الفصل الثالث : آريـا

62 7 20
                                    

بسم ﷲ. 🦋
تذكير : أبتعد فور أن تشعر أن ذلك المكان ليس مكانك.

------

كان من الصعب تجاوز ما حدث لنا أمس.
مُعظمنا قد شُرد من بيوته والمعظم الأخر فقدوا أبنائهم ليس موتًا ولكن أتخذوهم هؤلاء الأوغاد كأسرى .
أشعُر بالعجز الشديد وأشعر بالقهر لمَ نحنُ عليهِ الان وأتساءل إن كانت المدن المجاورة قد سمعت بما حدث لنا بالأمس.

لم أستوعب إلي الان ما حدث أو ما سببه من الاساس قد كنا جالسيين أمنين في بيوتنا وفجاه سمعنا صوت الاحصنه وأشتممنا رائحة الحرائق التي غلفت الجو.
لحُسن حظي لم يحرقوا بيتي أو يأتوا بجانبه من الاساس لذلك بعد أن غادروا وتركوا بٍعضًا من جنودهم في الشوارع ذهبت لإنقاذ من تركوا من دون بيوت وكان منهم السيد ماركوس.
كانت لدي علاقه وطيده بالسيد ماركوس وأبنائه الثلاث خاصةً الياس فقد كان صديقي الوحيد في تلك المدينه.
ولم أستطع تركهم مثل المشردين في الشوارع وأخذتهم إلي بيتي منذ ذلك الحادث لأتفاجئ بعدم وجود آريـا بينهم.
آريـا خاصتي لم تكن معهم وهذا ما أصابني بالجنون ، أخذت أبحث عنها في الشوارع أنا والياس كالمجنون أو كطفل فقد أمه.
من الامس لم يغمض لي جفن وافكر إن كانوا أخذوها ضمن الأسرى.
ماذا يفعلون بكِ آريـا الان.

" هل يُمكنني الجلوس برفقتك.؟"

كان ذلك صوت السيد ماركوس الذي انتشلني من دوامة أفكاري لأومئ أيجابًا لهُ مُفسحًا بعض المكان كي يجلس.

" لا أستطع النوم ، كل ما أفكر بهِ هو آريـا كيدان."

لم أرى في حياتي وجه العم ماركوس مُمتلئ بالضيق مثلما أرى الان ، وضعت يدي علي كتفه مُحاولاً طمئنته وطمئنة نفسي ولو قليلاً.
" ستكون بخير ، أنا أثق بها."

نفى برأسه وبدأت الدموع تنهمر من عيناه قائلاً بصوتًا مُتحشرجًا.
" آريـا ليست مثلما تعتقد كيدان هي رقيقه كثيرًا ولن تتحمل ما يحدث معها ولو لدقيقه."

فكرت في حديثه ولكنني حاولت إبعاد فكرة أنها في وضع سئ من رأسي وقُلت مُدافعًا عنها.
" أنتَ فقط لم تكن تعرفها جيدًا ، دائمًا ما كنت قريبًا من سيلين أكثر."

نظر لي لعدة ثواني وبعدها مسح عيناه مُتمتمًا بحُزن.
" وأعتقد أن هذا ما يجعلني في حالة يُرثى لها كيدان.
لم أكن أبًا جيدًا لها."

لم أُصدم من ما قاله فلقد رأيت ذلك بعيناي في المرات القليله التي ذهبت بها الي بيتهم ، كان يتعمد ذكر أنها ضعيفه ولا تنفع في شئ أمامنا وأمام الجميع ويُعزز سيلين التي كانت من وجهة نظري فتاه بلهاء عكس شقيقتها.
لم أستطع نِفاقه بقولي أنه عكس ذلك فلقد كان قاسيًا مع آريـا خاصتي وهذا لا أسامح بهِ أبدًا.
أتمنى فقط أن تكون بخير وأن تنجو من ما هي بهِ فقلبي يعتصر شوقًا لها.

أسغانيا. Where stories live. Discover now