الفصل الثالث و الثلاثون : عن سوناتات بتهوفن

6.2K 580 711
                                    

التصقت آليس بالعارضة الخشبية متأملة ألم يرها أحد قبل ان تختبئ ، ليس لرغبتها في التنصت رغم ان سماع شيء من هذه المسافة مستحيل ، فآخر شيء تتمنى حدوثه هو ان يمسكها أحد مع سكايلر و خاصة ميلي! سينقلب السحر على الساحر حتماً .

لم تنتظر قليلاً حتى استطاعت لمح ميلي تبتعد و بسكايلر يخاطب رفيقه بوجه كاظم ، اخذت آليس نفساً ثم ذهب حتى تنهي ما يجب عليها فعله و الذهاب فوراً دون اي وقت ضائع ، و قبل ان تسمح الى سكايلر بقول اي شيء أخرجت الكيس من جيبها قائلة بمعالم جامدة :

- الكيس معي و هو في جيبي كما ترى و لا أحد يعلم بأمره .

ثم مدت اليه الكيس ليتقطه و يشتم رائحته حتى يتحقق ، فقط تعابير وجهه في هذه اللحظة ؛ الولع ، الانتشاء و الهوس فقط من اشتمام كريستالات الميث الخمس ، خمس حبات بيضاء صغيرة قادرة على رسم هذا التعبير المهلوس على وجه طالب في الثانوية ؛ بلى انها المخدرات .

اعطاها الكيس من جديد فأعادته بصمت الى جيبها و استدارت حتى تغادر ، لكن سكايلر هذه المرة لم يدعها تفلت بسهولة! في اللحظة التي أمسك بها من رسغها و سحبها للخلف حثّ كالافعى في مسمعها :

- بالنسبة الى ميلي فلاديمير تظاهري بأنك لم تريها او بالأحرى .. أنسيّ ذلك ، مفهوم؟

ابتلعت رمقها و قد أخذ وجهها يشتعل حتى تصببت عرقاً كما قلبها المسكين الذي خفق في ذعر ، اكتفت بهز رأسها و كلمة سكايلر التالية أحرقتها كما يحرق الاسيد الجلد :

- جيدة ابقيّ مطيعة هكذا.

افلت رسغها لتكمل آليس طريقها من حيث أتت و بذل من ان تشتم سكايلر ، كانت تشتم نفسها و تمقتها ؛ تلعنها و تسبها بأسوأ الصفات لكونها دمية في يد شخص حقير و متعاطيّ كسكايلر! لم تشعر يوماً بالعجز كما شعرت به الآن! لما؟ لأنها و للمرة الأولى ايضاً تورطت في أمر يفوقها و يفوق قدرة أي شخص على مساعدتها او حتى تخليصها ،المخدرات! لقد هددها قائلاً بأنه سيقحمها معه إذ ما وشت به او فعلت شيء ما .

و مهما فعلت حينها لن تستطيع تخليص نفسها من تلك الورطة لذا كانت خطتها الوحيدة هي الانتظار حتى انتهاء هذا العام الدراسي ، الذي لم يتبقى له سوى شهر و نصف ربما فهم على مشارف أبريل ثم ستنتقل من هذه المدرسة و لن تراه ابداً .

.

.

.

رمت ذلك الكيس في درج ادويتها ثم ارتمت فوق فراشها بإنهاك ، ككل مرة بعد لقاءها بذلك المختل ، حدقت نحو كف يدها المزرق البارد و كيف بالنظر اليه فقط تدرك أن وضعها يزداد سوء لا أكثر .

أغلقت آليس عينيها و تقلبت نحو الجهة الاخرى من السرير ، حتى تنتبه الى معطفه المطوي فوق الكرسي ؛ كانت تنوي أخذه معاها اليوم لتعطيه اياه لكنها نست ذلك كلياً ، نهضت بتكلف و دون ان تنزل من فراشها حاولت تلافي المعطف من فوق الكرسي و بالتأكيد نجحت و سقطت ارضاً على وجهها ايضاً ، يا له من نذير مشؤوم!

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now