الفصل العاشر

51 10 0
                                    


كيف عاملهم !

بعد مرور اسبوع .

دخل فصل الشتاء بقوة هذا العام ، و يبدو بأن شهر نوفمبر لم يكن إلا تمهيدا للقادم ، ليأتي شهر ديسمبر محملا بالبرد والعواصف ،التى لم تكن تهدءا والتى تسببت ﺃيضا في العديد من الخسائر المادية وحتى البشرية ،عودة مجددا ﺇلى السجن ﺃين كان محمود جالسا في قاعة الزيارة ، في انتظار حضور شمس الاصيل لكي تكمل سرد باقي تفاصيل القصة له .

كان الامر متعبا ،سواء بالنسبة لها ﺃو له ولكن الأمر المبهج في الموضوع ،ﺃنه قد احرز تقدما هائلا في المقال ،ومع ذلك لا يزال الوقت مبكرا لكي نقول بأنه قد انتهى منه ، لحظات فقط حتى فتح الباب ودلفت من هناك زجاجية المقلتين ،وصارت تتوغل وسط الطاولات والزوار ،حتى وصلت ﺇلى الطاولة التى كانت في آخر القاعة وهناك ابتسمت بعفوية وحيت محمود

_ مرحبا !

ارتسمت ابتسامة صغيرة على تراتيل وجه محمود ، والسبب في ذلك هو ارتدائها تلك الكنزة الصوفية ، التى كان قد احضرها لها في آخر زيارة ، يبدو ﺃنها اعجبت شمس الاصيل كثيرا و إلا ما كانت قد ارتدتها ليقول بسخرية

_ناسبك اللون كثيرا !

ﺇحمرت وجنتي شمس الاصيل اثر ذلك الاطراء اللطيف ، ولكنها لم تنبس بكلمة، ليبدأ محمود بطرح الاسئلة بدون تأخر

_في آخر مرة توقفنا في يوم الخطبة ، اخبريني ﺃلم يلاحظ عدنان نفورك منه !

هزت شمس الاصيل رأسها يمينا وشمالا نافية اﻷمر ، واكتفت بذلك الجواب فقط ، ليختار محمود سؤالا آخر من القائمة التى كان قد جهزها سابقا

_اخبريني شمس ،هل كانت العائلات الغنية والميسورة الدخل يعاملن بناتهن بهذه الطريقة ويزوجنهن في هذه السن !

مررت شمس لسانها فوق شفيتها ، في الحقيقة القرية التى كانت تقطن فيها لم يكن هناك العديد من العائلات الغنية ،والعائلة الوحيدة التى تعرفها كانت عائلة عدنان لتجيب

_في الحقيقة لا ﺃعلم ولكن احدى بنات عدنان تركت المدرسة بحريتها الخاصة وتزوجت من دون ضغط ﺃو ﺃي شيء آخر !

رفع محمود حاجبه ﺃلى الاعلى ، فهي قد ذكرت نقطة مهمة لم ينتبه ﺇليها سابقا ،ولحسن الحظ انه سألها وإلا كان سيضيع تفصيلا مهما للغاية

_من المؤكد من ﺃن العريس كان غنيا وإلا ما كانت تركت دراستها من ﺃجله !

لم يكن هذا السبب وراء هجر ابنة عدنان للدراسة ،بل كان الحب ، ﺃجل فهي كانت تحب ذلك الشاب كثيرا بالرغم من ﺃنه كان يسيء معاملتها ويعنفها بدون سبب ، ومع ذلك اغمضت عينيها عن كل ذلك وتركت كل شيء ورحلت معه

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now