لوسيندا || Lucinda

٢٩- عودة

✨سبحان الله✨
✨الحمدلله✨
✨لا إله إلا الله✨
✨الله أكبر✨

__________________

في تلك الغرفة المظلمة جسد صغير يتكور على ذاته ينسحب إلى الخلف عيناها تنبض بـالخوف مما تراه أمامها

كان كاسيوس بابتسامته الشيطانية الخبيثة تغلف يداه بقع الدماء كما ملابسه وبعض قطرات الدماء على وجهه ما جعلت من مظهره مثير للرعب في نفس تلك الصغيرة التي ترتعش من هيئته

الدماء بالإضافة إلى ابتسامته الملتوية و أسنانه البيضاء الظاهرة المناقضة تمامًا للدماء على وجنتيه تجعلها تزحف للخلف تحاول الهرب منه بينما لم تتوقف عن ذرف الدموع تحاول تخبئة نفسها منه

"ابتعد عني لا تقترب أرجوك ابتعد"

ضحكته المتعالية والتي أبعد ما تكون عن ضحكة طبيعية بل تبدو في أذنها الآن نذير للخوف مخيفة لا تصدر سوى من شخص مختل مثله تمامًا

"لماذا عزيزتي لوسيندا فلنستمتع معًا لا تقلقي هذه الدماء ليست غريبة هى لوالدك لا تخافي"

جسدها يرتجف من حديثه لا تصدق هو قد قتل والدها دماء والدها على يده الذي يتلمسها بها في هذه اللحظة يداه الموضوعة فوق جسدها تترك آثر الدماء على جسدها

أصبح جسدها مُلطخ باللون الأحمر نتيجة الدماء التي تنتقل من يديه لها تصرخ وتصرخ بلا فائدة تغمض عيناها بشدة تضغط عليهم لا قدرة لها على رؤيته وهو يأخذ برائتها بـدماء والدها

"ابتعد عني"

تحرك جسدها في جميع الاتجاهات تحاول الإفلات من بين يديه حتى وقع نظرها على ظل يقف في نهاية الغرفة ينظر لها بـعينان حزينتان يملؤهما الحسرة و العجز لم يكن سوى خيال والدها الذي نسجه عقلها في هذه اللحظة تنظر له دون حديث أو حركة حتى بدأ الظل أمامها في الاختفاء لتحاول الحراك من مكانه تذهب له

"أبي .. أبي توقف لا تذهب لا تتركني توقف لا تذهب أبي"

ظلت تردد كلمة أبي بين بكائها وهى تنتفض في مكانها رأسها يتحرك في جميع الاتجاهات في عنف تشعر كما لو أنها تغرق و تجاهد حاليًا للبقاء على قيد الحياة بينما عمها جوارها يحاول ايقاظها من هذا الكابوس بـشتى الطرق

"صغيرتي استيقظي هذا حلم استيقظي أنا هنا لا بأس هيا"

شهقت بينما تنهض من مكانها وهى ترتجف تنظر حولها في خوف تحاول معرفة أين هى حتى وقع نظرها على عمها الجالس جوارها ترتمي في أحضانه بينما مازالت تبكي وتصرخ بـهستيرية مازال كل هذا فوق قدرتها على الاحتمال