٢١. انَا و الشّيطَان.

1K 88 75
                                    

< قَراءة مُمتعـة ❤>

يأكُل مع الذّئب ، ينبَح مع الكلابِ و يبكي مع الراعي...

هذه كانت حياة بيرلين منذُ ان اصطفّ لقب المونديجو بجانب اسمه... او ربما منذُ نعومة اظافره.

يبتسمُ و هو في طريقه للمشفى كزيارةٍ بنوايا حسنة الى الفتاة التي ينوي دائما التخلص منها، سيلقي بعض الكلمات على اخيها الذي ينحب لمصابها، و يبكي معه ايضاً ان تطلب.

لكن بداخله، لا توجد فرحةٌ اعظم...

شقّت سيارته طريقه بطريق الغابة المنبوذ في الليل، في هدوءٍ دافئ بعزّ هذا الليل البارد... كل شيءٍ هادئ، الى ان مزّقت ضوضاءٌ مرعبة لحظته، حين ظهرت شاحنةٌ من العدم جانباً، ضربت سيارته فتدحرجت على عرض الطريق الى ان استقرت ما ان ارتطمت بجذع شجرة.

رنّ صفيرٌ مؤلم باذنيّ بيرلين و الدماء تجري على وجهه و ملابسه الفاخرة... أنّ و هو يحاول فتح بابه المقلوب رأساً عل عقب ، ثم تدحرج بجسمهِ المحطّم ارضاً.

صرخَ وجعاً من قفصه الصدري المحطّ و قدمه المكسورة... بصق الدماء و تنفسَ بعُسر و اضواء الشاحنة تتسلط بعدوانية عليه.

ترجّل رجلٌ من تلك الشاحنة، ظله الاسود يسيرُ بهدوء على هذه الارض غير مهتمٍ بكونه تسبب بحادثٍ مميت .

سار بساقيه الطويلة و معطفه الثقيل نحو بيرلين الذي ينظر اليه بنصف عينٍ مفتوحة مترقّبة.

هذا لم يكُن حادثا... كانَ محاولة قتل، فهم بيرلين من مشيتِه المتعجرفة.

اقترب صاحب الظل اكثر، امتدت يده الى بروش النحلة الّذي تمركز على صدر بيرلين، البروش الذيِ يحتفظ به بمسجل الصوت.

حطّم البروش بينَ اصابِعه فتفتّتَ و تدحرج كقطعٍ صغيرةٍ على الارض، كلّه و هو لا يقطَع تواصُله البصريّ ببيرلين الواقعِ ارضًا.

" سيدي المونديجو... يا للأسف، هل تعرّضتَ لحادثٍ مميتٍ للتو؟ "

هتف جوهان بصوتٍ ساخرٍ.

" أ ليسَ من المفترِض ان الحوادثَ الممِيتَة تقتُل اصحابها؟ "

اضاف بتلميحٍ قذرٍ و هو ينظر الى حوله... تصلّب فكّ بيرلين حين استوعبَ ما يحدث، نظر بِعيونٍ متصبغة بالاحمر الى جوهان.

Empty Crown | تاجٌ فَارِغWhere stories live. Discover now