الفصل الثاني

100 14 2
                                    


 لحظات فقط حتى سمع محمود صوت محرك سيارة وهي تتوقف في ممر المنزل ،ولابد من ﺃن ذاك كان طارق ﺃخاه الاكبر عاد من المكتب المحاماة الذي يملكه ،في ذلك الوقت رفع رأسه من على سريره ثم توجه من اتجاه باب الغرفة وفتحه ، بغية النزول ﺇلى الطابق الأرضي .

فمحادثة صغيرة مع ﺃخيه الاكبر ستخفف عنه الضغوطات التى يزخر تحتها هذه الفترة ، وليس هذا فحسب فطارق لطالما كان ﺃول داعم للأصغر و بالرغم من ﺇختلاف شخصيتهما ﺇختلاف الليل والنهار ، ولكن كان دائما هذان الاثنان يحاولان ﺇيجاد نقطة لقاء .

وما هي إلا دقائق حتى وصل محمود ﺇلى قاعة الجلوس ، ﺃين كانت الاضواء خافتة وهناك ﺇقترب من مفتاح النور وقام بالضغط عليه ، لتعود الحياة مجددا لقاعة الجلوس ولحظات فقط حتى دلف طارق ﺇلى الداخل و كان بصدد الصعود مباشرة ﺇلى غرفته كي ينال قسطا من الراحة ، ولكنه عندما لمح محمود جالسا توقف وعاد ﺃدراجه ليحي ﺃخاه بسخرية

_مساء الخير دودة الكتب !

ضحك محمود على ذلك التعليق الطريف ولكن هل سيبقى ساكتا ، بالطبع لا فعليه رد الصاع ﺇلى الاخ الاكبر ليعقد حاجبيه ويقول بنبرة ﺇستهجان

_لا ! طارق لا تقل لي بأنك قد عدت ﺇلى لعب القمار ومعاقرة الشراب مجددا ،ﺃنا لا ﺃصدق هذا !

رفع طارق حاجبه عاليا على وقاحة الاصغر ، بينما ﺇنفجر محمود ضحكا على تراتيل وجه ﺃخيه المتعبة والتى تغيرت جراء تلك النكتة السخيفة ،ولم يشعر هذا الاخير إلا بوابل من الوسائد كان يلقيها الاكبر بدون توقف ،ليقول محمود مترجيا طارق بالتوقف

_ﺃنا آسف طارق ﺃنا آسف هاهاهاهاههاهاهاهههاااااا !

ﺃخذ طارق نفسا عميقا وتوقف عن ضرب ﺃخيه بالوسائد ، ثم عدل سترته وعاد لمكانه جلس بعد ذلك وضع رجلا فوق رجل وقال بغرور

_تأدب عندما تخاطب ﺃخاك الاكبر !و الآن ﺃخبرني ما ﺃخبار المقال هل ﺇنتهيت من كتابته !

قام محمود بترتيب تلك الوسائد في ﺃماكنها والأخيرة وضعها خلف ظهره ، جلس ﺒﺈعتدال فوق الكنبة ليضيف

_لقد وجدت ﺃخيرا ما كنت ﺃبحث عنه ،فتاة سجينة يبدو بأنها كانت ضحية زواج مبكر ، ﺇنتهى بطريقة سيئة سأذهب غدا لزيارتها في السجن وسنرى !

لم يكن طارق يفهم سبب تعلق ﺃخيه بهذا الموضوع بهذه الطريقة الرهيبة ،فهو لا يأبى الكتابة إلا حوله ،ومع ذلك كان يدعمه ويقف ﺃلى جانبه ويشجعه ، فهو اﻷخ الاكبر ، في ذلك الوقت تقدم بجسده ﺇلى اﻷمام ثم قال

_ الدخول ﺇلى السجن ليس باﻷمر الهين فأنت تحتاج للقيام ببعض الاجراءات ولذلك تعال غدا ﺇلى مكتبي لكي نباشر فيها !

ابتسم محمود ﺇثر سماعه لكلام طارق ، فكمية الدعم التى شعر بها للتو جعلته ينسى كل الصعوبات التى مر بها والتى لا يزال يمر بها ،ليقول ﺒﺈمتنان

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now