الفصل الرابع والعشرين والاخير

88 10 0
                                    


       ﺃسود المقلتان ﺃسمر ، صاحب خامة صوتية رجولية شبيهة بأغنية شبابية ، صاحب الحضور المفاجئ الذي يتطفل على ﺃحلامها بدون سابق انذار ، فصيح اللسان ، هو ذلك المحامي المدعو بطارق صالحي ، الشخص الذي كانت تتذكره شمس باستمرار وبدون سبب .

والذي لم تستطع مقاومة سحره ، بل استسلمت له ففي الاستسلام نجاة كما يقال ، كان كحلم سرمدي لذيذ ، تستحضره ﺃمامها كلما جفت اقلامها عن النزيف بالخواطر ، فتتخيله يقف ﺃمامها بقامته الفارعة وصدره العريض ،وعروق يده الظاهرة والتى كانت تعطيه مظهرا مميزا للغاية وهيبة ووقار .

كل هذا وأكثر كان ذلك المحامي طارق ، اغلقت شمس الاصيل دفترها ،ثم رفعت مقلتيها الزجاجتين وبقيت شاردة للحظات ولكنها لم تبقى على هذا الحال مطولا ،حيث اعادها ﺇلى الواقع صوت الحارسة سكينة التى اقتربت منها وقالت

_لقد بدﺃ الاحتفال بالمولد النبوي في قاعة الطعام ،هيا بنا شمس الاصيل !

هزت شمس الاصيل رأسها ثم ابتسمت بعفوية ،بعد ذلك وقفت من مكانها ، اقتربت من المرتبة وفتحت ذلك السحاب وﺃخفت بداخله الدفتر ثم رتبت الفراش جيدا ، و رافقت سكينة ﺇلى خارج الزنزانة ، فاليوم ادارة السجن اقاموا حفلا للسجينات بمناسبة المولد النبوي الشريف ، ليخرجوا من ذلك الروتين بعض الشيء !

لم يمر وقت طويل حتى دلفتا الى قاعة الطعام ، التى كانت مزينة ببالونات متدلية من السقف وفوانيس صغيرة ،تسلب الالباب ، ﺃمامها مباشرة كانت هناك طاولات طويلة ، قد وضعوا فوقها العديد من الاطباق التقليدية ،وكان واضحا من رائحتها بأنها لذيذة جدا .

ﺃما على جنب كانت هناك اكياس صغيرة ،فيها حلوى المولد النبوي مرفقة بعلب الحناء ،و في وسط القاعة الطاولات التى كانوا سيجلسون حولها لتناول طعام العشاء ،تمشت سكينة من اتجاه باقي الحارسات ،بينما شمس فتقدمت ﺇلى ﺃحد الطاولات ،جذبت الكرسي وجلست ومر الوقت وهي مستمتعة بالأجواء ولكن على حين غرة ، شعرت بألم شديد في بطنها وهناك همست بينها وبين نفسها

_ترى ما هذا الالم !

الاسئلة لم تكن لتنفعها ولهذا ،دفعت شمس الاصيل الكرسي ﺇلى الوراء ووقفت من مكانها ، وغادرت قاعة الطعام الكبيرة ناحية الحمام بخطوات سريعة ،وذلك كي تعرف سبب الالم ، وللحظة ظنت بأنها العادة ،وكأن هذا ما كان ينقصها في هذا الوقت المتأخر من الليل .

عندما وصلت ﺇلى هناك ، همت بالدخول ولكنها توقفت فجأة وذلك بسبب الاصوات الصادرة من الداخل ، التى كانت اشبه ﺒﺄنين شخص يتألم ، من دون ﺃن تفكر مرتين دفعت الباب ودلفت ﺇلى الداخل ،صارت تقترب من مكان الصوت لتتوقف مرة ﺃخرى بسبب ذلك المشهد الذي وقعت مقلتيها عليه .

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالDove le storie prendono vita. Scoprilo ora