الفصل الواحد والعشرين

44 10 0
                                    

       اللقاء الثاني .

مرت ﺃيام ،منذ آخر لقاء جمع شمس بطارق في مكتب المديرة اكرام ، لقاء واحد فقط خلف الكثير من الانطباعات الجيدة عند شمس ׃اتجاه حضرة المحامي الموقر صاحب النظرات الحادة والثاقبة ،ﺃما بالنسبة لطارق ،فبدون تأخر باشر العمل على هذه القضية الصعبة والتى كانت تشكل تحدي كبير بالنسبة له .

في بادئ الامر ،ﺃودع طارق طلبا لدى هيئة المحكمة العليا ،لإعادة فتح القضية من جديد متحججا بأن سلسلة تحرير الادلة لم تعالج بالشكل الصحيح ،و لأنه ذكي كان يعلم ان هناك من سيعترض ،على هذا الطلب ،بحجة ﺃن هناك الالاف من القضايا المتراكمة ،والسبب الثاني كان عمر القضية الذي قد تجاوز الاربع سنوات ،وعلاوة على هذا كانت ﺃيضا ذات حكم صادر من المحكمة .

ولذلك قام بأخذ موعد من القاضي ،وذهب ﺇلى مقابلته وجها لوجه ، حيث عرض عليه وجهة نظره والنقاط التى ستجعله يغير رأيه ،ويقتنع بفتح قضية شمس الاصيل من جديد ،وكعادته لم يخرج من هناك حتى حقق مراده .

قضية شمس الاصيل ،شكلت بالنسبة ﺇليه تحدي كبير ،بالأخص عندما درس تفاصيل الواقعة و لاحظ بأن هناك خلل ما ،بالأخص في ملف الطب الشرعي وليس هذا فحسب بل ،وجد الكثير من الاخطاء التى ﺃدت الى سجن شمس كل هذه المدة الطويلة ،ترى هل حدث ذلك عمدا ﺃم سهوا ؟

لا ﺃحد يعلم كيف تم التحقيق في الجريمة ،التى وقعت في حق عدنان ، ولكن لا بد من ان المحقق المسئول ، قدر ركز على ﺃمرين :الاول كان البصمات التى وجدت على سلاح الجريمة ،والتى كانت تعود لشمس الاصيل ،ﺃما الامر الثاني فقد كان شهادات اقربائه ،التى كانت جميعها متشابهة عن كون شمس الاصيل لم تكن راضية بهذا الزواج ،وكانت دائما تحاول التخلص من زوجها من خلال اثارة المشاكل !

جالس كان سوداوي المقلتين ، واضعا رجلا على رجل ويحتسي قهوته المرة بهدوء ، منتظرا قدومها بتوق لكي يخبرها آخر ما توصل اليه ، فهو لم يستطع الانتظار ﺃكثر من هذا ، وذلك لعلمه المسبق بأنها هيا ﺃيضا تحترق بنار الانتظار التى لا ترحم كبيرا ﺃو صغيرا ، وبينما كان يقوم بأخذ آخر رشفة من فنجان قهوته المرة ،فتح الباب ودلفت زجاجية المقلتين الى الداخل بفتورها ولا مبالاتها المعتادين ،ثم حيته باستحياء

_مرحبا استاذ !

وقف طارق من مكانه ،وانتظر حتى تقدمت زجاجية المقلتين وجلست امامه ، ثم عاد للجلوس ، ﺃول ما لاحظه هو ﺃن حالها افضل من المرة السابقة ،فهي تخلصت من الجبس ،ومن اثار الضرب التى كانت تشوه ذلك الملمح الفاتن ، ليقول حضرة المحامي سائلا عن حالها وأحوالها

_كيف حالك !

شعرت شمس الاصيل بالحر ،عندما سألها حضرة المحامي عن حالها ، كيف يمكن لسؤال بسيط ﺃن يفعل كل هذا ، ازدردت ريقها ثم ردت بينما تتفحصه هي الاخرى

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें