١٩. تِلفاز

873 84 22
                                    

< قِراءةٌ مُمتعة >

يومٌ فرّ من حياة زارا، يومٌ ثانٍ ، و يوم ٌ آخر... شاهدت زارا أيامها تطيرُ امام عينيها و هي تنظر عبر نافذتها الى الخارج منتظرَةً رؤيةَ وجهٍ محدد.

هو لا يجيب...

لا يوجد في شقته ...

و لا حتى نانا...

اختفى جوهان من حياتها كما لو انه لم يتواجد يومًا.

تنتهي جلسة النافذة عند نداء الافطار، و تبدأ جلسةُ الالمِ الدائم و هي تجلس امام شقيقها الذي يحاول التأقلم مع حياته الجديدة.

شعرها قد احتكّ بزاوية فكّها اخيراً، اصبح بالطول الكافي لِتعليقِ مشبك شعرٍ ... ارادت ان تُرِي جوهان و نانا شعرها، لكنهما ليسا بأيّ مكان.

" لاحظتُ ان عقلكِ يحلّق بمكانٍ آخر هذه الايام زارا "

كسَر ايزاك الصمتَ بينه و بين شقيقته بصوتٍ مليء بالشكّ.

" فقط العمل "
اجابته بنبرةٍ فارغة و هي تقلّب طعامها دون تناوله، تغذّي غضبه ببرودها.

صمت ايزاك قليلا ثم تحدث بصوت بدأ بالارتعاش.
" انتِ تعرفين القوانين يا زارا؟ أ ليس كذلك؟ "

رفعت بصرها نحوه اخيرا.
" ماذا تقصد؟ "

رمى شوكَته بعنفٍ على طبقه، انفجرَ بوجهها صارخاً لدرجة انها شهقت.
" انتِ تعلمين تمامًا ما احاول قوله زارا! لا تدّعي الغباء!! "

هو لم يرفع صوته امامها يومًا من قبل... ابحَرت عيناها في الحزن حين ادرَكت ان مرحلة هدوء ما قبل العاصفَة قد انتهت، و الانَ ستبدأ مرحلة النجاة من النجاة.

كان ايزاك لا يتحمل صوت رقّاص الساعة التي تقف كنذير شؤمٍ بينهما، لكنه حاول ادّعاء انه بخير... ان لا شيء يزعجه بعد الان، ينبغي عليه ان يكون شاكراً انه بخيرٍ مع شقيقته، لكنّ كيف له ان يتجاهل الدمار بداخله؟

" آسف... "
همس و هو يدعك عل  رأسه بيدٍ ترتعد... تملّكتها الشفقة بدلَ الغضب، نهضت زارا حين تخلّت عن خوفها منه، اقتربت منه و قرفصت امامه، تمسك يدهُ و تنظر الى وجهه باعينها الغفورة.

" هل انت بخير ايزاك؟ "

حاول ايزاك التماسك امام زارا، لكنّ و هذا الرقاصّ يلعبُ بأوتار صبره... نجحَ فقط في تعديل نبرة صوته امامها.

Empty Crown | تاجٌ فَارِغWhere stories live. Discover now