الفصل الخامس و العشرون : شتاء يناير

6.6K 613 1.6K
                                    

الرياح هادئة ، و ثلج خفيف و كذلك الشمس ؛ كانت مشرقة بشكل بسيط في عاصمة الضباب ، و قد كان هذا على عكس المتوقع فالعاصفة التي هبت الليلة الماضية جعلت الجميع يجزم بأن الأجواء ستكون أسوء ما يمكن تخيله غداً .

- إنها الطبيعة على أي حال.

تمتم رايان و هو يحدق نحو السماء المسودة و الملبدة ثم إلتفت الى الوراء ليرى والدته و هي تنزل من السيارة بكل روية ، أغلق  جفونه للحظات ثم أكمل مسيره نحو الداخل بصمت إلا أن جيما التي ظلت واقفة تتأمل بناء المدرسة و تصميمه بتمعن نادت على رايان قبل ان يبتعد أكثر :

- إنتظر ...

التفت رايان نحوها تعلو محياه نظرة خاوية ، فإردفت جيما و هي تسير نحوه:

- أرشدني إلى مكتب المديرة.

أزاح بصره من عليها و كأنه يراجع ما سيقدم عليه قبل ان يتمتم قائلاً:

- حسناً.

.

.

.

كانت جيما تسير خلف رايان و اعينها تتنقل بين الجدران و النوافذ في حين أن تعابيرها كانت جامدة بحيث لن تعلم في ماذا تفكر تلك المرأة ، لكن من نظرة اخرى عدم تعليقها على المكان و جمود تعابيرها بدا و كأن المكان قد نال إستحسانها ، أعادت نظرها نحو إبنها سائلة إياه :

- اين يقع صفك؟

- في طابق الثاني.

أجاب رايان على الفور في رد قصير يتطابق مع السؤال  ايجاباً و سلباً لتعيد جيما السؤال مجدداً:

- متى تبدأ الحصة الأولى؟

- بعد نصف ساعة.

حوار رسمي أكثر مما يكون بين أم و إبنها و من حسن الحظ انهما وصلا الى المكان المطلوب و قبل ان يعلمها رايان أنهما وصلا ظهرت نائمة المديرة و قد بدت مستعجلة ، لكن تعابيرها تحولت الى إضطراب و توتر عندما وقعت عيناها عليهما لتقول بنبرة مرتبكة:

- اوه ... اهلا بك سيدة روتشايلد و .. و شكراً لتلبيتك الدعوة.

أجزمت نائبة المديرة انها تابعة لعائلة روتشايلد فقط لرؤيتها مع رايان و قد رمت الآخر بنظر جانبية قصيرة منزعجة عندما تذكرت إستقبالها له في أول يوم من المدرسة ، مدت نائبة المديرة يدها بغية المصافحة و هي تعرف عن نفسها:

- انا نائبة المديرة فلانتين ، ناتالي هولمز.

مدت جيما يدها لتصافحها برؤوس أصابعها و هي ترفع حاجباً بعدم فهم :

- فلانتين؟ بل يجب ان تكون روتشايلد!

رد رايان بإقتضاب موضحاً:

أغنية أبريل|| April Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن