الفصل الثالث عشر : صديقتي الجديدة

7K 667 1K
                                    


عندما لا نريد خلق المتاعب لأنفسنا نحاول قدر الامكان الابتعاد عنها ، فقلوبنا أرقق من ان تتحمل هجاء الاخرين عليها .

دندنة لطيفة خفيفة تصدر من حلقها و هي تتقافز على العشب جاعلة شعرها الفحمي القصير ينط مع كل قفزة ، فلو لم يأتي أحد ليلعب معها فهي ستلعب مع نفسها و تسليها ؛ هكذا أقنعت سول نفسها حتى لا تخوض في المتاعب مع تعصب الطلاب نحوها و عدم إطاقتها ابداً.

جهلها لكرههم لها و نفورهم الذي اختلط ما بين الخائف و المتردد و المتعصب جعلها تدرك انها في غابة لا في مدرسة حيث البقاء لأقوى و لو كانت تمتلك القوة و لا تعلم كيف تستخدمها ، كانت تمرح بالقفز و تلعب حول الشجرة التي تتوسط الباحة متجاهلة كل العيون من حولها فقد اعتادت على ذلك.

إعتادت الدوران حول الشجرة ذات الجذع الضخم فقد كان صعباً ان ترى أحدهم من الجهة الاخرى ، ظهرت امامها فجأة فتاة صغيرة و لترعبها بقولها " بووه!" على حين غفلة مما جعل سول ترتعب و جراء ذلك تعثرت و وقعت على الارض بقوة ، شهقت الفتاة الصغيرة بخفوت و سارعت نحوها لتساعدها على الوقوف و لم ينفك فمهما الصغير عن نطق كلمات الاعتذار بسرعة و لبكة غلبت على نبرتها طفولية:

- هل أنتِ بخير؟ .. اووه انا اسفة اسفة لم أقصد إخافتك أرجوكِ سامحني .. انتِ لم تتأذي صحيح؟ يا الهي انا اسفة ..

قاطعتها سول و هي تنهض نافضةً التراب من زيها لتهدء هذه الثرثارة الصغيرة:

- لابأس انا بخير أتقبل أعتذارك فقط إهدئي.

إتستعت إبتسامة الفتاة حتى كادت خدودها ان تغطي عينيها البندقيتين قائلة بإعجاب:

- لديك لكنة جميلة حقاً! انا مغرمة بلكنة الامريكية و سماع أحدهم ينطق بها أمر جميل.

عقدت سول حاجبيها بعد فهم و توتر فتصرفات هذه الفتاة الودودة مريبة جداً ، أنها المرة الاولى التي يتصرف فيها أحد معها هكذا فقد كان الكل اما يتجاهل وجودها او الحذر من الاقتراب منها الا زمرة من المزعجين الذي باتوا في الاونة الاخيرة يحبون شجار معها ، ضحكت الفتاة بخفة واضعة يدها على رأسها و كأنها أدركت شيء ما فاتها قائلةً بمرح:

- في الحقيقة .. كنت دائماً ما أراقبك من بعيد و قد تمنيت حقاً التعرف عليك عن قرب و لكن لم أكن أتملك الشجاعة الكافية لتقديم نفسي.

عقدت سول ذراعيها امام صدرها و هي ترمقها بشك قائلة:

- و هل أتتك الشجاعة الكافية الان فجأة؟

إبتسمت الفتاة بريبة ناطقة بهدوء:

- أنتِ حذرة جداً ..

ثم سرعان ما إتسعت بسمتها بشكل مرح مردفة على وصال اكثر بهجة:

- بلى ... بالامس فقط علمت ان لا أحد يهتم سواء كونتي اي صداقات او ما شابه و أنهم لا يكرهونك بل هم غير راغبين في الاختلاط بإي فرد من عائلة روتشايلد بشكل خاص و كل ذلك بسبب خوفهم من أخيك و إبن عمك.

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now