الفصل العشرين

45 10 0
                                    

هروب اضطراري !

لكل شخص منا طريقته في الهروب ،من الواقع المر والمشاكل ،فمنا من يأكل لكي ينسى وبين الطعام يجد ملاذه الامن ،منا من يستعين بالله ،فيخر راكعا بين يدي الغفور طالبا منه رفع تلك الاثقال التى لا طاقة له بها عن كتفيه ،ومنا من ينام ويحلم وفي وسط تلك الاحلام اللذيذة ، يجد عزائه من خلال نسج واقع مغاير لذلك الذي يعيشه اﻵن والذي جعله يهرب سابقا ، وشمس الاصيل اختارت النوم للهرب من واقعها !

كانت لا تزال في المستوصف ، فجراحها لم تندمل بعد ،ﺇلى جانب حالتها النفسية التى كانت في تدهور مستمر ، ولأنها لم تكن امرأة عادية تحب ﺃن ينظر ﺇليها بعيون الشفقة ،كانت تبقى نائمة طوال الوقت ، في بعض الاحيان كانت تتمنى لو ﺃن كلثوم قد اجهزت عليها في ذلك اليوم ،لكي تريحها من هذا العذاب الذي تعيش فيه منذ ﺃن ابصرت النور ، كانت الممرضات ﺃيضا يراقبنها طوال الوقت ،لكي لا تلحق بنفسها الاذى وفي نفس الوقت يتحسرن كثيرا عليها ومن بينهم سكينة !

تلك المرأة الصامتة والهادئة صاحبة تراتيل الوجه الجدية ، التى كانت متعاطفة كثيرا مع شمس ، فهي شخص هادئ ولا تأذي حتى بعوضة ، حيث كانت تزورها غالبا وفي اليوم الذي تغيب فيه ،كانت ترفع سماعة الهاتف وتسأل عنها الممرضة نورس والإجابة كانت دائما نفسها

_لا تزال نائمة !

وهاهو يوم جديد يحلق في الافق ، لو يكن يوما عاديا ، والشيء الذي جعله مميزا ׃هو حضور ذلك السيد صاحب الهيبة والنظرات الثاقبة ﺇلى السجن ، والذي توجه مباشرة الى مكتب المديرة اكرام وطلب منها امرا غريبا للغاية ،وهي بدورها وكلت سكينة لتنفيذه .

وهذه الاخيرة لم تضيع وقتا فالوقت من ذهب ، حيث انطلقت بخطوات سريعة و دلفت الى المستوصف ،وتوجهت مباشرة ناحية سرير شمس الاصيل ، كي تزف لها خبر من شأنه ن يخرجها مما هي فيه ، ويعيد الحياة الى جسدها البارد ، وكعادتها وجدتها نائمة ، في ذلك الوقت جلست سكينة بجانبها وصارت تحاول ايقاظها

_افيقي شمس المديرة اكرام تريد رؤيتك في مكتبها !

لم تجبها ولو بكلمة واحدة ، وكأن جسدها قد غادرته الروح منذ وقت طويل ،ولكن سكينة كانت عنيدة ولا تستسلم بسهولة ،حيث عادت لتوقظها من جديد ،ولكن بطريقة خرى حيث وقفت من مكانها وجذبت الغطاء عنها وقالت بصرامة

_شمس الاصيل قلت لك انهضي المديرة تريد رؤيتك !

وضعت شمس الاصيل كلتا يديها فوق وجهها ، فهي لم تكن تريد لأشعة النور ن تحرق عينيها ،وقالت من دون ن ترفع رأسها وتنظر الى سكينة

_ن كان محمود من اتى لزيارتي ،اخبريه بأنني لا اريد رؤيته !

الفتاة فقدت قدرتها على الاستيعاب على ما يبدو ، رمت سكينة الغطاء على جنب ثم استدارت من الناحية الثانية ،وقابلت شمس الاصيل

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now