الفصل الرابع عشر

53 11 0
                                    


الشك !

لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي ﺃعرفه ، والذي يمنحني الامل لأكون جديرة بالمحبة ، الكتابة هي اداة تفسير العالم من حولي ، الكتابة تشعرني بنفسي وتحررني منها في نفس الوقت . هكذا ﺃجابت الكاتبة كاثرين هاريسون عندما سألوها لماذا تكتب !

بالنسبة لمحمود الكتابة هي الاكسجين الذي يتنفسه ،هي ﺃيضا طريقته الوحيدة ليساعد بها من لا صوت لهم ، من المستضعفين نساء ورجال كبار وصغار ،الكتابة هي متنفسه الوحيد وطريقته الوحيدة للتعبير بحرية ،ولكن يبدو بأن حتى هذه الطريقة سيتم سلبها منه اﻵن .

ﺃما بالنسبة لفئة ﺃخرى من الناس ،الكتابة هي ﺃسهل وأسرع طريقة لكسب المال ، ويتم ذلك من خلال مدح اصحاب النفوذ وأصحاب المقام الرفيع ،وأفضل دليل على كلامنا هذا السيد طاهر رئيس تحرير الجريدة التي يعمل بها محمود ، الذي لم يحقق ﺃي شيء بتلك الموهبة التى رزقه الله بها ،ولم يبتنى قط قضية نبيلة دافع عنها ، حيث كل همه كان الاستفادة منها قدر المستطاع .

وعندما كان يرى اشخاصا موهوبين مثل محمود ، كان يحاول تدميرهم بأي طريقة كانت ،محمود الذي كان كل ذنبه ﺃنه تبنى قضية وحاول توعية الجميع حول مخاطرها ،حصل على العديد من الاعداء ،كان ﺃولهم رئيس تحرير المجلة التى يعمل بها .

في ذلك الوقت ،و بينما كان محمود يقرﺃ رسالة الكترونية قد وصلته من مديرة السجن اكرام ،تخبره فيها ﺑﺄن شمس الاصيل لا تزال مريضة ،وبأنها لن تستطيع مقابلته هذا الاسبوع ، كان طاهر يقف عند الباب الزجاجي ويطالعه من دون توقف .

ولكن محمود لم يكن منتبها له ،حيث كان لا يزال يطالع تلك الرسالة الالكترونية ،ويحاول في نفس الوقت تصديق ﺑﺄن هناك مرضا يجعل الانسان طريح الفراش كل هذه المدة ، بالرغم من الادوية التى يتلقاها ،مؤكد هناك ﺃمر غريب يحصل مع شمس الاصيل ولكن ما هو ، طائرة ورقية اصطدمت برأسه جعلته يعود الى الواقع ،امسكها بغضب وزفر بحنق ونظر الى زميله بلال الذي كان يضحك بسخرية على تراتيل وجه محمود

_ هل تريد مني ﺃن احضر لك الحليب ﺃم ﺃن اغير لك الحفاظ عزيزي بلال !

تراجع بلال ﺇلى الوراء ،ثم رفع اصبعه وأشار الى ناحية الزجاج بالتحديد ﺇلى السيد الطاهر ، الذي كان واقفا يطالع صديقه بنظرات قاتلة ، ليرفع محمود رأسه ويكتشف بأنه مراقب وهناك قال محمود بينه وبين نفسه ،

_ترى ماذا يريد !

في الحقيقة لو كان طاهر يريد شيئا ،لكان قد دلف ﺇلى الداخل وأفصح عنه ، ولكن يبدو ﺑﺄنه قد اشتاق اليه وأراد رؤيته فقط ،اغلق محمود الحاسوب وطالع ساعته وهناك اكتشف ﺃن الوقت قد تأخر ليبدأ بجمع اغراضه ، عندما انتهى من ذلك اعاد الطائرة الورقية الى بلال ، ثم تمشى من ناحية الباب فتحه وخرج ليقول بينما يغلق الباب ورائه

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now