب وقد بدأت دموعها فى النزول حقا كطفله مجدداً ضاعت شجاعتها أمام كلماته المدروسه
ادهم .تمام وانا هعمل بتربيتى وهعمل حساب لانك بنت اصول مش زى اللى بيجولى القسم ومش همد أيدى عليكى بس قسما عظما لو ايدك لمستنى تانى لهرد لك الالم بعشره ......فاهمه(وقال اخر كلماته بصوت مرتفع زلزل كيانها)
هزت راسها بالايجاب
فترك يدها ووضعها فى جيب بنطاله مجددا
ادهم .قولى لى بقى لما الواحد بيغلط المفروض بيعمل ايه
نظرت له لا تفهم ما يعنى ليتكلم أمرا بصوت مرتفع نسبيا
ادهم .ردى
سلمى .مش بيغلط تانى
ادهم. لا ياحلوى بيعتذر..... (ثم تسأل لتكرر ما قال) بيعمل ايه
سلمى . بيعتذر
تسأل محذرا
ادهم .نعم
لتفهم أنه يريدها أن تعتذر لتخرج كلماتها بصوت منخفض
سلمى .انا اسفه
هز رأسه برضا ونظر لوجنتيها التى بلون الكرز وتلك الشفتان المنتفختان اثر قبلته وابتسم
لقد رأت عيناه عند شفتيها مما جعل نبض قلبها يزداد وتشعر بالتوتر
نظر لعيناها التى يبدو عليها الخوف لنظراته لشفتيها
لتتحول ابتسامته لابتسامه ساخره
ادهم.صحيح طعم الكريز كان يجنن بس انا مش مجنون علشان اكل منه دلوقتى تانى
لم تفهم كلماته فى بادئ الأمر إلا عندما أشار بأصبعه لشفتيها مما جعلها تبتعد كطفلة وعند تلك اللحظه لم يستطيع أن يمنع ضحكاته فضحك ملئ شادقيه من طفوليتها
ادهم .أهدى ومتخافيش مش هعمل لك حاجه
فى حقيقة الأمر لقد انتبهت أثناء ضحكه كم هو وسيم وتاكدت للحظات أنه لو لم تكن مقابلتهم بتلك الطريقه التى اعد لها لمن المؤكد كانت ستكن له مشاعر أو لربما تحبه
ولكنها وفى حقيقة الأمر تشعر أيضا رغم كل شئ أنه ذو شخصيه رائعه فهو ضابط شرطه ذو شخصيه قويه أيضا ذو نفوذ يعبر عن رغبته بطريقه مختلفه عن هؤلاء المراهقين الذين كانوا فى طريقها دوماً
لربما هذا هو النضج الذى كانت تبحث عنه
لربما أخطأ عندما قبلها فقط لأنها غير مستعده لذلك على الرغم أنه من حقه فهو زوجها شرعا وقانونا
ولكنها أيضا أخطأت عندما صفعته وبشده و لقد توقعت أيضا أن عقابه سيكون عسيرا ولكنه كان حليما معها فرغم أنها صفعته وهربت منه كالاطفال الا انه لم يرد تلك الصفعه وهذا ما كانت تخشاه وبشده
نظر لتلك التى تنظر له بصمت واحتار عندما وجد لمعه فى عيناها وكأنها ورغم خوفها منه تكن له الاعجاب
ضاقت عيناه وتسأل بخفه تتنافى تماماً مع كونه كان يحاسبها منذ قليل
ادهم . مش حاسه انك جعانه
تكلمت تلقائيه
سلمى.جدا.....جعانه جدا
ادهم .طيب انا هغير هدومى وبعدين ننزل
سلمى. وانا كمان عايزه اغير هدومى
نظر لها نظره جانبيه ومن ثم بدء فى فك أزرار قميصه ثم رفع كتفيه بلا مبالاه وعيناه مليئه بالمكر
ادهم .طيب غيرى هدومك
سلمى .لا استنى استنى انا هدخل اغير هدومى هناك
