التاسع والثلاثون

1.5K 44 1
                                    

فتحت أعينها على مصرعيها وسحبت يدها بسرعه نظرت من النافذه بجانبها بهلع أنه معها فى الطائره المعلقه فى الجو الان اى أنه لا مفر منه ووالدها ليس معها
عادت لتنظر له بعد أن انكمشت فى مقعدها لا تعلم ما تقول أو بما تبرر محاولة سفرها بدون علمه
ولكن من الغريب أنه لا يبدو عليه الغضب بقدر شعوره بالانتصار
اما هو فكان ينظر لصاحبة العيون الزرقاء المتسعه والتى أصبحت وجنتيها بلون احمر قاتم يتماشى مع لون كرزية شفتيها وشعرها المنسدل فى ضفيره جانبيه وبعض الخصلات المتمرده تحيط وجهها
ما أراده الان وبشده أن يقبلها فقط
اما هى فإن كان بإمكانها أن تقفز من الطائره الان لفعلت
بلعت غصه فى حلقها اثر صمته ونظراته المعلقه على وجنتيها وشفتيها لا تعلم فيما يفكر هل ينوى صفعها مثلا ، لما ينظر لوجنتيها ...
حاولت أن تخرج الكلمات ولكنها فى حقيقة الأمر لم تستطيع أشارت بيدها فى اتجاه معاكس لها وكأنها تشير على أحدهم وقالت بتلعثم
سلمى.بابا هو اللى قالى اعمل كدا .....انا ....بجد...مش عارفه يعنى ....طب هو انت هتعمل لى حاجه
يرى أمامه طفله فى جسد يطغو عليه الانوثه لم يستطيع أن يكتم ضحكاته على خوفها الطفولى ليتكلم من وسط ضحكاته

ادهم .نوصل وبعدين نشوف هعمل ايه فى الهانم اللى المفروض انها مراتى وكانت ناويه تهرب ....

لتتلعثم أكثر وتدمع عيناها
سلمى.صدقنى ....انا

ليتكلم بصوت حنون بعد أن حاول ايقاف ضحكاته فهو يعلم جيدا أنه مسيره من العزاز
ادهم أهدى ياسلمى وبلاش عياط انا مش هأذيكى لانك ببساطه....
أراد أن يقول انها امتلكت قلبه ولكنه لم يعرف كيف أو متى ولكنه قال بعد أن صمت عدة ثوان
ادهم.لانك ببساطه مراتى
حاولت أن تجلس بأريحية فى المقعد وتنظر من النافذه لا أنها فى حقيقة الأمر تنظر للسماء تطلب عونا من خالقها
إلى أين ستذهب معه هل ستذهب لنفس الفندق الذى كانت ستكون ضيفه به هى ووالدها أم هنا مخطط اخر لها الآن
من المؤكد لن يتركها وحدها فهى فى نهاية الأمر زوجته كما يقول
أغمضت عيناها وكأنها ارادت أن تهرب من واقعها
ثم انكمشت فى مقعدها حقا كطفله خائفه
لاحظ حركتها أراد من أعماقه فى تلك اللحظه أن يحصل منها ليس فقط على قبله ولكنه أراد وبشده احتضان لربما ليس فقط لأنه يشفق عليها بسبب خوفها الزائد واراد أن يبث بداخلها طمأنينة وانما لانه أراد وبشده أن يحتضن تلك الحوريه الصغيره و خاصتا أنه يشعر أنها حوريه صغيره هاربه من الجنه
جلس بأريحية فى مقعده ينتظر أن تنتهى تلك الساعات ليصل بها لهذا البلده البعيده كل البعد عن والدها و لن يعود بها إلا عندما تصبح له قلبا وقالباً
لقد جاء صباح هذا اليوم الجديد الذى استعدت به قمر للنزول للعمل مع قاسم كانت معاملتها معه بجفاء للغايه وعلى الرغم من محاولاته الكثيره ان يتقرب منها ويعيد الود بينهم إلا أنه كانت تجافيه عمدا.

استعدت بأرتداء ملابس كلاسيكيه تناسب عملها فى مؤسسه كمؤسسة زوجها وعلى الرغم من بساطة الملابس إلا أنها تطغى بجمالها على تلك الملابس لتصبح ذو مظهر جذاب فبمجرد أن رآها قاسم شعر للحظات أنه يريدها أن تعود لغرفتها ولا يراها احد ولكنه من المؤكد لن يفعل فهو يريد أن يعيد لها حيويتها ويبعدها عن هذا الاكتئاب الذى سيطر عليها.

بلع غصه فى حلقه عندما رأى عيناها تلمع بمكر لم يراه قبلا....
تكلمت بجمود
قمر.صباح الخير
ليرد بوقاره
قاسم.صباح النور
اشار بيده له لتتحرك أمامه وبالفعل انصاعت له خرجوا سويا وتحركوا معا تحركت لسيارتها بعد أن دخلت الجراج ليعبس بوجهه ويقترب منها
قاسم.قمر انتى هتركبى معايا مش لوحدك
قمر.انا عايزه اركب عربيتى ياقاسم
قاسم.قمر انتى مراتى ومش هيكون من اللطيف أن كل واحد فينا يدخل الشركه بعربيه لوحده
نظرت له بضيق
قمر.خلاص تعالى اركب عربيتى وأنا هسوق
ضاقت عيناى قاسم وهز رأسه بلا مبالاه تتنافى مع ما بداخله من ضيق بسبب طريقتها
قاسم.لا ياقمر ....وبراحتك
واتجه لسيارته ليفتح بابها ويركب ويقود بسرعه فجائيه تنم عن غضبه مما تسبب فى احتكاك العجل بالأرض وإصدار صوت صفير تسبب فى افزاعها
لا تعلم لما وجدت الابتسامه طريقا لوجهها رغما عنها هل لأنها ومنذ فتره كبيره فازت بانتصار صغير ضده
ركبت سيارتها وأخذت نفسا عميق قبل أن تبدء فى قيادة سيارتها
ولم تمر دقائق وهى تقود سيارتها حتى أنها أرادت وبشده أن تركت سيارتها وتذهب لإحدى المطاعم لتحتسى قهوه
وبالفعل قادت سيارتها إلى أن وصلت لشارع به العديد من المطاعم معظمهم مغلق لربما لأن الوقت مازال مبكرا ولكن هناك أحدهم يقدم الفطور مع المشروبات الدافئه لم تكن خرجت من هذا المجتمع السكنى التى تسكن به ولكن هذا المطعم فى منطقه أكثر عمارا من تلك التى تسكن بها
دخلت المطعم وطلبت القهوه فقط جلست واضعه قدما فوق الأخرى وجلست بأريحية على مقعدها لم تمر دقائق حتى تم تقديم القهوه لها لتقد.احتستها بعشق لم يكن عشقها للقهوه أكثر من كونها تعشق تلك اللحظات التى تشعر بها أنها استعادت حريتها فهى ليست أسيرة منزل يسكن به القاسم وانما تقود سيارتها مجددا ذاهبه لعمل تمنت كثيرا أن تكون به وتجلس أيضا فى إحدى المطاعم وحدها تحتسى قهوتها المفضله أنها شعور الحريه التى عشقته دوما
مرت خمسة عشر دقيقه وهى مازالت فى المطعم لقد.لاحظ قاسم أنها لا تقود خلفه تسال هل هى سلكت طريقا آخر فى حقيقة الأمر لا يعرف ولكن القلق بدء يساوره
حاول أن يهدء ويمنحها القليل من الثقه وحاول أيضا أن يطمئن ذاته أنه من المؤكد لن تخذل ثقته بها
وصل للشركه ولقد تعمد فى اليوم السابق أن يخبر الجميع أنها أصبحت زوجته ولكنه لم يتخيل ما رآه عندما دخل إلى شركته
تتبع

مالك القمرWo Geschichten leben. Entdecke jetzt