الرّواية من سلسلة Eigengrau
" أحبّ كيفَ تراقِبني دائمًا يا أرغوس! "
تحدّثت ساخرة و أناملها المضطربة تسير على فروَة شعرها القَصِير، تشبّهه بِاسطورة العملاق أرغوس، صاحب العيون المئة.
" حتّى لو امتلكت مئة عين يا زارا... فأظنّ انّها لن ترَى شيئا غيرك "
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
" و من ثمّ، قبّلها... حطّم شفاهها بينَ شفاهه... استكشَف فمها بلسانه الماهر... لقد كان جيدا... اكثر من جيد "
ابتلعَت نانا ريقَها امام المشهد السّاخن الذي كانت بخضم قراءته... شعرَت باعين ثاقبة عليها، فرفعت نظرها الى الامام عن كتابها، الى كيليان الّذي يضع كيسَ ثلجٍ على فكّه.
اعينه ازدادت قتامة، شعرت نانا انه يريد الانتقام منها على تلك الضربة القوية بامعائه... سمعت من الحارس انه استفرغ لمدة ساعة بالمشفى بسبب قوة الضربة.
كانت شاكرة لقضبان الزنزانة التي بينهما...
حمحمَت ناناَ و اغلقَت كتابها، ثم راحت تغيّر القطن الذي حشَت به فتحتيّ انفها... لقد انتهى النزيف اخيرا و بامكانها الان التنفس من انفها .
رسمت ابتسامةً بريئة لكيِليان و غمزت و هي تضعُ ساقا على الاخرَى ، تشابك يديها بلطَافةٍ على ركبتها.
" لا تقلق، الفتيات يجدنَ الكدماتِ مثيرةً على الوجه "
قابلَ لطافتها بنظرةٍ مظلمة.
" افضّل عدم الشعور بالالم "
نبَس اخيراً بصوتٍ خشنٍ خدشَ الثقة الذي اصرّت على اظهارها.
أحست نانا بِصعوبةٍ في بلع رِيقها، أشغلت نفسها بِتعديل حاشية تنورتها على الاستمرار في مجابهته بمعركة النظرِ العقيمة.
كان حاقدًا عليها دون شك.
فجأةً اختَرق حارسٌ الصمت باصواتِ معدن مفاتيحه المكتظة في حلقة معدنية، و قام بفتحِ قضبان نانا.
" بامكانك الخروج الان "
اعلن لها فنهضت كما لو انّها معتادة ، و سارت متحاشية النظر اليه، هاربةً كطفلةٍ خجلة.
