الفصل السابع: لمرة واحدة فقط

8.6K 701 215
                                    

غرفة غلب عليها الظلام رغم كون الشمس ما زالت تنثر أشعتها في الخارج و بكل قوة حتى تتغلب على برودة طفيفة اختلطت مع نسمات الهواء.

رجل في عقده السادس لم يكن يجيد غير الجلوس على أريكته التي حُفر فيها مكان جلوسه ممسكاً بكأس من نبيذ الذي صرف عليه جزء من ثروته في نهاية سيكون مصيره الحمام.

أُشعلت الاضواء فجأة لتظهر راشيل مستندة على اطار الباب مكتفة ذراعيها و هي ترمقه بإزدراء قائلة على وصال متقزز:

- لا أمل فيك حقاً كل ما تجيد فعله هو الجلوس على تلك الاريكة العفنة و الخمور حتى صباح .... انني حقاً أتفهم والدك ... كان محق بإعطاء المجموعة بكل ما فيها الى جيرالد.

القى الرجل بالكأس من يده على الارض بقوة حتى تناثرت قطع الزجاج في كل مكان محدثة قبل ذلك صوت تحطم قوي و حاد ، صرخ عليها قائماً من مكانه و قد بدى تحت تأثير الخمر:

- كم مرة أخبرتك الا تنطقي إسمه راشيل؟ انظري الان ... لقد نال ذلك الحقير جزائه في نهاية.

عدلت راشيل من وقفتها و قد بدى عدم تأثرها بصراخه واضحاً من وجهها البارد ، ردت في سخط:

- لا ... لربما يكون قد رحل و لكنه لم يذهب خالي وفاض هكذا دون ان يرتك لك انت و أخيك الاحمق الاخر هدية سلبت منكما كل شيء .... لقد ترك شبلين ... لا بل أحدهما أسد بفعل اما الشِبل الاخر فهو أكثر خطورة و سيكون اسوء من شقيقه ديلان بآلاف المرات!

لم تكن حركته متزنة بتاتاً بحيث كان يتمايل بسبب السُّكر الذي هو فيه فأطلق ضحكة ساخرة مكملاً بإستهزاء:

- حقاً؟ ... أتقصدين ان ذلك القزم سيكون قادر على فعل شيء؟ ثم و لماذا تهتمين اصلاً راشيل؟ و الم تقولي لي في جنازة جيرالد ان كل شيء بيننا قد انتهى و انك غير آبها لما سأفعله؟

اتحدت نظراتها فتقدمت بخطوات قوية نحوه لترد بفتور:

- بلى و ما زلت عند كلامي لكن اذا كنت قد نسيت اننا نمتلك إبن و هو بحاجة الى ضمان لمستقبله ... لولا المدرسة التي ورثتها من أبي و لولا الاسهم التي أمتلكها في المجموعة لكنا الان نشحد ثمن رغيف الخبز .

ثم اشارت له مكملة في نبرة اكثر صرامة و تحذير:

- ليكن في علمك انني لن أدع جايكوب يخوض ما خضته او يلطخ يديه بدماء كما فعلت ... هو من سيدير المدرسة من بعدي لذلك تنحى عن طريقه يا رولاند و دع الفتى يعيش بسلام.

ابتسم رولاند و اصدر صوت إستنكار من حنجرته ثم تحدث بثقة :

- لا يا راشيل ... ربما لم تلاحظي و لكن جايكوب لن يرضى بالهزيمة ... لن يجلس مكتوف اليدين و هو يرى ابناء ذلك السافل يرتقون من نجاح لآخر .

حركت راشيل رأسها رافضة سماع المزيد ، لا تريد تدمير ما تبقى من الثقة التي تمحنها لإبنها رغم كل ما حدث مازالت تأمل أنه لن يكون كوالده في مستقبل و حتى ان كلفها ذلك المستحيل.

أغنية أبريل|| April SongHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin