الثامن والثلاثون

1.6K 42 1
                                    

شعر بدوار شديد لقد كان هناك دوامه من الذكريات تدور برأسه
ورغم دموع نور التى شقت طريقا على وجهها إلا أنها اسندته عندما لاحظت أن الدوار يتملك منه
تحركت معه للاريكه أسند رأسه بين كفيه
يوسف.نور عايز اطلع اريح تعبان اوى
استجابت له وصعدت معه لإحدى الغرف وتمدد على فراش الغرفه ليحاول أن يستجمع شتات افكاره
يوسف.ممكن انام شويه
فهمت أنه يريد أن يختلى بنفسه قليلاً فأطاعته وهزت رأسها بالموافقه وغادرت لتتركه ينام قليلا
غادرت الحجره ثم وقفت قليلا تستجمع قواها فهناك طنين فى أذنها لقد نطق بإسم شهد هل تذكر كل شئ ام تذكر شهد فقط
قررت أن تنزل لأطفالها عمرو ومريم وتقضى معهم وقتا لطيف
اما هو فألقى بنفسه على هذا الفراش اغمض عيناه ليرى شريطا من الذكريات
من موت شهد لزواجه بنور لعلاقته بقمر لزواج قمر لهذا الاحتضان الاهوج بينه وبين قمر لمكالمته الهاتفيه لنور واخيرا الحادثه
ولاول مره يرى الأمور من بعيد فلقد كانت هناك ملاكا حارسا له طوال الوقت ولم تكن سوى نور الذى كان يراها بمنظور لم يفهمه سوى الآن لقد كان حقا ظالما ليس فقط لها بل لقلبه الذى لم يحظى بسعاده مع تلك الرائعه لقد أضاع الكثير من عمره وراء ذكريات

ياليته لم يتذكر كيف كان يعيش على ذكرى شهد وكيف استطاع أن يصبح جاحدا قاسي المشاعر مع تلك الملاك التى أمامه الان
كيف اخذ قمر جسراً ليعود بمشاعره الراحله مع شهد وكيف له لم يستطع أن يبنى هذا الجسر مع نور
ولكنه والآن فقط اكتشف أنه لم يكن بحاجه ليحاول إعادة مشاعر راحله بينما هو أمامه كنزا من المشاعر الدفينه فى قلب تلك الجميله لا بل الرائعه التى كانت أمامه طوال الوقت
كان السؤال الذى يلح عليه الآن هل يخبرها أنه استعاد ذاكرته ام يظل كما هو معها فيكفى أن حياتهم أصبحت مستقره وبدء يشعر بالسعاده تطغو عليها
تحرك للشرفه ليراها تلعب مع عمرو ومريم وضحكاتهم تملئ الأجواء عندما التفتت لتراه يقف وينظر لها
أرادت أن تتأكد أن كان استعاد ذاكرته ام لا لتترك أطفالها وتتوجه للشاليه
فهم من نظرتها وحركتها أنها تريد أن تكتشف ما إذا كان تذكر كل شئ ام لا ولا يعلم لما من داخله يريد أن لا يخبرها أنه تذكر شيئا ولكن من المؤكد أنها اذكى من أن يخدعها
قطعت أفكاره طرقات رقيقه على باب الحجره ليأذن بها بالدخول
كانت نظرات التوجس التى تملئ عيناها تجعل قلبه ينقبض رفقا بها
لا تعلم بما تبدء الحوار أو كيف تسأله لتتكلم ببساطه
نور. انت كويس يايوسف
يفهم جيدا مغزى سؤالها ولكن حان الوقت ليلقى الكره فى ملعبها
يوسف.حاسس انى ابتديت افتكر شويه بس مش قادر افتكر كل حاجه قولى لى الصوره الى تحت دى بيتهى لبنوته اسمها شهد مين شهد دى يانور
بلعت غصه فى حلقها وجلست أمامه على إحدى المقاعد باستسلام
نور.انا اول مره اجى الشاليه هنا عارف ليه يا يوسف لانى كنت طول الوقت عندى ثقه أن المكان دا مكان لذكرياتك مع شهد ....شهد دى حبيبتك قبل ماانا ابقى مراتك
كانت تتكلم دون أن تنظر له ولكن بمجرد أن أنهت كلماتها رفعت عيناها لتنظر لوجهه والذى لم يظهر عليه اى مشاعر مما زادها حيره لتكمل كلماتها
نور .هى توفت فى حادثه
رفع كتفه بلا مبالاه لم تصدقه وتكلم بصوت هادئ لمس قلبها
يوسف.بيتهى لى ربنا عوضنى بيكى
ثم ركع أمامها وأمسك بيدها وقال بصوت رخيم
يوسف .انتى احسن عوض فى الدنيا يانور وعلشان اكون اكثر دقه انتى احلى حاجه فى الدنيا يانور وبيتهى لى عمرى ما كنت هبقى سعيد مع اى حد فى الدنيا قد ما انا سعيد معاكى دلوقتى

مالك القمرWhere stories live. Discover now