الفصل الأول : خَوف وتشتُت.

107 11 18
                                    

بـسم ﷲ. 🦋
تذكير : أنتَ تستحق كل الحُب دائمًا.

_____


شعرت بالألم ينتشر في رأسي وجسدي فور أن إستيقظت من إغمائي.
لا أعلم منذ متى وأنا هُنا ولكن دب في قلبي الخوف فور أن حاولت فتح عيناي ولكن وجود شيئًا ما عليها أعاقني لذلك حاولت إزالته ولكنني وجدتُ يداي مُكبلتان في شئ ما يُعيق قدرتي من رفعهم إلي وجهي.
أُصِبت بهلع وبدأت أصرُخ وأنا أُحاول التحرر من قيودي لتُصدر تلك الحديده صوتُ مرتفع وزاد ألم يدي فور أن حركتها كثيرًا بين ذلك الشئ.
زادت تعاستي فور أن بدأت الأحداث تتردد علي ذهني مُجددًا ، الجنود ذو الملابس البيضاء والأحصنه السوداء الذين أنتشروا فجاه في شوارع بلدتنا الصغيره.
من هُم لا ندري ، لا أحد يعلم كيف ومتي دخلوا إلي أرضنا من الاساس جميعنا ذُهل من منظر إنتشارهم المفاجئ بيننا ولم نستطع فعل أي شئ سوى الإختباء.
أتذكر أنه كان هناك جندي يلاحقني ولكنني أستطعت الهرب منه وفجأه عِندما ذهبت إلي منزلي وجدت النيران قد جعلته وجبةً لها.
لم تستطع قدماي التحرك لإنقاذ أهلي ، لم أستطع فعل أي شئ فقط وقفت دون حيله أشاهد منزلي يحترق وفجأه ضربني أحدهم علي رأسي وسقطت مغشيةً علي.
حاولت تذكر اشكال هؤلاء الاشخاص ولكنني لم أستطع إلتقاط ملامحهم من شِدة هلعي فقط كل ما أتذكره هي علامة القمر المُعتم التي أحيكت علي ملابسهم البيضاء بدقه.
هل حقًا فقدت أهلي في ذلك الحريق ، هل كانوا بالداخل أم هربوا من البيت قبل وصولي. ؟
قلبي يعتصر ألمًا لفكرة أن يكونوا ماتوا أو حدث لهم مكروه.
كل ما أتذكر رؤية مدينتي الحبيبه تلتهمها النيران بتلك الطريقه أشعر برغبه عارمه في البُكاء ، أسغانيا ( مدينة السحاب.) تسقط أشجارها وآحده تلو الاخرى وتحترق حشائشها.
قطعني عن تفكيري في تلك اللحظه إلتقاط أُذناي لطرقات حذاء علي الأرضيه بالخارج وما جعلني أفزع هو توقفها لبُرهه من الوقت قبل أن ينفتح باب الزنزانه التي أجلس بها.
فور دخول ذلك المجهول للغرفه توقف عند نقطة ما ولم تكن سوى أنفاسي المضطربه هي المسموعه في ذلك الوقت.
شعرت بالخوف من أن يقدم علي فعل أي شئ قد يؤذيني أو يستغل قيودي لتعذيبي أو أي شئ من ذلك القبيل ولكن ما فاجئني هو إزالته للعِصبه التي كانت علي عيناي لأغلق عيني فورًا من شِدة الضوء.
قُمت بفتحِهما ولكنني أستغرقت ما يقارب الدقيقتين لتمييز ملامح من هو جالس أمامي ينظُر لي بأعين مُترقبه.
كانـت نظراته غريبه بعض الشئ فقد كان يتفحصني مثلما أفعل تمامـًا فقد كانت ملامحه غريبه كثيرًا عنا ، كان يمتلك شعر أشقر و وجه أبيض شاحب بِجانب جسده النحيل.

" هل سنستمر في التحديق لبعضـنا البعض دون النطق بأي كلمـه ؟"

كانت نبرة صوته رفيعه وليست عميقه كما كُنت أتوقع نظرتُ إليهِ بنظرات كراهيه لترتسم إبتسامه جانبيه علي شفتاه الورديه.

أسغانيا. Where stories live. Discover now