الرياح هادئة ، و ثلج خفيف و كذلك الشمس ؛ كانت مشرقة بشكل بسيط في عاصمة الضباب ، و قد كان هذا على عكس المتوقع فالعاصفة التي هبت الليلة الماضية جعلت الجميع يجزم بأن الأجواء ستكون أسوء ما يمكن تخيله غداً .
- إنها الطبيعة على أي حال.
تمتم رايان و هو يحدق نحو السماء المسودة و الملبدة ثم إلتفت الى الوراء ليرى والدته و هي تنزل من السيارة بكل روية ، أغلق جفونه للحظات ثم أكمل مسيره نحو الداخل بصمت إلا أن جيما التي ظلت واقفة تتأمل بناء المدرسة و تصميمه بتمعن نادت على رايان قبل ان يبتعد أكثر :
- إنتظر ...
التفت رايان نحوها تعلو محياه نظرة خاوية ، فإردفت جيما و هي تسير نحوه:
- أرشدني إلى مكتب المديرة.
أزاح بصره من عليها و كأنه يراجع ما سيقدم عليه قبل ان يتمتم قائلاً:
- حسناً.
.
.
.
كانت جيما تسير خلف رايان و اعينها تتنقل بين الجدران و النوافذ في حين أن تعابيرها كانت جامدة بحيث لن تعلم في ماذا تفكر تلك المرأة ، لكن من نظرة اخرى عدم تعليقها على المكان و جمود تعابيرها بدا و كأن المكان قد نال إستحسانها ، أعادت نظرها نحو إبنها سائلة إياه :
- اين يقع صفك؟
- في طابق الثاني.
أجاب رايان على الفور في رد قصير يتطابق مع السؤال ايجاباً و سلباً لتعيد جيما السؤال مجدداً:
- متى تبدأ الحصة الأولى؟
- بعد نصف ساعة.
حوار رسمي أكثر مما يكون بين أم و إبنها و من حسن الحظ انهما وصلا الى المكان المطلوب و قبل ان يعلمها رايان أنهما وصلا ظهرت نائمة المديرة و قد بدت مستعجلة ، لكن تعابيرها تحولت الى إضطراب و توتر عندما وقعت عيناها عليهما لتقول بنبرة مرتبكة:
- اوه ... اهلا بك سيدة روتشايلد و .. و شكراً لتلبيتك الدعوة.
أجزمت نائبة المديرة انها تابعة لعائلة روتشايلد فقط لرؤيتها مع رايان و قد رمت الآخر بنظر جانبية قصيرة منزعجة عندما تذكرت إستقبالها له في أول يوم من المدرسة ، مدت نائبة المديرة يدها بغية المصافحة و هي تعرف عن نفسها:
- انا نائبة المديرة فلانتين ، ناتالي هولمز.
مدت جيما يدها لتصافحها برؤوس أصابعها و هي ترفع حاجباً بعدم فهم :
- فلانتين؟ بل يجب ان تكون روتشايلد!
رد رايان بإقتضاب موضحاً:
أنت تقرأ
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...