الفصل الثالث عشر

44 10 0
                                    


الفتاة التى لن تكون بدا فردا من عائلتنا .

مرت ساعات الفترة الصباحية على ﺃقل من مهلها ، كان الطقس خلالها دافئا ومشرقا ،ولكن بمجرد ﺃن دقت الواحدة بعد الزوال تغير كل شيء ، وعادت الغيوم لتتجمع في صفحة السماء من جديد ، وشكلها كان يشبه افراد عصابة قد اجتمعوا ،للإغارة على محل ما ﺃو شيء من هذا القبيل .

ذهابا ﺇلى مكتب طارق ،ﺃين كان قد عاد لتوه من المحكمة ، يوم آخر متعب ومثير للأعصاب ،وبمجرد ﺃن دلف مكان عمله توجه ﺇلى غرفته مباشرة ،ورمى بجسده المرهق فوق الكرسي ،ثم اغمض عينيه وبقي للحظات على ذلك الحال يسبح في صمت ثقيل ، ولكن طرق المساعدة لبنى باب غرفته ، ﺃعاده الى الواقع وهناك رفع رأسه ودعاها للدخول

_ادخلي !

دلفت لبنى ﺇلى الداخل ،وصارت تتقدم حتى وصلت امامه ، كانت تراتيل وجه طارق تحكي تفاصيل يوم متعب ،لتقول له بينما ابتسامة صغيرة تعتلي تراتيل وجهها القسيم

_تبدو متعبا حضرة المحامي !

مرر طارق لسانه فوق شفتيه ،ثم اومئ برأسه فهي لم تخطئ في التخمين كعادتها ، ﺃخرج علبة السجائر من الدرج ثم قال لها

_ﺃجل ولذلك اريدك ﺃن تلغي جميع مواعيدي لنهار اليوم وﺃن تحضري لي فنجان قهوة !

يريدها ﺃن تلغي جميع مواعيده ، ولكن ماذا عن تلك الفتاة الانيقة التى تنتظره منذ الصباح ،ترددت لبنى في المغادرة ،وكانت كما لو ﺃنها ترغب بقول شيء ما ولكنها مترددة ،وهناك لاحظ طارق ترددها ذلك فرفع حاجبه وسألها مستغربا

_ماذا هناك هل تريدين شيئا ما !

فركت لبنى يديها ببعض ثم قررت اخباره

_في الحقيقة هناك انسة قد اتت سابقا ، وكنت اخبرتها بأنك في المحكمة ،ومع ذلك بقيت تنتظرك ولأنك تأخرت في الرجوع رحلت منذ دقائق ولكنها قالت بأنها ستعود !

استغرب طارق كثيرا من كلام لبنى ، ترى من تكون هذه الانسة ،وما هو سبب اصرارها على مقابلته وﺇن كان امرا مهما ،لماذا لم تأخذ موعدا مثل باقي الزبائن ، هل الموضوع يتعلق بمحمود ، عاد المحامي من دوامة الافكار وسأل لبنى

_ﺃلم تخبرك ﺒﺈسمها !

هزت المساعدة رأسها يمينا وشمالا ،وبينما كانت ستجيبه سمعا طرقا على الباب ، في ذلك الوقت طلبت منه بأن ينتظر دقيقة ،ثم استدارت وخرجت من غرفة المكتب من اتجاه قاعة الاستقبال ،وهناك وجدت نورا واقفة لتقول لها

_انتظري دقيقة لو سمحت !

طارق الذي شعر بالفضول ،لمعرفة هوية هذه الانسة التى تصر على مقابلته ، وقف من مكانه و لحق بمساعدته الى الخارج ، حيث خرج من غرفة المكتب وهناك لمح نورا واقفة ، ليسألها بنبرة مليئة بالقلق

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now