♡ إقتباس ♡

1K 31 29
                                    


{بارانويا}

.
.
.

يسيران هاتان الفتاتين معاً ، مُتجهتان إلى المنزل ، بعد رفض الأُخرى ، رِكوب أي وسيلة مواصلات ، مع سائِق لا يعرِفانه ، فلم تُجادِلها صديقتِها ، وسارت معها بهدوء.

كادت الشمس أن تغيب ، مُعلِنةً عن إنتهاء اليوم ، وأصبحت الشوارع خالية ، فالأن هو الوقت المناسب ، لتناول وجبة الغداء ، في منزِلك الدافئ.

أردفت الأصغر بتوتر ، وهي تتشبث في رِداء صديقتها بقوة ، وكأنها تستمد مِنها الطُمأنينة.

"هو إحنا هنوصل البيت إمتى؟!!".

أجابتها الأُخرى ، وامسكت يدها بين قبضتِها ، فى محاولةٍ لتهدأتِها ، والتخفيف من توتُرِها.

"فاضل شوية بس! ، يعني قولي خمس دقايق ونوصل ، بيتي مش بعيد ما أنتي عرفاه؟!".

ابتلعت الأخرى بقلق ، وأجابتها متفحصةً المكان حولِها بإرتياب.

"أيوه .. بس بقالي سنين مجيتش معاكي هنا!".

ابتسمت الفتاة الأكبر ، مُستلطفتاً ردود أفعال صديقتِها ، ونبست بهدوء.

"متخافيش !.. مادام أنا معاكي ، بُصي البيت هناك أهو!".

نظرت الأصغر ، إلى ما تشير إليها صديقتِها ، فكان منزِلاً مُتعدد الطوابق ليس فخماً ولا ردئ ، هو فى حالةٍ جيدة ، كادت أن تزفُر بإرتياح ، لإنتهاء رحلتِهما القصيرة بأمان.

ولكن قاطعهما ، صوتً خافت يتأوه ويُهمهم بحديث غير مفهوم ، نظرت كُلاً مِنهُما إلى الأُخرى فـ لمحت الأصغر لمعة الفضول بعينان صديقتها ، وعلمت ما ستفعله .

فـ أردفت بإعتراض وهي تحاول إستجماع شتاتِها.

"لا بلاش .. عشان خاطري ، ملناش دعوة ... يلا نروح ، أنا عايزة أروح!!!".

حاولت الكبيرة السيطرة عليها ، وقامت بِمعانقة رأسِها ، ونطقت بحنان.

"هنروح نبُص من بعيد! ، مِش هنقرب إلا لو .. كان حد مِحتاجنا؟!".

أرتعشت الأصغر بين يديها ، ولكنها رُغم عدم تقبُلِها لـ فكرة المُخاطرة ، ألا إنها واثقة بـ أن صديقتِها ستحميها بالتأكيد ، لـ تومأ بتردُد.

قامت بسحبِها خلفها وكـ أنها الدرع الواقى لها ، وتقدمتا بخُطواتٍ بطيئة لـ يدخُلا إلى أحد الأزِقة ، والذى كان مُظلماً إلا من عامود الإنارة اليتيم ذاك ، وأسفله لمحت الكبيرة جسد مُتسطح هُناك بإهمال.

يرتدي ملابِس سوداء بـ الكامِل ومِعطفً جِلدي مِثل رِجال العِصابات ، ويوجد خوذة تُغطى رأسه و وجهه.

رمقتها الصغيرة وهمست بخوف.

"يلا نمشي .. شكلُه مُجرِم؟ ، روحيني بقا!!".

تنهدت الكبيرة وقالت مُتفهمة.

"أنا عارفة إنك خايفة .. بس أنا معاكي! هنِطمن عليه ونروح؟! ، لو قلقانة! ... خليكي هِنا وأنا هشوفه وأرجع؟!".

لم تُعجب الصغيرة بـ هذا الإقتراح كثيراً ، فـ لا تعلم إذا إبتعدت عنها الأُخرى ماذا سيحدث لها هي ، فـ قبلت على الذهاب معها ، وإستكشاف هوية ذلِك الشاب.

وصلتا إليه وأقتربت الكبيرة مِنه لـ تجثو فوق رُكبتيها ، وقامت بإزالة يده عن معِدته ، و وجدت جرحاً عميقاً بِها وكانت الدماء تُغطي جِِذعه بـ أكملِه ، فـ شهقت الصغيرة بهلع.

وصاحت بإرتباك وهي تدور حول نفسِها.

"يلا نروح .. مش هستنى هِنا تاني!!! ، أنا خايفة".

...............

مُتحمسين للي جاي ؟ ، دي كانت نبذة صغيرة ، أتمنى تدعموا الروايه دي مِن البداية ، عشان تشجعوني أنشُرها أسرع .

إنتظروني قريباً بإذن الله.

هتوحشوني جداً وبحبكم💜💜.

بارانويا | «جُنون الإرتياب» (قيد الكتابة)Where stories live. Discover now