الفصل الثاني و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثاني

5.4K 565 368
                                    

اوحت الاجواء المحيطة على مأدبة العشاء بالدفء و الهدوء ، لكنها قطعاً لم تكن كذلك! فالدفء المصطنع أتى من بعض الشموع الصغيرة المستعملة لزينة على الطاولة و الهدوء ، كان لأن الجميع يأكل بصمت دون إحداث اي حوارات عائلية لا معنى لها .

كان من الواضح ان جايكوب يتظاهر بالأكل بينما هو يلعب بطعامه ، أم والدته المديرة راشيل لم تكن تبدي اي تعبير يدل على الراحة بسبب هذه الاجواء الثقيلة و الغير معهودة لديهم ، فهذه التجمعات العائلية البسيطة لم تكن تحصل الا في المناسبات الخاصة كاليوم.

القت راشيل نظرة خاطفة على زوجها الجالس على رأس الطاولة ، ثم اعادت النظر نحو اصناف الطعام الجامدة بعد علمها ان هذا العشاء قد يطول قليلاً وسط هذه الاجواء الثقيلة ، تظاهرت بالامبالاة و هي تتحدث كاسرة هذا الصمت:

- لقد عادت جيما مجدداً.

رفع جايكوب رأسه ليكون اول ما يراه هو تعابير والده المصدومة ، كان يجد المتعة بتأمل هذه التعابير تعلوا محياه ، تحدث رولاند بعد ان تمالك نفسه:

- متى عادت؟

- بالامس .. لا أحد يعلم فما الذي تخطط له تلك المرأة و لكن ...

وضعت الملعقة على الطاولة مستأنفة :

- انا واثقة من انها لم تعد فقط لقضاء العطلة لذلك ...

نظرت راشيل نحو زوجها بأعين متكبرة و مستنكرة قائلة:

- يستحسن لك البقاء في المنزل تجنباً لأي إحتكاكات لا طائل منها .. الامر ليس صعباً عليك صحيح؟ فهذا ما تجيد فعله على اي حال ...

ضرب رولاند الطاولة بقبضة يده القوية محدقاً براشيل و العروق حول عينيه قد برزت ليقول من بين اسنانه بسخط:

- تعلمي كيف تختارين كلماتك عندما تتحدثين معي! ..

قلبت راشيل عينيها ببرودة اعصاب غير مبالية من عصبيته البليدة هذه ، جايكوب أخرج نفساً ساخراً بعد رؤيته لبرودة والدته فقال بصوت خافت و هو يدعي تناول الطعام :

- لم أكن أعلم أن أثاث المنزل قادر على الحديث .

حينها اكتفى من هذا العرض واضعاً الملعقة جانباً ثم نهض معلناً بتكلف:

- لقد شبعت .. سأصعد الى غرفتي الان.

أرادت راشيل سؤاله فهو لم يأكل شيء لكن رولاند تحدث أولاً فقال بصوت ثخين :

- انت تحسن بتقدير نفسك حقاً .. لقيط مثلك سيكون من الافضل الا يفرط في الاكل .

ضربت راشيل الطاولة بيدها صائحة به بغضب:

- هل جننت؟! ... ما هذا الهراء الذي تتفوه به!

جايكوب الذي هدء أعصابه فوراً نظر الى والده الجالس على يمينه و قال ببرود :

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now