الفصل الخامس

70 11 0
                                    


لا دراسة بعد اليوم !

صدح صوت ديك مغرور بصوته في الارجاء معلنا قدوم الصباح ، وبمجرد ﺃن دقت السادسة صباحا ، ﺃرسل النور ﺃشعته لمطاردة جنود الظلام ، وللقضاء عليهم نهائيا ، و قد ﺇلتقى الجمعان في كبد السماء ،وبدأت المطاردة واستمرت المعركة لوقت لا بأس به ،ومن شدة شراستها كان صوت السيوف يسمع من بعيد و لحسن الحظ ﺇنها انتهت لصالح النور !

مازلنا في بيت شمس الاصيل ،بالتحديد في غرفتها ﺃين فتحت مقلتيها المثقلتين بالنوم ،وبقيت للحظات تحدق في السقف وتفكر ﺃين هي وفي ذلك الوقت ﺃدركت ﺃنها في المنزل ،ولكنها لماذا نامت بملابس المدرسة ، ترى ما الذي حصل البارحة ، جعلها تخلد ﺇلى النوم وهي على هذه الحالة .

بقيت شمس تفكر في السبب لعدة دقائق ،ولكنها لم تستطع تذكر ﺃي شيء غير ذلك الكابوس المرعب ، الذي راودها ليلة البارحة بسبب رؤية وفاء بعد وقت طويل وهي على تلك الحال مضروبة ومهانة ، وفي الاخير ﺃدركت بأنه لا جدوى من محاولة التذكر ،حيث رفعت رأسها قليلا وألقت نظرة على روميسة التى كانت لا تزال نائمة .

لتنقلب لاحقا على جنب وتمسك المنبه الصغير بين ﺃناملها ، وهناك اكتشفت شمس بأنها قد استغرقت في النوم ﺃكثر من عادتها ،لدرجة ﺃنها فوتت صلاة الفجر ، بسرعة ازاحت الغطاء عن نفسها ونزلت من فراشها وتمشت من اتجاه سرير الاخت الصغيرة ،حيث انحنت فوقها وطبعت قبلة على شعرها وقالت في محاولة لجعل تلك الكسول الصغيرة تستيقظ

_استيقظي روميسية سنتأخر عن المدرسة !

لم تحرك روميسة ساكنا واكتفت بإجابة "امممم " صغيرة ما يعني ﺃنها تريد وقتا اضافيا ،وهذا ما جعل شمس تستسلم وتغادر الغرفة من اتجاه الحمام ، بمجرد ﺃن وصلت الى المغسلة رفعت رأسها ونظرت الى انعكاس صورتها في المرآة .

في ذلك الوقت لم ترى شمس التى كانت معتادة على مصادفتها هنا كل صباح ،ولكنها قد رأت عينين منتفختين جراء البكاء ، تبا كل هذا بسب ذلك الكابوس المزعج ،ولحسن الحظ ﺃنها استفاقت منه ، في ذلك الوقت فتحت صنبور المياه الباردة

وصارت تقوم بغسل وجهها لكي تنتعش بعض الشيء ،ولكي يزول الانتفاخ ولو قليلا ،فهي لا تريد ﺃن تفتح فاطمة معها تحقيقا بسبب ﺃمر تافه كهذا ، بقيت هناك مدة لا بأس وبمجرد ﺃن انهت روتينها الصباحي عادت ﺇلى غرفتها مجددا

لبست عباءة الصلاة وفرشت السجادة لكي تعطي حق ربها ، ولكي تشكره على استيقاظها من ذلك الكابوس المزعج ، وعلى خلاصها وخروجها من ﺃغواره سالمة غانمة ،ولم تشعر بالوقت كيف مر وهي تارة ترتب الغرفة وتارة ﺃخرى تحاول حل بعض الواجبات المدرسية ، وعلى حين غرة دلفت والدتها الى داخل غرفة الفتاتين وحيتهما

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now