الفصل الثاني : عائلة غريبة الاطوار

12.8K 946 507
                                    


أصوات طنين محركات الطائرات خلفت إحساساً بأن الأجواء مضغوطة بشكل يسحب الأنفاس من الرئتين ، هبطت طائرة من طراز بوينج X-33 كبيرة الحجم مشطوبة من ناحيتها العلوية و بالتالي مسطحة تماماً كان مما لا شك فيه أنها طائرة خاصة  هبطت على المدرج بسلام.

لم تهدئ محركات المركبة بعد حتى ترجل منها شاب في ربيعه السابع عشر ذو شعر حبري يتمايل مع نسيم الصباح العليل ، نزع نظارته الشمسية لتظهر عيونه الحادة رغم ذلك حملت الكثير من الحنين و هو يطالع السماء باشتياق رغم كونها السماء ذاتها لكن المشتاق دائما ما يرى سماء وطنه مميزة، استنشق هواء بكل شغف ليهمس مبتسماً:

- لندن .... ها قد عدت لكِ.

استدار خلفه ليرى فتاة صغيرة ذات شعر أسود القصير تنزل من الدرج و هي تجر دميها خلفها ، كانت تقفز على درجات بطفولية و تضحك باستمتاع كذلك شعرها كان ينط مع كل قفزة مما زاد من شعورها بالمرح ؛ لكن ذلك لم يدم حتى سمعت نبرته الباردة التي اخترقتها ليدب الرعب في قلبها:

- سول! أسرعي فليس لدي اليوم بطوله.

توقفت سول عن القفز و نزلت بسرعة ما تبقى من الدرجات فجأت اليه لتقف بجانبه بصمت و جمود و قد ضمت دميتها اليها بقوة .

اتى اليها رجل في عقده الاربعين يرتدي بذلة سوداء و نظارات دائرية العدسة ، لم يكلف نفسه بإنحناء لكنه تحدث بنبرة هادئة و لبقة:

- أهلاً بعودتك سيدي الصغير ، سعيد برؤيتك بصحة جيدة.

امال برأسه قليلاً ليرد عليه بنفس النبرة الباردة و الامره:

- لم أعدك سيدك الصغير بعد الان آندرو! لدي اسم كما تعلم و هو رايان!

نزع نظاراته الشمسية ثم اشار له بنظراته الشمسية ليكمل:

- أحفظه جيداً!

ارتسمت على شفتي آندرو ابتسامة صغيرة ثم رد بلهجة فاترة:

- سيكون من الصعب الاعتياد على ذلك خاصة ان سمع الرئيس بأمر.

رفع رايان حاجباً بإستنكار قد بداً عليه القليل من التفاجئ فرد بنفس البرود:

- و منذ متى و انت تخاف من غضب ديلان؟

- منذ ان صار الرئيس.

رد آندرو ببساطة و قد بدت ملامحه هادئة الى حد كبير على عكس رايان الذي اظهر تعابير الانزعاج على وجهه البارد ليتقدم و يقف امامه قائلاً بلهجة ساخرة:

- اذا عليك ان تخاف مني ايضاً لانني سأنتقم منك على الجحيم الذي اذقتني اياه.

ابتسم آندرو و رد ببساطة:

- اتطلع لذلك.

ارتدي رايان نظاراته الشمسية بطريقة مستفزة ثم تجاوزه دون ان يعيره اي اهتمام ؛ تبعته الصغيرة سول لكنها توقفت بجانب اندرو و هي ترمقه بإستغراب ، ابتسم اندرو لمنظرها الظريف ليرسم تعابير دافئة فحدثها و هو ينحني قليلاً بمرح:

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now