الرّواية من سلسلة Eigengrau
" أحبّ كيفَ تراقِبني دائمًا يا أرغوس! "
تحدّثت ساخرة و أناملها المضطربة تسير على فروَة شعرها القَصِير، تشبّهه بِاسطورة العملاق أرغوس، صاحب العيون المئة.
" حتّى لو امتلكت مئة عين يا زارا... فأظنّ انّها لن ترَى شيئا غيرك "
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استَيقَظت زَارا و العالمُ كذلِك على اخبارٍ حطّمت الارض الّتي كانت تقِف عليها
" اخبَرتُك ان تقرئي اوراقكِ جيّدا قبلَ توقِيعها "
كانَ تعلِيقهُ مليئا بالازدرَاء و الاستهزَاء منها، زَارا امام كارِثتها العُظمى لم ترَ سُخرِية جوهان كشيءٍ عليها القلق بشأنه...
فشَلٌ ذرِيع لم يَحدُث بتارِيخ عائلَتها العرِيق يومًا.
اسعار البرميل ترتفِع، و أزماتٌ كهذه تحدُث دومًا... لكنّ ان تكُون عائلة امريكيّة السبب في مأساةِ بلادِها؟ لا... هذا لم يحدُث يومًا.
كانَ وجهُها خالِيًا من الرّوح و هِي لاتزال تُطالع الخبَر الملوّن بالاحمر العاجِل بشاشَة التّلفاز... غيرَ قادرَةٍ بعد على استيِعابِ مُصيِبتها.
هي لا تتذكّر انّها وقّعت شيئاً كهذا، متأكّدة انّها لن توقّع شيئا كهذا... لكنْها شرِبت كثِيرًا قبلَ ذلك، و ربّما حقّا لا تتذكّر بسبب الكُحول.
وَقفت بجسدٍ مرتَعدٍ و هي تستنِد بيدَيها على ايّ شيءٍ يساعدها على الوقوف.
" آنسة سكازُوس، هل استدعِي طبيِبًا لرُؤيتِك؟ " عكسَ مُحتوَى كلامِه ، كانَ جوهان جالِسًا بأريحيّة و بينَ يديهِ خِنجرُه الفضّيّ ذي الزينة الذّهبيّة، ينظّفه و يصُونه باهتمامٍ فائق... تمامًا كما لو انّ مأساتها و مأساة بلادِه لا تعنِيه.
" هل والِدي يعلم؟ "
همَست و هِي تدعَك على جبِينه بِارهاقٍ تامّ، بدَت زاراَ كما لو انّها على شعرَةٍ من فقدانِها لوعيِها... أخذ جوهان نفسًا عميقًا كي يعتدِل بِجلسته، يخبّئ خنجَره و يبدأ بايلاء بعضِ الاهتمامِ للمشكِلة.
