الفصل الخامس و الثلاثون : نهاية الرهان

7.4K 654 749
                                    

تمنت لو انها تتوهم ، ان عقلها يخدعها فقط في مزحة سمجة لا أكثر لكن لا يمكن لعينيها ايضاً أن تكذب ، الكأس التي وقعت مصدرة صوت تحطم وسط أجواء ملأتها الهمهمات و الموسيقى الهادئة و الضحكات ايضاً و كأن ذلك كله توقف للحظة حتى يتسنى لهم سماع صوت التحطيم وسط تلك الضجة ، لكن آليس بذاتها لم تسمعه .

ابتسم سكايلر بإتساع مستمتع من رؤية الهلع في كل زاوية من تقاسيم وجهها ، استقام بجذعه يرفع رأسه بتعالي و على ذات الوصال تحدث :

- يا لها من صدفة جميلة .

عادت آليس خطوة الى الوراء بحذر فداست على قطع الزجاج المكسور بحذائها حينها فقط تذكرت انها كانت تحمل كأس و يبدو أنها قد وقعت ، أخذت لمحة خاطفة على من حولها و في كل مرة تتلاقى أعينها مع أحدهم مِن مَن يحدقون بفضول ؛ يتهرب الثاني بأعينه و كأنه لم ينتبه ، تمسكت آليس برباطة جأشها راكلة كل هلعها و صدمتها جانباً و ببرود ردت :

- بلى .. آخر ما توقعته هو تواجدك هنا.

- ذات الأمر بالنسبة لي .

رد سكايلر مجارياً لكنتها الغير المتحدية ، هزت آليس كتفها و قبل ان تستدير رمت بكلماتها :

- إذا .. استمتع بوقتك سأذهب .

و ما كان الثاني ليدعها تذهب في سلام و الا لما كان قد أتى اليها من الأساس ، أمسك ذراعها بقوة و كفه البارد الذي لامس جلدها من فوق قماش الدانتيل جعلها تشعر بالقشعريرة ، رد ملطفاً من صوته قدر الإمكان :

- لما بهذه السرعة؟ ما رأيك بشراب كحولي و نحن نتسامر؟

- لا أشرب الكحول .

ردت مباشرة رامية نظرة قصير اليه بطرف عينها ، زاد الضغط على ذراعها و بنبرة اشبه بالتهديد رد سكايلر دون ان ينزع يده المحكمة من على ذراعها :

- إذا هذه ستكون مرتك الاولى ... ماذا تفضلين؟ الشمبانيا أم ..

اقترب أكثر متحدثاً في اذنها بشكل يسبب الصفير فيها مردفاً :

-كريستالات الميث؟

نفضت آليس ذراعها بسرعة و استدارت نحوه ، الجزع و الخوف كانا في كل تفصيل بسيط من محياها بلى ؛ تلك التعابير المرتعبة فقط هي ما جعلت سكايلر يضحك بجنون ، تمالكت آليس ذاتها رغم ذلك لم تستطع منع جسدها من الارتجاف انه مريض مختل! من المحال أن يكون هذا الفتى طبيعي مطلقاً!

- ما خطبك؟ كنت أمزح .. بالطبع .

- اذا انتهيت من المزاح غادر .

صكت الفتاة على اسنانها و جسدها لم يتوقف عن الارتعاش ، كانت تكابر على مشاعرها و تدعي الصلابة رغم ان لا شيء من ذلك بارز عدا الرهبة لكنها قطعاً ما كانت لتستمر بالإظهار ذلك ، قلص سكايلر المسافة التي ابتعدتها آليس قائلاً :

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now