الرّواية من سلسلة Eigengrau
" أحبّ كيفَ تراقِبني دائمًا يا أرغوس! "
تحدّثت ساخرة و أناملها المضطربة تسير على فروَة شعرها القَصِير، تشبّهه بِاسطورة العملاق أرغوس، صاحب العيون المئة.
" حتّى لو امتلكت مئة عين يا زارا... فأظنّ انّها لن ترَى شيئا غيرك "
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
﴿ قِراءة مُمتِعة ﴾
جوهان لا يُريدُ ان يحبّ زارا ... ناهيكَ عن ان يلمَحها احدٌ بعينيه.
جوهان لا يريد ان يحبّ زارا، لكنّه يبتاعُ لها الورودَ كلّ صباحٍ منذ استيقاظها.
لا يريد ان يحبّها لكنه يتعرّض لتأنيب الاطباء كلّ مرةٍ يحضرُ فيها اوريو لها، و يعيد الكرةَ بالغد.
لا يريد ان يحبّها لكنّه يهدد طبيبها بأنها لن تكون الوحيدة التي ستموت ان حصل لها شيء.
لا يريد ان يملكَ قلباً، لكنّه صنع واحدًا خصيصًا لها...
و لم يضمّد جراح احدٍ غيرهُ قبلها.
و انوارُ الشمسُ المُبهِرةُ تخترقُ نوافذ الغرفة البيضاء الواسعة ، تضيءُ اعينهُ الحذرة كي تجعل الخريف بحدقتيهِ ينمو لربيع ، لم تستطِع زارا ازاحةَ عينيها عنه و هو ينزعُ الضماد عن صدغِها ببطءٍ شديد.
ربما السبب فقدانها للذاكرة، او ربما هي لم ترهُ بهذه الشفافية من قبل... او لم تذُق من قبل شعورَ ان تكونَ محبوبةً من طرفهِ لهذه الدرجة.
ام انها ماتت بالفعل و هي الان بالجنة، اينَ جوهان يحبّ شيئا اكثَر من نفسه و من القطط .
ألوانٌ لا اسمَ لها، نغماتٌ بلا نوتاتٍ بأذنها، مشرقٌ كالفجرِ و ليس كالشمس، مُظلِمٌ كليلةٍ ينيرها القمر و ليسَ كالعتمة...
كيف لهُ ان يصنع لها حبّا كهذا؟
" كيفَ ابدو؟ "
تحدثت حين ازال الضماد كليا عن رأسها، اجفانها ترفرف باحثة عن اجابة بوجهه الذي عجزت عن تفسيره.
بين السعادة و الحيرة الشديدة بقيَ جوهان عالقا و هو ينظر الى جرحها الذي التأم بوقتِ قياسي، دون تخليف اي تشوهٍ يُذكر...
