الفصل الحادي عشر

66 26 27
                                    

رنا بحزن لم تعرف لماذا : انا جيت عشان كنت عايزة اتكلم مع حضرتك فى حاجه بس باين على حضرتك مديقه فعشان كده انا هخرح وانشاء الله هجيلك فى يوم تانى

وكانت سوف تغادر ولكن أوقفها صوت فاطمه

فاطمه وهى تمسح دموعها : لا متمشيش وانا عارفه انتى جايه ليه .... انتى جيه عشان عايزانى اخلى عمتك تكمل شغل هنا صح

رنا  وقد تجمعت الدموع فى عيناها : الصراحه اه والله العظيم دى طيبه اوى وقلبها ابيض وبتحب كل الناس ولو حضرتك هتمشيها عشان هى كلمتنى بالاسلوب ده فانا سبب فكده انا إلى عصبتها ..... بعد اذن حضرتك خليها تشتغل هنا هى محتاجه الشغل ده  ابوس ايدكى متمشهاش

فاطمه وقد تساقطت الدموع من عينيها : ليه بتعملى كده ليه بتترجينى عشانها ... دى متستهلش دمعه من عينيكى

رنا بسرعه : لا والله دى طيبه اوى انتى لو عرفتيها هتحبيها صدقينى رجعيها بس والله دى طيبه خالص

فاطمه : والله انتى إلى طيبه بس انا اسفه مش هقدر ارجعها

نظرت فى عيون رنا وجدت فيها فقد الحزن
ورأت الدموع تسقط بغزاره مثل المطر

فاطمه وهى تتذكر الماضى والدموع تسقط من عينيها : عارفه ؟

نظرت لها رنا باستغراب لماذا تبكى الان

رنا  بتساؤل : عارفه اى

فاطمه : انتى بتفكرينى بنفسى وأنا صغيره كنت طيبه زيك كده وكنت سازجه
كنت بحبهم كلهم ومن رغم صغر سنى وقتها الا انى كنت ممكن افدى بروحى عشنهم زى مانتى بتعملى كده بالظبط بس هما عملوا اى خذلونى أو بأخص باعونى

رنا : انا مش فاهمه حاجه بس باين انو قلبك موجوع اوى وانك انجرحتى من اقرب الناس ليكى ... هما الناس دول اهلك

أغمضت عيناها وهى تتذكر كيف باعوها أهلها وهى بعمر 14 سنه وكيف هدموا طفولتها كل هذا مقابل بعض من الأوراق

فاطمه بانكسار : ايوة أهلى ... أهلى إلى ضيعوا طفولتى وباعونى ولم يهتموا بيا ولا بمشاعرى .... عاشوا حياتهم بطول والعرض ولا كأنهم عملوا حاجه ونسيوا أن ليهم بنت اصلا

سكتت فاطمه عن الكلام وكانت الدموع تحكى عن كميه الحزن والانكسار الذى فى قلبها

رنا ببكاء بسبب رأيتها لفاطمه تبكى وقد شعرت بحزنها فقد جربت شعور فقدان الأهل
ذهبت رنا لها وبدون وعى منها عانقت فاطمه
رفعت يديها لشعرها وظلت تمسح عليه لكى تهديها صدمت فاطمه من حركت رنا ولكنها حست بالدفء لاول مره تشعر به هذا الشعور تجاه شخص غريب غير بدر زوجها وابنها الياس ... جلست رنا على السرير ووضعت راس فاطمه على رجلها وظلت تلعب فى شعرها وتقول لها كلمات تطمنها

رنا بحنان : اششششش كل حاجه هتبقى بخير هما  الخسرانين ازاى يسيبوا القمر ده هو انا معرفش القصه بالتفاصيل بس الى اقدر اقولهولك أن ربنا اكيد هيعوضك خير ثقى فى ربنا ومتندميش على حاجه ابدا عيشى حياتك ومتبكيش مفيش حاجه مستهله تعيطى عشانها امسحى دموعك وارسمى البسمه على وشك ومتشلهاش ... ارفعى ايدك لربنا واحمديه على كل شىء وهو إلى هيعوضك مش الإنسان ..... تذكرى كلامى ده كل متعيطى 🥺☺️

فكرت فاطمه فى كلها وتذكرت معامله بدر لها وكيف كان لها الاب والام فقد أعطاها كل حبه وحنانه ولم تشعر يوماً بفقدان والديها الا فى بوعده .... و الياس الذى لم يكن ابنها يوماً كان افضل صديق لها كان الونيس كان مثل الدرع الذى تحتمى فيه .... عوضها الله بزوجها وابنها ولم تشكره يوماً كانت فقد تبكى لم تفكر يوماً أن تصلى له كم كانت انانيه لم تفكر يوماً أن كيف كان يشعر الياس وهو يرى أمه وصديقته واخته حزينه كانت هى الشخص الوحيد المقرب له كان هو يفعل لها كل شىء تريده ولكنها لم تفعل له شئ بكت ثم بكت على لحظه لم تبتسم بها لابنها وتقول له كل شئ بخير ..... لم تفعل له مثل هذه الفتاه الغريبه لم تعانقه يوما لم تسأله هل كان بخير ام لا كان فقد هو من يسألها .... بوعد بدر كان قاسى على قلبى ولكن كان قاسى أكثر على ابنى كيف كان قادر على تحمل كل هذا الحزن فى قلبه كيف كان صامد إلى هذا الوقت كيف تحمل كل هذه المسؤولية هل جاء يوماً وكان يريد يبكى ولكن لم يجد ذراعين يلتفون حوله لم يجد ايدى تمسح على رأسه لم يجد فمٍ يقول له لا تحزن انى معك فى السراء والضراء هل كنت انانيه إلى هذه الدرجه ... هل يوجد وقت لفعل ذلك أم فات الاوان

بكت فاطمه بحصره : عندك حق ربنا عوضنى بس انا كنت انانيه ربنا عوضنى ببدر و الياس
وانا عمرى مشكرته ولا كنت حسه بالنعمه الى فى ايديا تفتكرى فات الاوان ان أكفر عن إلى فات ولا ليه فى امل

ردت عليها رنا وهى مازالت تمسح على شعرها
رنا : اكيد فى امل طول ماحنا عايشين يبقى مفيش حاجه اسمها مستحيل

ثم فكرت رنا بكلام فاطمه .. رنا فى نفسها " يعنى هى طلعت مخلفه واسمو بدر زى ماهى قالت و الياس ده بقى يبقى جوزها بس انا مسمعتش عمتى اتكلمت عن طفل ولا اتكلمت على اسمو بدر اصلا ممكن يكون مع اهلوا بره مصر هو ممكن يكون عنده كام سنه هو شكلها يدى أنها فى أول التلاتين كده يبقى اكيد الولد مش هيكون اكبر من عشر سنين بس اسمو حلو ' بدر ' بس هى طلعت طيبه مش زى مسمعت من عمتو وام محمد ده من كتر الكلام الى بسمعه تخيلتها الساحره الشريره بس دى ملاك واستيقظت من شرودها على فتح الباب
ودلف منه شخص وظاهر على ملامحه الرعب ثانيه واحده هل هذا الشخص هو من كان سوف يدهسنى .....

يتبع .........

اين طفولتى Where stories live. Discover now