١٥ . قرِيب

1K 92 86
                                    

< قِراءة ممتِعة 💗>

كانت السّاعةُ تشِيرُ للسادسةِ مساءً، من المفترَضِ ان تكُون زارا قد عادت للمدينة بالفعل، و هو الان يستعد للذهاب الى بيتها.

بالاحرى يجهّز اوريو للذهاب...

ألبسها السترة التي صنعتها زارا لها، بدت لطيفة لدرجةِ انّه لم يستطع منعَ نفسه من قرصِ خديها.

" انظُري لنفسِكِ اوريو! لقد أصبحتِ التعريف الجديد للطافة! "

هتف و هو يحارب كي لا يحطّم جمجمتها اللطيفة بين يديه، زمجرت بعدم رضا، ثم انقضّت على يده تعضّه.

" يا لكِ من متوحشة! "

علّق بخفوتٍ و هو يتألم ، نهضَ كي يعقّم جرحه ثم يرتدي قفازه،  كله و هو يتبادل نظراتٍ ثاقبة معها... الى ان ابتسم مجددا مغلوباً عليه من لطافتها.

" لكنك لاتزالين لطيفة "

حملها بذراع واحدة و هو يتجه الى الباب يحادثها مجددا.

" زارا ستكون سعيدةً برؤية الحركة الجديدة التي علمتها اياك، لا تحرجيني امامها "

حذّرها و هو يفتح الباب، و بسرعةٍ تلاشت ابتسامته حين وجد زارا امامه، واقفةً كالشبح بصمت...

بدَت كمن وقف هنا امام بابِه لزمن طويل، كما لو انها بمنتصف حرب، و هي الطرفان المتنازعان معاً.

" ما الذي تفعلينه هنا؟ "
سأل باستغراب، انتشرت ابتسامةٌ خافتة على شفاهها و هي تأخذ اوريو من يديه، تطبَع قبلةً طويلةً على خدها، تشمّ رائحتَه العالقة بفروِ القطة.

" هل بامكاني الدخول؟ "
اجابته بسؤالٍ بنبرة ضعيفة، ابتعد عن طريقها و أغلق الباب وراءها حين دلفت للداخل.

استمرّت باللهو مع القطة لفترة، و هو استمرّ بمشاهدتها بصمت بعد ان نزعَ معطفه كي يبقى بِقميص اسودَ ذي ياقةٍ عالية تماماً كخاصتها.

' أ ليس من المفترض ان تعودي للبيت؟ "
طرح سؤالاً كسر الصمت، فقدت ابتسامتها الضيقة، رفعت بصرها اليه و القطة تهرب من ذراعيها  .

صمتت قليلا قبل ان تجيبه بهدوء.

" لم أعلم اين هو البيت "

Empty Crown | تاجٌ فَارِغWhere stories live. Discover now