الفصل الواحد و الأربعون : كوابيس صغيرة

5.4K 438 253
                                    

كانت مجرد رغبة متطرفة غطت لبعض من الوقت على هواجسه ، أراد أن يكون أنانياً أكثر ، متطرفاً أكثر! الا أنه لم يرغب بخسارتها مجدداً ...

على كلٍ لم تكن هذه نواياه في البداية ، فهل من العادل أن يسبح هو بين أهوائه بينما شقيقه مرميّ الآن بزنزانة ما و كلا من والدته و زوجة شقيقه يحترقان ببطء؟

نظره كان مثبتةً نحو الأمام لكنه لم يكن يبصر جيداً ؛ لإنغماسه العميق في أفكاره خيم الضباب على عينيه و بات كل من حوله مجرد خيالات غير واضحة ، ماذا سيحدث بعد الآن؟ هل شقيقه جالس في الزنانة أم يخضع لتحقيق؟ كيف سيتم نقله غداً الى مانشستر؟ كيف ستجري المحاكمة؟ بالتأكيد سيتم إعتباره مذنباً! كيف ستبلي بياتريس لوحدها و في وضعها الصعب؟ أن تم إقرار الذنب على ديلان هل ستكون بخير؟ ماذا عن آليس بالتأكيد ستعلم بهذا الأمر! كيف ستبلي هذه المهملة؟ بالتأكيد ستخرج في الأيام المقبلة من المشفى اي أن أحداً لن يكون على تركيز تام و رعاية كافية لها بعد الآن فهل ستكون بخير؟

هل سيكون قادراً على رؤيتها قريباً؟

و ذلك القليل من الكثير ، كل سؤال و هاجس كل فكرة و خاطرة أخذت نصيبها لبضع لحظات بالتفكير ثم تغادر لتسمح للأخرى حتى بات يشعر بالصداع و الثقل في رأسه ، لم يكن لينتبه لتلك الفتاة حتى إستشعر ضربات خفيفة على كتفه و حتى حينما التفت أخذ بعضاً من الوقت ليعيد انتباهه و تركيزه من جديد .

- أرجوا المعذرة و لكنني ناديتك عدة مرات و لم تجب.

كانت ذات الغريبة صاحبة الخصلات الزرقاء التي رأها في غرفة آليس منذ قليل ، الآن أدرك رايان انه ما يزال يسير داخل أروقة المستشفى و لم يخرج بعد ، طرف عدة مرات ليستجمع تركيزه ثم نطق بخفوت :

- كنت شارد الذهن للحظات ، هل أستطيع مساعدتك بشيء؟

- في الواقع ....

زمت الفتاة شفتيها و حدقت بعيداً للحظات ، حركات أعينها الواسعة شفتيها و رأسها ، كانت تنبؤ عن فتاة خفيفة خاصة مع تلك النظرات في عينيها و هي تقول :

- لم أرك من قبل ، و اخشى كونك احد اولئك المزعجين.

عقد رايان حاجبيه ، مزعجين؟! من تقصد بالتحديد؟ أراد سؤالها عن مقصدها لكن اعينها و انيابها المكشوفة اجبرته على الاجابة اولاً:

- بإمكانك سؤال آليس عندي فلا يبدو انك ستصديق ان قلت لك عكس ذلك .

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now