الفصل الخامس و الأربعون : ليست بريئة

3.1K 330 339
                                    

لا أحد بالمنزل و لا شك أنهم سيعودون بعد الثالثة لذلك حتى ذلك الحين هو بمفرده  و أول ما تبادر الى ذهنه أن عود سيجارة سيكون جيداً جداً ، أنها الظهيرة بالفعل لكنه  استيقظ تواً و هذا ثاني أسوأ شيء قد يقوم به بعد الذي فعله بالأمس و لأن عقله بدا و كأنه يبحث عن أتفه اشارة أو وسيلة حتى يستحضر له ما حدث بالامس فقد عادت اليه الأحداث و دارت إسطوانة من جديد من البداية منذ ان أوقفته والدته على الدرج حتى قامت بصفعه و طرده من المنزل و كيف يجعل من هذا أفضل؟ تذكر بأنه قد أفسد موعده اليوم مع آليس و أنه لا يمتلك أي وسيلة لا الآن و لا تالياً لتواصل معها ، كل محاولاته لإصلاح الجسر المتضرر بينهما قد باءت بالفشل و لن يستغرب وقوعه حتى ، يعرف آليس جيدا و لا شك بأنها تحترق غضباً لكونها تظن بأنه تركها ؛ لن تغفر له هذا ابداً!

فرك مقدمة شعره و نهض ليغتسل و يغسل أفكاره التي لن تُنظف على أي حال ، عيونه ظلت جافة و كان هناك ثقل في رأسه بسبب نومه لوقت متأخر ليس معتاداً القهوة في الصباح و لكنه بحاجة اليها أكثر من الافطار الآن،  ذهب الى المطبخ باحثاً عن البُن و محضرة القهوة و لأنه لا يعلم أين يضعهما اندرو قلب المطبخ رأساً على عقب حتى وجدها .

جلس على الاريكة و هو يحتسيها في كل دقيقتين يأخذ رشفة و بين الرشفة و الأخرى كانت الافكار تتبادل بين محاولة التنبؤ بأي نوع من الليالي قد مرت على عائلته و ما الذي سيخبره اندرو حينما يعود و بين  حال آليس الآن و ما الذي تفعله بعد أن تجاهلها و هل قررت حذفه من حياتها أم  لا يزال هناك فرصة ، كل من تلك الافكار كانت تأخذ دورها بإنتظام بعد كل رشفة لدرجة أنه اكمل الكوب بارداً .

شتت أفكاره صوت قفل الباب و هو يفتح ، لم يلتفت اليه لأن ادراكه مازال بطيئاً بعض الشيء حتى سمع صوت اندرو يقول و هو يأخذ خطواته نحوه  :

- تبدو و كأنك قد استيقظت الآن.

- على وجه الدقة منذ نصف ساعة فحسب.

نظر اليه قائلاً ذلك و هو يرفع كوب قهوته كدليل على صحة كلامه ، و دون أن يبدي أي تعابير تدل على رغبته بمعرفة ما قد يقوله اندرو و ما أن كان قد قابل ديلان أم لا ، كان خملاً لا يدري هل خموله هذا بسبب عدم جدوة الكافيين في هذه القهوة أم لأنه لم يعد مكترثاً بأي شيء منذ الأساس لعل كثرة التفكير و وضع الاحتمالات سلبت كل غضبه أو ذهوله رغم ذلك كان تهربه من النظر إليه بهذه واضحاً ليس و كأنه ينتظر منه أي أخبارة سارة على كل حال ، سار اندرو ناحية المطبخ المفتوح و تحديداً نحو محضر القهوة قائلاً :

- لهذا لم أرغب بإيقاظك على الإفطار لأنك شربت دواء السعال ... رغم كونك بدوت بصحة جيدة ليلى أمس .

أهو يسخر منه أم أنه متعجب؟ شخص لم يمتلك اعراض الرشاح لما سيشرب زجاجة دواء كاملة؟ ظن أنه براين من فعل هذا و أراد عتابه على ترك الزجاجة على الطاولة دون رميها في سلة المهملات لكنه أنكر ، و لا ثالث في هذا المنزل سوى رايان فلم يرغب الثاني بمراقبته لذلك نطق و هو يحرك رواسب البُن في كوبه بعد أن فهم مقصده :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أغنية أبريل|| April Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن