لوسيندا || Lucinda

٦- انتحار

✨سبحان الله✨
✨الحمدلله✨
✨لا إله إلا الله✨
✨الله أكبر✨

__________________

تقف أمام تلك المرآة التي تحتل نصف الجدار تنظر لنفسها في استغراب تكاد لا تتعرف على ملامحها هذه ليست لوسيندا لا يمكن أن تكون هذه هى

الهالات السوداء تحيط عيناها المتعبة و المتورمة من كثرة البكاء

تحاوط تلك الهالات كدمة باللون الأزرق تحت جفنها اليمين لم تزل آثارها حتى الآن كما جرح صغير يزين شفتيها وعدة جروح آخرى بعدة أماكن موزعة على وجهها

وجنتيها ذو العظمة البارزة من فقدان وزنها تجعلها تبدو نحيلة وهزيلة للغاية لقد خسرت معظم وزنها تكاد تكون عظام يغطيها فقط جلد شعرها أصبح ضعيف للغاية لقد وقع نصفه بالفعل

لم تكن هذه هى لم تكن تلك لوسيندا الفتاة الجميلة المشرقة ذات العينان اللامعة عيناها التي اعتادت أن تكون دائمًا مشرقة كحيلة بتلك الرموش الكثيفة والطويلة والتي تجعل من منظر عيناها جذاب للعين و الابتسامة البريئة التي ما إن تراها حتى تقع في حبها

تلك الفتاة التي تراها أمامها ليست هى بل شخص عاجز و بائس سلبته الحياة بريق عيناه و لمعته و لا يملك سبب واحد للحياة

نظرت إلى كدمات جسدها وتلك العلامات التي تزينه ظلت تفكر في السبب الذي يجعلها تتمسك بالحياة هى لم يعد لديها شيئ لقد خسرت كل شيئ بـالفعل خسرت والديها و أحلامها و حياتها ولا أحد لديها لـتحارب و تحاول من أجله هى وحيدة ولا أحد معها

"من انتِ؟ من انتِ وماذا تفعلين؟ انتِ لستِ أنا أتفهمين؟ لستِ أنا لا يمكن أن تكوني لوسيندا انتِ مجرد فتاة ضعيفة وحيدة و مهزومة لا أحد لها

لا أحد يحبك ولا أحد يريدك لماذا تعيشين لماذا مستمرة في الحياة لماذا مازلتِ متمسكة بهذه الحياة اللعينة!!"

لم تستطع منع نفسها من الصراخ تقع على الأرض الباردة أسفلها حيث لم تعد قدميها تتحملها للوقوف أكثر من هذا

"لماذا يحدث هذا لي؟ ماذا فعلت حتى أُعاقب بـهذه الطريقة؟ أنا لم اؤذي أحد طوال حياتي لما تصيبني تلك الأمور السيئة؟ لماذا أنا فقط لماذا"

الصوت الوحيد المسموع بالغرفة هو صوت الشهقات التي تخرج من بين شفتيها من حين لآخر حيث انهارت مكانها لا تتحمل أكثر من هذا يلفت نظرها إحدى زجاجات العطور الموضوعة على الطاولة أمامها و بكل يأس ألقت الزجاجة باتجاه المرآة لـيصدر صوت تكسر عالي من المرآة و تنتشر شظاياها في كل مكان حولها