الفصل السادس

62 11 0
                                    


ما هو سبب هوسك بهذا الموضوع !

يقال بأن الكثير من الناس تموت وهي على قيد الحياة ، فقط لأنها لا تملك ﺃحلاما ﺃو هدفا يحفزها ﻟﻺستيقاظ كل صباح من ﺃجل تحقيقه ، ولكن طارق كان يملك الكثير من الاحلام والطموحات وطوال السنوات التى مضت كان يعمل جاهدا لجعلها جميعها تبصر النور .

ربما يبدو حلما غريبا ولكن طارق كان يرغب بشدة بأن يصير محامي ، ويرتدي ذلك الثوب الاسود ويقف ﺃمام القاضي وسط قاعة المحكمة بالتحديد ﺃمام ذلك الميزان الكبير ، ويستهل دفاعه بصوت واضح وعالي بتلك الجملة التى يحبها كثيرا

_سيدي القاضي حضارات السادة المستشارين موكلي ... !

وفعلا كان يستيقظ كل صباح من ﺃجل جعل ذلك الحلم حقيقة ، وبعد سنوات من المذاكرة والاجتهاد ،تحقق كل ما ﺃراده فصار لديه مهنة يحبها حبا جما ،ويمارسها بكل حب آملا ﺃن يبصر الحق النور ولو بعد حين .

اجتهاده وجديته ساهما في كسبه احترام الكثير من ﺃساتذته الجامعيين ، اللذين فتحوا له ابواب مكاتبهم ليكون متدربا لديهم ولكي يكسب خبرة اكثر في هذا المجال ،ولكنه لم يرغب بأن يكون مقيدا او مدينا لأحد ﺃو يكون لأحد فضل في نجاحه .

ولهذا قام بفتح مكتبه الخاص به ،وهناك صادف العديد من القضايا الصعبة منها والسهلة ايضا ولكن هذا لم يكن سببا للاستسلام بل كان محفزا كبيرا له ليستمر ، وطبعا كان هذا يتطلب عملا متواصلا وتركيزا كبيرا حتى في ﺃصغر التفاصيل ، في بعض الاحيان كان ينسى نفسه وسط الاسطر والأحداث والوقائع لدرجة ﺃنه كان يبقى في المكتب حتى بعدما يسدل الليل ردائه الاسود ، مثل اليوم !

فهو لا يزال في مكتبه جالس على طاولة العمل وذلك بسبب تلك القضية ، التي شارك تفاصيلها مع محمود في تلك الليلة ،كان الملف القضية ﺃمامه وفي يده اليمنى فنجان قهوة مرة ، صديقته الوفية في هذه مثل هذه الظروف ولكن هل كان سيسلم من المتطفلين ،بالطبع لا فبدون مقدمات ﺃو حتى استئذان فتح محمود الباب وادخل رأسه قليلا وقال ببلاهة

_لقد ﺃتيت هل اشتقت لي ، انا اشتقت ﺇليك وقلت لما لا ﺃمر بطارق اخي وأزوره في مكتبه !

لا بد من ﺃنه يريد شيئا ما ولهذا اتى في هذا الوقت بالذات ، هكذا طارق كان يفكر بمحمود الذي دلف الى المكتب وجلس ﺃمامه وصار يبتسم مثل الابله ،ليضع الاكبر فنجان القهوة على جنب ويتقدم قليلا بجسمه ﺃلى الامام ويقوم بشبك ﺃصابعه ببعض

_بدون مقدمات طويلة محمود ﺃخبرني ما الذي تريده !

بالطبع كان يريد خدمة منه ولكنه لم يكن ليفصح عن ذلك بكل سهولة ، فمحمود كاتب وكما يوظف الحيادية في مقالاته كان يجيد الدراماتيكية ليجعل القراء يستعطفون البطل ، ليرد بغضب

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now