٢٠ . لاَ أحَد.

1.2K 89 62
                                    

< قِراءة مُمتِعة >

تسابقَت عقارب الساعة و لكنّها لم تُغادر مكانها، تمَدّد الوقت اضعافاً، أخذ اكثَر من حصّته و ساينت ينظر الى زارا من الاعلى...

أيقنَت زارا كما هي متيقّنة من الموت، ان شيئا خاطئاً...

ليس لأنّه تم الامساكُ بها بقصرٍ محرّمٌ عليها الدخول اليه.

بل لأن ساينت هذا الذِي لم ترَ وجهه من قبل، مألوفٌ لها.

طاقته، حضًوره، وِقفَته المحشوة بالكبرياء و الشّيطنة، هذه الاشياء مألوفة لديها.

و القشعريرة المميتة بداخلها أكدت ذلك.

توقفَ الزمن و هو يقف امامها بطوله الفارع، عيناه لا تغادران عينيها المتسعتان كالمروج.

كما لو انه قادرٌ على دعسها كنملةٍ لا حول و لا قوة لها بدا، الجشع يلمع في عيونه النذلة و ابتسامةٌ خافتة قد تبلورت على شفاهه و هو ينقل بصره الى جوهان الذي لمع خنجره وراء ظهره.

ثمّ الى مشبك شعرها الذي كان على الارض و الذي بسببه وجد زارا... اعاد بصره الى جوهان الذي كان مستعدّا لاشهار خنجره بوجه اخيه ان حدثَ و سار شيءٌ عكس ارادته.

ساينت كان شخصاً بردودِ افعال غير متوقعة... و حتى لو كان من انقذه من التجمد للموت، فهو ايضا من شاهده يزحف بالثلوج.

" خبّئ حبيبتكَ جيدًا المرّة المقبلَة جوهان "

قال ساينت فجأةً جاعلاً الهواء يتوقف للحظة.

ثم ازاح بصره الحاد الى زارا التي صُدمت كثيراً بِبرودته و فعله، هامساً بصوتٍ ضعيف.

" اراك لاحقا "

ثم سارَ بعيدا دون الالتفات... ببساطةٍ كما لو انه لم يرَ زارا بمكانٍ محرّم عليها.

قال جوهان ان ساينت لن يكون مشكلة، انه يثُق به لحدٍّ ما، و الاّ تقلقَ بشأنِ افشائهِ لسرّهما فلا مصلحَةَ له بذلك ... لكنّ هذا كان آخر ما يُقلقُها.

مرّت ايّامٌ قصيرة عجّتْ بكوابيسٍ دائمة دخلت حياة زارا مجددًا بعد مقابلتِها لِساينت.

هذا الشّابّ الغريبُ ايقَظ بداخلها خوفًا عميقًا، سحبـ منها أمانها الزّائف و هدّدَ قوقعتها بالانكسار... و اصبحت لياليها الشفيعة، جحيماً بكوابيس لا تتذكر منها سوى الرعب.

Empty Crown | تاجٌ فَارِغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن