الفصل الحادي عشر

51 12 0
                                    

ن لم تنتهى عن هذا الجنون !

تغيرت ابتسامة محمود وتجهم وجهه ،عندما لمح على بعد مسافة قصيرة من الثانوية ، شابا قوي البنية يحصر فتاة في الزاوية ،ويقوم بصفعها بدون رأفة ﺃو رحمة بجسدها الهزيل ، ترى هل يكون الشاب اخوها وهو يعاقبها اﻵن ،على ذنب قد اقترفته سابقا من هذا اليوم ،ولكن لو كان كذلك لم يكن ليعاقبها هنا ﺃمام جميع الناس ،ربما لكان انتظر حتى ﺃوصلها ﺇلى البيت وفعل ذلك ،في ذلك الوقت قال محمود للسائق

_توقف !

لم ينتظر الصحفي الشاب حتى تتوقف السيارة ،حيث فتح الباب ونزل بينما هي لا تزال تتحرك ، ولكن لم يكن الامر بيده ،ليركض بسرعة من اتجاههما وما هي إلا ثواني حتى صار في مكان الواقعة ،وهناك امسك يد الشاب ، تلك اليد التى كانت تصفع الفتاة بدون توقف ليستدير هذا الاخير ويقول لمحمود

_من تكون يا هذا ، ﺃترك يدي !

نظرات الفتاة المليئة بالخوف والرعب ،كانت تعني الكثير وأولها هو ﺃن هذا الشاب ليس اخاها ، ربما كان سارقا ما يحاول الاغارة على ممتلكاتها ،في ذلك الوقت لكم محمود الشاب بكل قوة ،وعندما اختل توازنه وسقط على الارض ﺃمسك يد تلك الشابة وقال لها

_ اركبي في السيارة هيا ﺃسرعي !

وبينما كان محمود يحدث الفتاة ، تلقى ضربة قوية على رأسه ، جعلته يشعر بدوار ولكنه لم يقع بل التفت وهو يشعر بالكثير بالغضب والقلق ، ليرفع رجله ويضرب صدر خصمه رادا له تلك الضربة ، ثم وثب عليه مثل ﺃسد جائع وأكمل ضربه بدون توقف ، ولكن المعركة لم تكن ستحسم لصالح محمود ،حيث قام المعتدي بضرب الشاب الصحفي على بطنه ،ثم قلبه على الارض لاحقا ووثب فوقه وصار يقوم بلكمه

وهل كان محمود ليستسلم له بالطبع لا ، وربما لم يتعلم الضرب في مدرسة ،ولكنه تعلم كي يدافع عن نفسه جيدا ،ليقوم برفع رجله وضرب من كان يعتليه ﺇلى بطنه جاعلا ﺇياه يتراجع الى الوراء ،وهناك وقف محمود باحثا عن شيء يردع به هذا الدخيل ، الخسيس الذي سمح له لنفسه بتعنيف فتاة صغيرة ،ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان ،حيث بدﺃت تلك المراهقة تصرخ وتقول

_توقف عن ضربه ﺇنه زوجي !

رفع محمود يده ،ومسح تلك الدماء المتسربة من ﺃنفه وبقي يحدق بالفتاة ﺒﺈستغراب ، ترى هل الضربة قد اثرت على عقله ﺃم ماذا

_زوجك ، هل ﺃنت مجنونة !

اقتربت الفتاة قليلا من الشاب ،وصارت تقوم بمسح الدماء من على وجهه بعناية وحب كبيرين ، وكأنه ليس الشخص الذي كان يقوم بضربها مثل البهائم منذ قليل ، بعد ذلك نظرت ﺇلى محمود وصرخت

_ﺃجل زوجي ولا تتدخل بيننا !

بقي محمود واقفا ويحدق بهما باستغراب ،هل هو حقا زوجها ولكن لماذا كان يقوم بضربها هنا ، لا هي تكذب ، وهناك حتما شيء تحت هذا الامر، وبينما كان يحاول فهم الامور ،صارت سيارة شرطة تقترب منهم ليفر ذلك الشاب هاربا تاركا الفتاة بمفردها ، وهذا ما زاد الموقف غرابة !

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن