الفصل التاسع : ابن الموظف

12.5K 937 317
                                    

ما أسوء ان نظل نركض و نركض قاطعين اكبر مسافة ممكنة و عندما نظن اننا وصلنا لنهاية نجد اننا عندنا من حيث بدأنا.

بضبط كما تفني سنين من عمرك في نسيان او بناء حلمك ثم يأتي أحد ما ، و بلمسة واحدة يحطم كلما سعيت جاهداً لتحقيقه.

عندما عاد رايان الى المنزل قام بتفقد سول اولاً، دخل الى غرفتها للمرة الاولى و خطى بهدوء على بلاط حتى لا يصدر صوت عالي و يُقظها ، كانت نائمة بسلام تناثرت بضع من خصلاتها الفحمية الشبيهة بخاصته على خدها و قرب شفتيها ، انحنى رايان بهدوء ابعد تلك الخصلات المتمردة و لسبب ما نظر اليها بحزن شديد و قد إعتصرت ملامحه في آلم .

لم يتحمل البقاء و نظر اليها اكثر فإستقام بجذعه و نوا الذهاب حتى اعاقته القطة شيرو لما التصقت برجليه و صارت تخرخر و تمؤ بصوت عالي ، خاف رايان من ان تقوم شيرو بإقاض سول فقام بحملها و الخروج بها بسرعة ، اغلق باب غرفة الصغيرة بهدوء و انزل القطة بعد ان ربت قليلاً على رأسها .

نزل لطابق السفلي من جديد و جلس على الاريكة المقابلة لمدخل غرفة الجلوس حتى يرى ديلان حينما يعود ، عقد يديه اسفل ذقنه و وضع مرفقيه على افخاده في حين شرد عقله بتفكير في محاولة السيطرة على اعصابه و التفكير بمنطقية ، لكن كل شيء منطقي كل شيء واضح لقد كانت هناك تقف و تضحك بكل سعادة و تتبادل الاحاديث و الابتسامة بصدر رحب و بهجة.

كان يتمنى سماع صوت فتح الباب في ذات الوقت كان في غاية القلق منه ، فكر في الخروج و عدم البقاء الليلة هنا في ذات الوقت كان ينتظر قدوم ديلان و لن يتزحزح من مكانه حتى لو بقى جالس لصباح ، كان صوت الباب و هو يفتح اول ما انتشله من فقاعة أفكاره كذلك ازدادت ضربات قلبه قلقاً و جف حلقه خوفاً.

الى ان تلك الاضطرابات اختفت حالما رأى ديلان يمسك بترابزين الدرج و كاد يصعد اول درجات انتبه خلفه ليرى رايان متوجه نحوه كما النمر ينقض على فريسته.

- رايان مازلت مستقيظ؟

سأل ديلان بإستغراب الى ان رايان جاوبه بإنقضاضه عليه و سحبه من ياقة قميصه بكل قوة و هو يصرخ:

- لماذا كذبت علي؟ لماذا قلت انها ليست هنا؟ ما الذي جعلك تفعل هذا ديلان؟

صرخ على شقيقه و قد كادت حباله الصوتية تتقطع من حدة صوته ، توسعت عيني ديلان بصدمة و لم يستوعب الامر مباشرة فقال مهدأ أخوه:

- رايان إهدأ! ... دعني افهم كلامك اولاً.....

صك على اسنانه في غضب فشد على ثياب ديلان اكثر قائلاً بحقد:

- بل انت تفهم كل شيء لا تتحامق معي! جيما ... جيما رادكيلف ... ما الذي تفعله هنا؟! الم تقل انها قررت العيش في خارج البلاد اذا لماذا هي هنا؟!

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now