الفصل الثامن عشر

47 9 0
                                    


خائنة مع سبق الاصرار !

توقفت العاصفة وجفت دموع السماء الغزيرة ، وصارت تلك الغيوم الرمادية تتفرق من كبد السماء ،سانحة فرصة للشمس للخروج ولو قليلا قبل رحليها وراء الجبال ، كانت قرابة الرابعة مساءا وكان وقت خروج الموظفين من العمل .

في مقر الجريدة ،كان الموظفون يهمون بمغادرة قاعة المحاضرات ، بعد ﺃمسية شيقة ،كان المرشحون خلالها قد سلموا المقالات ﺇلى لجنة التحكيم ،والتي كانت مكونة من العديد من الصحفيين والكتاب المعروفين و الموهوبين ، حيث لم يستغرقوا وقتا طويلا ،وقاموا بإعلان الفائز بالمسابقة وبمنصب رئيس التحرير ، وبعدما احتفلوا واثنوا على جميع المتسابقين ،تفرقوا و كل شخص كان سيذهب في طريقه ، ومن بينهن طاهر ولكنه قد اضطر للوقوف مع بعض زملائه الصحفيين ، الذين حضروا اليوم تلك المناسبة المميزة ،

حيث كانوا يتحدثون عن المقالات ،التى وقعت بين ايديهم اليوم ،والتى كانت تبشر بمستقبل واعد للصحافة في البلاد ،وما هي إلا لحظات حتى تفرقوا ، وبينما طاهر كان بصدد الخروج من الباب لمح محمود ،وهو يتقدم منه وهو في حالة لا يرثى لها ليقول باستغراب

_محمود !

كان محمود يسرع كيف يلحق بطاهر ، قبل ﺃن يخرج من الجريدة وهاهو الحمد لله قد ادركه ،ولكن قبل ذلك ﺃراد استرجاع انفاسه ثم اقترب منه وبدﺃ بالشرح له

_ﺃنا اعلم بأنني لم اسلم المقال اليوم كما هو متفق عليه ، ولكنني تعرضت لحادث كما ترى ،واليوم استيقظت من سباتي وﺇن منحتني فرصة حتى يوم اعلان نتائج المسابقة ،سأسلمك اياه ﺃنا اعدك بذلك ﺃريد فقط فرصة واحد !

في ذلك الوقت رفع طاهر يده وأوقف محمود ، الذي لم يكن لديه علم بما حصل اليوم ،ثم مرر لسانه فوق شفتيه وأردف

_لقد استلمنا المقالات اليوم وأعلنا عن الفائز في نفس الوقت ﺃنا آسف جدا محمود !

لابد من ﺃنه يمزح ، هذا هو التفسير الوحيد لابد من ﺃنه يمزح ، ﺃو يريد ﺇخافته فقط ،اقترب محمود من طاهر وقد اظلمت عيناه حيث وضع يديه على ياقة قميصه ،وصار يرجه ويصرخ في وجهه في نفس الوقت

_لقد فعلت هذا عن عمد ﺃليس كذلك !

ركض زملائهم في الحال ،وصاروا يقومون بإبعادهم عن بعض ،ولكن محمود كان فقط في البداية ، فهو قد اكتشف للتو هوية من قام بدفع اللصين للإغارة على حقيبته ، ليقوم بدفع صديقه بلال على جنب ، ثم يعود مجددا ﺃمام طاهر ويرفع يده ويشير عليه

_ﺃنت من دفعت لؤلئك اللصين ليسرقا حاسوبي ، ﺃنت طاهر بن زعرور ﺃيها الحقير ، وعندما عرفت بأنني نائم في المستشفى قلبت كل شيء لما يخدم مصلحتك !

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now