وأشارت على غرفه صغيره مرفقه على مايبدو لتغير الملابس
سحبت حقيبتها وهى تنظر ارضاً وكأنها تتجنب النظر إليه ودخلت لتغير ملابسها بينما هو يخلع ملابسه ويرتدى الاخرى
لم تمر دقائق حتى خرجت وهى ترتدى فستان قصير بلون عيناها به نجوم بيضاء صغيره وكانت تترك لشعرها العنان كالعاده لم تضع أية مساحيق تجميل وعلى مايبدو له أنها لم تحاول أن تتجمل فهى غايه فى المجال دون شئ
وعلى الرغم من رقة الفستان إلا أنه يزيدها جمالا وبراءه بلونه ويعطى انطباع أكثر طفوليه لها
بينما هى نظرت لهذا الذى ينتظرها جالسا على مقعد ولقد ارتدى قميصا يبرز عضلاته وابرزه أكثر وسامه
قام واقفا و من ثم تحرك لباب الحجرة وفتحه بكارت إلكترونيا كان فى يده ثم فتح الباب وأشار له أن تسبقه
نزل كلاهما لمطعم الفندق لقد كان ذو ذوق راقى للغايه
حرك المقعد لتجلس ثم جلس أمامها لقد تذكرت والدها أرادت أن تهاتفه ولكنها انتبهت أن خط الهاتف الدولى كان مع والدها فلن تستطيع أن تهاتفه فعبست بوجهها وهى تنظر بعيدا عنه
كان ادهم يراقب انفعالتها ليتسال بمشاكسه
ادهم.ايه بتفكرى تقومى تجرى تانى وتخلينى أجرى وراكى زى العيال
هزت راسها بالنفى
ادهم. طيب بتفكرى فى ايه
نظرت له متعجبه من سؤاله لما يعتقد أنه من حقه أن يسأل عن افكارها وهل يعتقد أنها ستجاوبه ببساطه
ولكنها وفى حقيقة الأمر تفاجئت كونه يقرا بالفعل افكارها
ادهم .هو متوقع انك تكونى مش عايزه تقولى لى بتفكرى فى ايه بس بيتها لى بردوا مش هتخسرى حاجه
وغمز لها مشاكسا
ادهم.مش يمكن اساعدك
لقد كان يحاول أن يعبث معها فهو يعتقد أنها تفكر فى كيفية التخلص منه
اما هى فوجدت أنه لربما معه حق ويستطيع مساعدتها ولكن كيف وهو على مايبدو أنه لا يحب والدها كما الحال مع العزاز
لقد رأى التردد فى عيناها ليتكلم بصوت جاد خالى من العبث والسخرية
ادهم .قولى لى بتفكرى فى ايه
سلمى .هتساعدنى يعنى
ضاقت عيناه وتكلم بحذر
ادهم.حسب اللى انتى عايزاه
لتعبس بوجهها وتقول
سلمى .عايزه اكلم بابا
رفع إحدى حاجبيه وقال متسألا
ادهم.هو العزاز مش سايب معاكى خط دولى
سلمى.انا نسيت الخط معاه
ادهم.تمام
ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وأعطاه لها
لتمسك بالهاتف غير مصدقه فيشير بيده وكأنه يسمح لها باستخدامه
لتتصل بالفعل بوالدها ليرد عليها وبمجرد أن سمع العزاز صوتها تكلم معها بشغف
سلمى.بابا انا سلمى
العزاز.سلمى حبيبتى انتى كويسه انا اسف واضح أن اللى اسمه ادهم دا كان ناوى يعطل سفرك واخدونى للمكتب بتاع ضابط فى المطار وبصوت فى الباسبور وعطلونى فعلا لحد ما الطياره ميعادها عدى كويس انك سمعتى كلامى والحمد لله أن التذاكر كانت فى شنطتك بتاعة الطياره والفندق

مالك القمرWhere stories live. Discover now